توقيت القاهرة المحلي 09:59:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خواطر

  مصر اليوم -

خواطر

بقلم - جلال دويدار

كان أهم سمات تعامل مصر مع أحداث حرب أكتوبر المجيدة 1973.. الالتزام الصادق الأمين فيما كانت تتضمنه البلاغات والبيانات الصادرة عن القوات المسلحة. هذا التوجه جاء انعكاسا لتجربتنا المريرة في حرب يونيو ١٩٦٧ وما ترتب عن المعلومات غير الصحيحة لسير الحرب.. من صدمة وانكسار للشعب. هذه المصداقية وهذه الامانة ساهمت في تعاظم احترام واهتمام العالم وتأكده من ان انتصار مصر أصبح حقيقة وواقع.

علي نفس المنوال يسير تعامل قواتنا المسلحة مع مجريات العمليات في الحرب الشرسة التي تخوضها ضد الارهاب الاسود علي ارض سيناء حاليا. هذه الحرب تتواصل ضد عصابات الارهاب التي تقف ورائها قوي الشر في مصر والعالم وفقا لوصف الرئيس عبدالفتاح السيسي. ما أعنيه يتمثل في حرص المتحدث العسكري علي ان تكون بياناته تجسيدا حقيقيا وامينا لما قامت وتقوم به هذه القوات لاجتثاث جذور هذا الارهاب. ليس خافيا ان هذه الآفة خرجت من رحم جماعة الارهاب الاخواني بهدف زعزعة أمن واستقرار مصر وسيناء. يأتي ذلك تفعيلا.. لتآمرها وعمالتها لقوي أجنبية.
إن اهمية هذه المعركة.. تتجلي في حجم الإنجازات التي حققها اخوتنا وابناؤنا من ابطال القوات المسلحة والشرطة علي مدي اسبوعين من بدء تحركهم المظفر- في اطار »سيناء ٢٠١٨»‬ -الذي يقترب بسرعة من تحقيق اهدافه، وفقا لما جاء في المؤتمر الصحفي الأخير للمتحدث العسكري فان أي تحليل للانجازات العسكرية يكشف عظمتها وفاعليتها. إن حجم خسائر الإرهاب المأجور العميل في المعدات ووسائل النقل وأجهزة حفر الانفاق والخنادق واعداد اماكن التخفي.. يؤكد ان وراء ذلك دعما وتمويلا وتخطيطا لقوي خارجية. هذا المخطط يستهدف تعطيل مسيرة مصر المحروسة ومنع نهضتها وتبوئها لمكانتها التي تليق بتاريخها العريق.
ما يحدث يذكرنا بما تعرض له محمد علي باشا باعث النهضة المصرية ومن بعده الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من مؤامرات وتدخلات استهدفت التصدي لطموحاته وآماله. هذه السلوكيات العدوانية لم تأت من فراغ ولكنها وليدة ايمان هذه القوي بأن وجود مصر قوية منتصرة هو بمثابة تهديد لأطماعها وسياساتها ومصالحها غير المشروعة في المنطقة.
ان ما يصدمهم ويثير دهشتهم هو ما يتمتع به الشعب المصري من اصرار وروح تحد تعظمان من قدرته علي عبور هذه المخاطر. ليس أدل علي هذا الواقع من اقدام هذا الشعب علي القيام بثورتين علي مدي أقل من عامين. كانت الثورة الأولي في يناير ٢٠١١ والتي ابتليت بالانحراف عن مطالب الاصلاح للأوضاع التي تبنتها في أيامها الاولي،
هذا الانحراف حدث نتيجة التآمر الخارجي ومن ورائه العملاء والانتهازيون للدفع بجماعة الارهاب الاخواني الي حكم مصر. كان من نتيجة هذه المؤامرة إصابة الشعب بالاحباط. بنفس روح التحدي والإصرار جاءت ثورة الشعب في يوم 30 يونيو 2013. كان هدفها تصحيح انحراف ثورة 25 يناير ٢٠١١ حيث نجحت بجدارة في إنقاذ مصر من كابوس حكم الإخوان الارهابي الذي خطط لطمس هويتها وتاريخها وتراثها.
كانت وسيلة هذه العصابة المتاجرة بالدين الاسلامي الذي أكد قرآنه المجيد علي مباركة مصر ورعايتها. هذا الدين العظيم قام علي نبذ الكهنوتية التي ارادت قيادات هذه الجماعة فرضها عليالشعب المصري المتدين بطبيعته.. هذا التاريخ الاسود المرتبط بهذه الجماعة الارهابية كان وراء ما يجري حالياً علي ارض سيناء. إن خير شاهد علي ذلك ما هددنا به الارهابي الإخواني محمد البلتاجي من فوق منصة السقوط في تجمع رابعة العدوية.
إنني علي يقين أن كل بطل من أبطال قواتنا المسلحة وشرطتنا علي علم وإدراك كامل بكل هذه الحقائق التآمرية وهم يدكون معاقل هذا الارهاب براً وجواً وبحراً.
بكل الفخر والاعتزاز أتوجه لهؤلاء الأبطال بهذا الدعاء.. سلام عليكم.. رعاكم الله  أيها الابرار يا من آليتم علي انفسكم البذل والعطاء دفاعاً وحماية لأمن واستقرار مصر وتقدمها وازدهارها. في هذا الشأن اقول ومعي كل المصريين والشرفاء في كل انحاء العالم.. بوركتم أيها الابطال وليجعل الله في كل خطوة من خطواتكم نصراً مؤزراً.. يعقبه بإذنه تعالي ورعايته عود آمن وحميد إلي أحضان وطنكم.


نقلا عن الاخبار القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر خواطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon