توقيت القاهرة المحلي 11:01:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طعم العراق

  مصر اليوم -

طعم العراق

بقلم - عائشة سلطان

ما زلت أقول لأصدقائي الذين يسألونني عن أجمل المدن التي زرتها، أو عما إذا كانت ثمة أماكن أحلم بالذهاب إليها، إنني لم أسافر كما ينبغي لمسافر أن يكون مخلصاً لترحاله، فلطالما سمعتُ أبي يحدث أمي عن أسفاره التي عاد منها للتو، عن المدن والأسواق والأقمشة والتمور، وكنت طفلة لم أتجاوز السادسة بعد حينما سمعته لأول مرة يقول لوالدتي «من لم يرَ البصرة يموت حسرة».

كان العراق درة في مفرق الشرق، وأما بغداد فهي حاضرة العرب وخزانة ثرواتهم وآثارهم ومكتباتهم ومنطلق فتوحاتهم، وقد غنته فيروز فأبدعت حين شدت:

بغـــداد والشــعراء والصـــور      ذهب الزمان وضوعه العطر

يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس         يغســــل وجـــهك القــــمر

أما الشاعر عمر عناز فيقول بحنين العراقي الأزلي:

«من لم يذقْ طعمَ العراق / فمالهُ من قهوة الأحزان غير الرائحة / من لم يمتْ موتاً عراقيــــــــاً../ تُقَصّـرُ بالنواح على ثراهُ النائحة / إنَّ العراقَ / حكايةُ الجرح الذي ينمو على رمل الأماني المالحةْ».

اليوم كلما رأيت العراق منتهكاً ومستباحاً على محطات التلفزة، في نشرات الأخبار، في الأفلام التي تروي حكاية الحرب من وجهة نظر صناع السينما الأميركيين الذين يقدمون العراق فيها جزءاً مهلهلاً مشوهاً ومقتطعاً كيفما اتفق على طريقة خبثاء هوليوود، أوقن فعلاً أن للعراق طعماً مختلفاً وأن من لم يزره ولم يعرفه كمن لم يشرب قهوته واكتفى منها بالرائحة فقط!

وعندما انطلق مشروع الفوضى وخراب الوطن العربي الحالي تحت شعارات الربيع والتغيير، كان العراق أول الأبجدية في بداية الصفحة وقد قدمت عشرات الحجج والتبريرات ابتداء بديكتاتورية صدام والمقابر الجماعية وانتهاء برغبة الدول العظمى في تطوير العراق وإقرار الديمقراطية فيه وتوفير الحياة الحرة والكريمة للعراقيين، وكان ما كان من حرب وتدمير، لكن العراق لم ير حرية ولا كرامة ولا ديمقراطية!

لقد مر على العراق 15 عاماً منذ 2003 عام الاحتلال وحتى اليوم، فكيف أصبح؟ ما أحوال الحرية فيه وكيف أصبحت الديمقراطية، كم قتل من العراقيين بعد الاحتلال وكم فقد وكم هاجر وكم تشرد؟ أين هي ثروات النفط وملايينه؟ أين هم علماء العراق وجامعاته، مآذنه وكنائسه، طلابه ومهرجاناته؟ أين الشعراء والكتاب والكتب، أين اللغة وأهلها، والفن وعمالقته، ودجلة وعشاقه، أين الآثار والمتاحف والمزارات الشريفة؟

تابعت منذ أيام وبفرح عودة مهرجان المربد الشعري، وهو حدث يعيد الأمل ويبشر بالكثير وقد يكون المربد البشارة لعودة العراق لدوره العظيم، فالعراق كمصر وسوريا ودول الخليج العربي صمام الأمان الحقيقي في وجه مشاريع الفوضى والإرهاب !

نقلا عن البيان الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طعم العراق طعم العراق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon