توقيت القاهرة المحلي 22:59:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر جميلة فعلاً.. ولكن!

  مصر اليوم -

مصر جميلة فعلاً ولكن

بقلم : أنيسة عصام حسونة

 أسعدنى الحظ الأسبوع الماضى بحضور احتفالية «إحياء الجذور» بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيسين اليونانى والقبرصى بقصر رأس التين بالإسكندرية وقد كان الاحتفال حقا مليئا بمشاعر الصداقة الدافئة من جميع الحضور فى ظل الكلمات المرحبة من الرؤساء الثلاثة وكلمة المقدمة التى ألقتها السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج المسؤولة عن تنفيذ هذه المبادرة الجديرة بكل التقدير والتى يرعاها باهتمام السيد رئيس الجمهورية.

وقد شمل الحفل فقرات فنية راقية استمتع بها الحاضرون إضافة إلى فيلم تسجيلى وثائقى عن الجاليات اليونانية والقبرصية فى مصر وهذا هو مربط الفرس للمقال، فقد عرض الفيلم التسجيلى، إضافة إلى حديث القبارصة واليونانيين المقيمين فى الإسكندرية عن عشقهم لمصر التى يعيشون فيها بأمان واطمئنان وسلام واللقطات المتنوعة لأماكن عملهم وسكنهم وعبادتهم، مناظر مختارة لمصرنا العزيزة شملت المواقع الأثرية التى لا نظير لها والمناطق الشعبية باحتفالاتها المتوارثة منذ قديم الزمن ناهيك عن اللقطات الجميلة لبحر الإسكندرية الأزرق ولكورنيشها بباعته التقليديين من بائعى الذرة المشوى وحمص الشام وغزل البنات والسوبيا والكركديه والتمر هندى بأزيائهم المميزة، وحقيقة فإنه أثناء استمتاعنا بالفيلم الرائع كنا كمصريين نتيه فخرا ببلادنا الجميلة التى تتميز بموقع فريد وآثار شامخة وشواطئ لازوردية وشعب مرحب ودود ولكن طيلة الوقت كان يدور فى أذهاننا جميعا سؤال واحد ملخصه كالتالى، هذا البلد الجميل بكل مميزاته الرائعة كيف لا يصبح أكثر بلاد العالم جذبا للسياحة بأنواعها المختلفة ليس فقط للمواقع الأثرية وللشواطئ الذهبية وإنما أيضا للسياحة الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية إضافة إلى تلك العلاجية ناهيك عن سياحة المؤتمرات فى فنادقها الفاخرة؟ فكيف يفشل المسؤولون عن السياحة فى تسويق هذه الجوهرة المكنونة التى يمكن أن تسوق نفسها بنفسها؟

هذا التساؤل المتكرر والذى لا نجد له جوابا شافيا كلما ألقى بنا حظنا السعيد على الرمال الذهبية الناعمة لأى من شواطئ مصر فتتعجب بينك وبين الآخرين أين السياحة العالمية من الشواطئ المصرية؟ والأكثر من ذلك فإن مصر لا تتميز فقط بالشواطئ الرائعة الصالحة للسياحة طيلة العام بسبب مناخ المحروسة المثالى طوال شهور السنة ولكن الله قد حباها أيضا وأنعم عليها بتاريخ حضارى لا يضاهيه تاريخ أى بلد آخر فى أركان المعمورة فآثارنا ما زالت قائمة نباهى بها الأمم منذ آلاف السنين وتجدها فى كل مكان فوق الأرض أو تحت سطحها حيث يتم اكتشاف الجديد منها كل عام ويقف أمامها المصريون فى انبهار وإعجاب كلما زاروها من فرط روعتها وشموخها الذى تحدى القرون الممتدة فهل سوَّقنا هذا التاريخ الحافل كما يستحق؟ وهل عاملنا هذه الحضارة العظيمة بما هى جديرة به من احترام؟ فمصر بمثابة متحف كبير مفتوح على مصراعيه فكيف لا يزورها عشرات الملايين من السياح فى كل عام دون انقطاع؟ وماذا تطلب أى حكومة فى العالم أكثر من أن يكون عندها هذه الموارد التى لا تقدر بثمن لكى تكون قادرة على أن تحتل المرتبة الأولى سياحيا بين ��ميع دول العالم؟

وبالتالى فإن سؤالنا الملح هو ماذا ينقصنا لنحقق نتائج مبهرة فى قطاع السياحة الذى يمكن أن يدر ذهبا على خزائن الدولة المصرية؟ إن مصر بمثابة جوهرة ثمينة ينقصها بعض الصقل ليشع ضوؤها الساطع ويصل إلى أركان المعمورة الأربعة وهذه مهمة تسويقية مضمونة النتائج لو صلحت النوايا وتوافرت الإرادة؛ والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر جميلة فعلاً ولكن مصر جميلة فعلاً ولكن



GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon