توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مابين مصر والمغرب

  مصر اليوم -

مابين مصر والمغرب

بقلم - شريف عابدين

 كلما اشتدت وطأة الإصلاحات الإقتصادية على المواطن فى مصر اتجهت الأعين نحو تجارب لدول مجاورة تجمعنا بها آليات اقتصادية متشابهة وظروف سياسية متقاربة.

من أقرب تلك الدول المغرب رغم أنها تنفرد منذ عقود طويلة باستقلالية التجربة السياسية,واتضح ذلك فى قدرتها على الاحتواء السريع والذكى لرياح الربيع العربى التى استهدفت مفاصل الأمة,كما احتفظت المغرب باستقلالية التجربة الإصلاحية الإقتصادية التى انطلقت بقوة عام 2013 تحت شعار(الإصلاح فى ظل الاستقرار).

انطلاق قطار الإصلاحات الإقتصادية فى مصر بكل قوة فى نوفمبر 2016 وما استتبعه من اجراءات تعويم للجنيه ورفع تدريجى للدعم على المحروقات واكبه ارتفاع هائل فى أسعار السلع الأساسية والخدمات,دفع البعض إلى الإشارة للتجربة المغربية المتأنية فى الإصلاح بغية التخفيف من آثار الإصلاحات على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة,لكن هؤلاء لم يلتفتوا إلى وجود اختلافات بين التجربتين تؤدى إلى اختلافات فى تطبيق الإصلاح.

فمن وجهة نظر رجال الاقتصاد أن الظروف السياسية فى مصر (اندلاع ثورتين) وما اعترى تلك الفترة من تأثر للصادرات وتراجع للاحتياطى من العملة الصعبة وتدهور السياحة,شكلت الفارق الأهم بين التجربتين المصرية والمغربية فى الإصلاح ومنها أن مصر كانت مضطرة للجوء للتعويم المباشرالذى يتحكم فيه العرض والطلب،بينما فضلت المغرب تعويما متدرجا ينظمه البنك المركزى على مراحل زمنية تمتد لنحو 15 عاما.

التعويم المتدرج للجنيه للتقليل من آلام الإصلاحات على غرار الحالة المغربية,لم يكن مفيدا من وجهة النظر الإقتصادية لأن سعر الصرف أمام العملات الأجنبية كان سيقفز بصورة أكبر خاصة وأن قرار التعويم تأخر نحو 10 سنوات على الأقل,وكانت هناك حاجة عاجلة لرفع مستويات الاحتياطى النقدى الآخذ فى التناقص، وإعادة التوازن إلى الموازنة العامة.

اختلاف التجربتين لايمنع تشابه بعض آليات التنفيذ مثل حماية الطبقات الأكثر تأثرا بالإصلاحات عبر برامج للمعاشات وتوفير قروض للمشروعات الصغيرة وتشغيل الشباب بالتزامن مع حملة على الفساد الذى يحرم البلدين من أموال طائلة تأخذ طريقها إلى جيوب الفاسدين,ويحسب لقيادتى البلدين اتخاذ قرار مصيرى لحماية الإقتصاد الوطنى مما يصفه الإقتصاديون بـ(السكتة القلبية) .

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مابين مصر والمغرب مابين مصر والمغرب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon