توقيت القاهرة المحلي 19:54:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر والشباب والفراغ والجدة

  مصر اليوم -

قطر والشباب والفراغ والجدة

بقلم - الحبيب الأسود

ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن قطر لا تزال ترعى الإرهاب، يعني أن نظام الدوحة لا يعتبر، ولا يريد أن يتخلى عن دوره القذر في نشر الخراب واستهداف البشر والحجر، فنحن أمام حالة شاذة في تاريخ الدول والسياسات، وأمام وضعية من الصعب على أي محلل سياسي أو قارئ للأحداث أن يبرّر ما يصدر منها وعنها إلا بأن يكون ناتجاً عن خلل نفسي عميق، أو عن عقيدة فاسدة ككل عقائد الجماعات الإرهابية عبر التاريخ، وإلا ما الذي يجعل نظام الدوحة يصرّ إصراراً ويلحّ إلحاحاً على دعم الإرهاب في المنطقة، وتبنّي كل متطرّف ومتشدّد وتكفيري ومتآمر وخائن لوطنه وأمته ؟ وما الذي يدفع به إلى تبديد ثرواته في شراء الذمم وتمويل الأبواق وتزييف الحقائق من أجل تلميع صورته، إذا كان بإمكانه أن يتراجع عن تصرفاته السابقة ويعود إلى أحضان أشقائه؟

وهل يرى نظام الدوحة أن التودد للصهاينة ليكونوا جسر تواصل بينه وبين البيت الأبيض، وليعمّدوه في تل أبيب، أفضل له من أن يطرق باب الرياض، معلناً طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة لما فيه مصلحته ومصلحة شعبه؟

وهل أن دعم المئات أو الآلاف من الإرهابيين والخونة والمرتزقة، خير له من علاقات أخوية طبيعية مع أبناء شعوب الخليج والأمة العربية ؟

إن مشكلة نظام الدوحة تكمن في أن القائمين عليه اعتقدوا، أو ربما هناك من أقنعهم، بأنهم أذكى من غيرهم، وأنهم يستطيعون إعادة رسم خريطة المنطقة، عبر إسقاط الدول وتغيير الأنظمة ونهب الثروات وتنصيب دمى يحركها حيثما يشاء وكيفما يشاء، مثلما حاول أن يفعل في الحالة الليبية عندما أراد تسليم مقاليد الحكم لتابعه عبد الحكيم بالحاج، أو في الحالة المصرية عندما ذهب في ظنه بعد انتخابات 2012 أنه وصل إلى وضع اليد على قاهرة المعز بواسطة مملوكه الإخواني مرسي العياط.

ورغم أن حمد بن خليفة قد ذهب في سبيله، فإن نجله الشاب اختار أن يسير على منهجه، أولاً لأن العرق دساس، وثانياً لأن الشباب قد يخدع صاحبه، خصوصاً عندما يلتقي مع الثروة الطائلة، والفراغ الناتج عن الدفع بالمسؤوليات والمهمات إلى ذلك الأجنبي القابع من وراء الستار، والذي يفكرّ ويخطط ويرتّب الأوراق ويحدد الأولويات ويصدر القرارات ويكتب البيانات ويؤمّن الحكم بدلاً من الأمير وحاشيته، بينما لا يزال الإرهاب صاحب أسهم مهمة في بورصة اللعب على التناقضات بالمنطقة، ولا يزال الإرهابيون خيولاً يراهن عليها أصحاب المصلحة في تخريب المنطقة وإعادة خلط أوراقها بما يخدم مصالح أعدائها أولاً، كما لا تزال قطر حصان طروادة الذي يُستعمل في هذا السياق.

 

 

 

عن  البيان  الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر والشباب والفراغ والجدة قطر والشباب والفراغ والجدة



GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية

GMT 01:29 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon