توقيت القاهرة المحلي 21:18:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيت الكبير... وقمة غير عادية!

  مصر اليوم -

البيت الكبير وقمة غير عادية

بقلم - علي القاسمي

تنطلق اليوم أعمال القمة العربية الـ29 بمدينة الظهران السعودية، لتدخل الظهران وللمرة الأولى مع قائمة المدن العربية الحاضنة لقمة عربية، إلا أنها هذه المرة قمة غير عادية، ولأول مرة تدعو دولة عربية إلى قمة بمثل هذا المستوى. هذه القمة تأتي في وقت شائق ومعقد وصعب، تتداخل فيه عدد من الملفات الساخنة، أو تتكاثر الأوراق الجديرة بالنقاش والمواقف الصلبة، قد يأتي الترتيب مختلفاً بين رأي ورأي حيال جملة الملفات العربية وأيها يستحق أن يتصدر الطاولة ولماذا؟ لكن الحقيقة الموجعة أن الوضع العربي ليس على ما يرام ولن يكون كذلك، بل إن مؤشرات الانزلاق العربي لا تخفى على متابع، والحاجة باتت أشد ما تكون لوحدة صف حقيقية وترميم واسع لمجمل الدمار الذي يحيط ببلدان عدة ويترك الجراح متناثرة هنا وهناك من دون أي جهد موحد لرأب الصدع، وعمل نوعي في مواجهة التـــــحديات والتهديدات التي تحيط بالمنطقة.

نتجه لفلسطين فنجد القضية باتت معقدة وشائكة. نتحول إلى سورية والعبث المستمر وحالة الصمم التي يعيشها النظام من لحظة فتكه بالشعب. اليمن وما أدراك ما اليمن أزمة وتصعيد ومــغالطات وفوضى حقيقية. إيران «محور الشر» الحقيقي واستمـــرار التدخلات والعبث في عدد من البلدان. ليبيا تستيقظ كل صــباح على حالات من الارتباك والأوضاع المتذبذبة والمـــقلقة. الــعراق يحاول النهوض ونــسيان الماضي والعودة بقوة لوطن عربي والإسهام في أمنه القومي وتوازنه ومشروع سلامه اللازم والواجب. الإرهاب والجهود التي لا بد أن تحاط بكل الإمكانات البشرية والــمادية وتعزز بتعاضد وتكاتف مشرف للحيلولة دون أي مشروع توسعي ومحاولات بائسة لشق الصف العربي والتسلل للشعوب وتدميرها.

من المنتظر من قمة الظهران أن تخرج من روتين القمم العربية، وتظهر بإرادة عربية مختلفة في ظل الظروف الدقيقة والأجواء غير العادية. التعقيدات من دون شك ليست يسيرة، ويحاول البيت الكبير (السعودية) أن يخطو مع الجميع نحو محطات تفاؤل وتستوعب مع هذه الخطى متطلبات المرحلة الجديدة. السعودية مهد التوافق ويقع عليها دوماً عبء فك تعقيدات الوطن العربي وقضاياه المتعددة والمتوزعة والمتناثرة، والتمهيد الدائم لمسار عمل مشترك وموحد. ثمة حاجة ماسة بالفعل لتعاضد عربي في وجه الشر وكبح كل النوايا المريضة والمخططات المختلة، وإيقاف كل المرتزقة عند الحد الذي يجب أن يقفوا عنده.

على وطننا العربي أفراداً وشعوباً أن يؤمنوا بأنه لا يمكن لأحد أن يرتب البيت العربي بنقاء أكثر من أهله، وأنه لن يصنع لنا التحولات الشجاعة والجريئة أحد غيرنا. ولذا لا يعقل أن نتوقع جواراً حسناً ولا وعوداً طرية ونوايا طيبة من نظام إرهابي تتبجح عمائمه وملاليه بأن عواصم عربية باتت في قبضتهم. المستقبل لا يحتمل مزيداً من الألعاب والخيانات والضمير المستتر. الوطن العربي بإمكانه قلب الطاولة في وجه من لا يراه سوى لعبة ولا يتعامل معه إلا كمنطقة إحراق وتدمير ومصالح. ولكن، الأنظار نحو الظهران ومستقبل عربي أقل تعقيداً وغموضاً ونزيفاً.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيت الكبير وقمة غير عادية البيت الكبير وقمة غير عادية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 19:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما
  مصر اليوم - دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 11:04 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

"فورد" تستدعى 5234 سيارة فى الصين لمخاطر تتعلق بالسلامة

GMT 03:05 2024 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

5 ملايين زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

GMT 05:32 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دول غرب أفريقيا تتخذ إجراءات جديدة لإنقاذ الغابات

GMT 18:11 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

عودة ميسي ووصول لاعبو البارسا لمواجهة رايو فاليكانو الليلة

GMT 04:18 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"بي بي" تؤكد بدء إنتاج 50 مليون قدم من الغاز في مصر

GMT 16:41 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

كشف ملابسات مقتل سيدة بمنزلها ذبحًا في دمياط

GMT 08:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة مهمة تساعدك في علاج الأرق المزعج

GMT 09:17 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التناقض عنوان المجموعة الشتوية الجديدة لزياد نكد

GMT 11:42 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر guess seducriv I am yours لإطلالة غامضة ومغرية

GMT 23:10 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

مطار سوهاج يُجري تجربة طواريء لطائرة منكوبة

GMT 08:59 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

عائشة بن أحمد تُشعل مواقع التواصل بإطلالة رائعة

GMT 14:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أمسيات دينية في مساجد الإسكندرية عن أهمية الثقافة في التربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon