توقيت القاهرة المحلي 01:54:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخطاء واشنطن.. وخبايا أصدقائها!

  مصر اليوم -

أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها

بقلم - محمود مراد

 لم يكن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس فى مايو المقبل، مفاجأة لي!ـ صحيح أنها سبق أعلنت أن تنفيذ القرار سوف يستغرق فترة قد تصل إلى ثلاث سنوات ولن تقل عن سنة ونصف السنة.. لكننا كنا ندرك أنها كاذبة بالضبط مثلما ندرك أن تصريحات المسئولين فيها ـ خاصة عند زيارتهم المنطقة ـ بأن واشنطن تؤيد حل قيام الدولتين هو الأصوب لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى وأنها تقف معنا ضد الإرهاب، وغير ذلك مما تردده، هو كذب فى كذب..

من هنا فإن خطايا واشنطن لا تفاجئنا.. فسياساتها سلسلة من الأخطاء والخطايا متسقة مع بعضها وهى تعبر تمام التعبير عن القوى الحقيقية التى تحكم الولايات المتحدة والتى لا يؤثر فيها فكر وشخصية رئيس البلاد إلا بنسبة ضئيلة لا تزيد على عشرين بالمائة فتبدو أحيانا «طيبة» من الظاهر فقط وليس الجوهر كما شهدنا فى عهد كارتر وتبدو أحيانا «باسمة مسلية» كما فى عهد كلينتون.. أما إذا وقف الرئيس ضد الاحتكارات التى تمثل عصب قوى الضغط فإن مصيره يكون القتل وهذا ما حدث للرئيس جون كنيدي!!

والآن فإن ترامب هو الممثل الحقيقى للقوى الحاكمة التى تدير ومن ثم.. فإن هذه هى سياسة الولايات المتحدة وخطاياها الممتدة والتى يتحتم علينا ألا نكتفى إزاءها بموقع المتلقى المفعول به ويقتصر رد فعلنا على الرصد.. والتوجع! وإنما لابد أن نكون فاعلين ونكشف المستور.. ونستبق بفضح ما هو متوقع ونحشد الآخرين معنا، وعلى سبيل المثال فإنه ينبغى اغتنام هذه الفرصة التى تسببت فيها واشنطن وعزلت نفسها بقرار أحادى عن إجماع العالم ..لكى نحسن توضيح قضيتنا العربية ـ وأعنى مسألة فلسطين السليبة ـ كنموذج ـ ليعرف العالم ماذا جرى منذ مايو 1945 وحتى الآن على مدى سبعين عاما وماذا كان عليه الموقف الأمريكى وما الذى ينتويه بعد مايو المقبل. فإذا كان قد زرع إسرائيل فى ذلك الزمان فهل يريد أن يساعد على تحقيق حلمها فى السنوات المقبلة؟ ولابد فى البداية أن تدرك البلدان العربية حقائق الموقف وأنه لا مستقبل لها بدون عمل عربى مشترك وعليها أن تدرك جيدا أن واشنطن حليف لإسرائيل والصهيونية.. وعدو للأمة العربية. أما كيف يكون العمل العربى المشترك فإن تلك قضية مهمة ومتشعبة وإن كنا نرى بوادر إيجابية على طريقها ونأمل أن تستمر وتنمو ويبقى أصدقاء واشنطون الذين يبررون تصرفاتها بأنها تعمل لصالحها. لكنهم لا يستطيعون تفسير هذه السياسات بالمنطق وبقياس المبادئ، أو فى ظنى وبعض الظن ليس إثما ـ فإننا مخترقون تحت شعارات مفرغة من مضامينها المبدئية، وبينها: شعار الديمقراطية مع أنه لا توجد «روشتة» صالحة لممارسة الديمقراطية صالحة لكل الدول.. والمدهش أن البعض من هؤلاء يرى أن النموذج الأمريكى الأصوب مع أنه فى الحقيقة هو الأخيب! ودون الدخول فى متاهات فإنه يجب أن تتحدد المفاهيم وتتسع الرؤى لنعلم أن الولايات المتحدة ليست هى مبعوث العناية الإلهية فى الأرض.. وأن قوتها نتيجة خوف الآخرين منها.. لكن وحدة الآخرين وتضامنهم كفيلة بأن تحفظ حقوقهم وكرامتهم.. ونحن العرب قادرون وبأى مقياس ـ على أن نكون أمة لها وزنها ومكانتها.وأتساءل عن موقف الأمم المتحدة من خرق قرارها منذ الثمانينيات وهل ستتخذ إجراء ضد الولايات المتحدة؟ وأتساءل ـ ثالثا ـ عن موقف جامعة الدول العربية.. وهل ستتخذ إجراء حاسما.. أم ستغمض عينيها؟ وعلى استحياء أيضا.. أنادى منظمات المجتمع المدنى فى البلاد العربية والإسلامية والصديقة لكى تتحرك وتتفق على خطوة عملية.. وهل مثلا يمكن الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية لمدة أسبوع مثلا يبدأ من يوم تنفيذ قرار نقل السفارة فى ذكرى قيام إسرائيل؟ هل يمكن ذلك أم أننا سنتكلم فقط وسنظل نتكلم حتى نستيقظ على صوت انهيار المسجد الأقصي؟


نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon