توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثوب العرس فى المأتم

  مصر اليوم -

ثوب العرس فى المأتم

بقلم - سهيلة نظمى

أردت ألا تفر مناسبة يوم الحب كما يسميه أهله دون القرب منها قرب المحبة لوطنها الغيورة على موروثاته وهذا هو السبب الأول خاصة بعد أن حصلت مصر على المركز الأول كأغنى دولة فى العالم تتمتع بتراث ثقافى بشهادة 21 ألف مواطن عالمى ، والحق أننا لا نحتاج لشهادة عالمية تثبت غنانا الثقافى بقدر ما نحتاج إلى أن نختار من هذا الغنى ما نحتفل به ونرعاه ونزرعه فى نفوس وأرواح وعقول صغارنا بدل أن نذهب بعيدا لأرض القديس فالنتين من العصر الرومانى ونستدعى الذكرى لنحتفل بها باسم الحب وتعترينا حمى الشراء التافه ونندفع نتبارى فى تقديم الهدايا فى بلد يئن من الفقر ، بلد يحتاج لكل حبة عرق وكل لحظة من عمر الزمن لينفض عن كاهله الفقر والجهل والمرض، وهذا هو السبب الثانى أن الظرف الذى نمر به فى مصر الآن من حرب أعلناها شاملة على الإرهاب كان يستدعى أن نخجل من مجرد ذكر كلمة احتفال بيوم أرى فيه من التفاهة سببا وحيدا وكافيا لرفض الاحتفاء به ، إلا أننا أمة تصر على أن ترتدى ثوب العرس فى المأتم ، أعرف أن التعبير صادم ولكنها الحقيقة فلن أبيع لكم الأمل الكاذب أو الوهم فى سوق المنى . ليس هناك حب يسود و72 %من مجموع الوفيات نتيجة الإرهاب تتركز فى خمس دول العراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا وسوريا ، ويخاف العالم بعضه فينفق 2 تريليون دولار على التسليح بينما تخصص الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام للعام الحالى مليار دولار فقط .

يحتفلون بالحب و108 ملايين شخص فى العالم يواجهون أزمات فى غذائهم فما بالنا بالمحرومين ومن هم تحت خط الفقر وهم ثلث سكان العالم.

يحتفلون بالحب وقد أعلن نصف سكان العالم أنهم تعساء .

تركوا 168 مليون طفل فى العالم يعملون رحمة بينما يملك 8 أشخاص فى العالم الثروة نفسها التى لدى أفقر سكان العالم وهم 3.6 مليار نسمة وهو عدد مرشح للزيادة .

خلفت الحرب والكراهية 500 ألف حالة كوليرا فى اليمن وهو أكبر عدد مسجل فى أى بلد فى عام واحد حيث يموت تقريبا شخص كل ساعة ويقولون الحب.

أى حب وسوف يضيع 12 مليار يوم عمل حول العالم بسبب الاكتئاب والقلق سنويا حتى عام 2030 إن لم يجدوا الحل ، ويرزح تحت نير العبودية المعاصرة 46 مليون شخص فى العالم وهو رقم يزداد أيها الحب ، وما هذا الخبل الذى اعترى العالم ليترك 1 من كل 8 يعيشون فى منطقة عشوائية ويترك نساءه العاملات يحلمن بالمساواة فى الأجور مع الرجال التى لن تتحقق قبل عام 2186 ، وتزداد فضائح الاغتصاب والتحرش فى العالم حتى وصلت لموظفى الأمم المتحدة الذين ارتكبوا 60 ألف حالة فى عشر سنوات .

أما فى مصر فيتبادل الشباب الدببة والقلوب الحمراء ثم يصل عدد المطلقات إلى 460 ألف سيدة 258 ألفا منهن فى الحضر و202 ألف من الريف ويكون متوسط سن الطلاق بين الشابات 32 سنة والشباب 38 سنة ويزيد المعدل ليصل إلى 2.1 فى الألف فى بلد الحب مصر التى تفقد نصف مليون يوم عمل سنويا للنساءالمتزوجات بسبب ما يتعرضن له من عنف.

و200 ألف يوم عمل للزوج للسبب نفسه ، ثم نقول الحب فى يوم الحب نغنى ونرقص وننسج الآمال ونركب الوهم ثم نفيق وحالنا على حاله .

كان المصريون فى ثلاثينيات القرن الماضى يحتفلون يوميا بالحب عندما كانت تظللهم السكينة والأخلاق والتراحم والمودة والقيم ولم تكن هناك ورود حمراء ولا دببة ولا يوم للحب ولا كعكة تصنع خصيصا له وأيضا لم يكن هناك طلاق كنا َ أقل نسبة طلاق فى العالم كله .

استفيقوا يرحمنا الله من الظنون والخدع التى حاقت بنا ولا تسبوا نورنا فيتلاشى .

 

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثوب العرس فى المأتم ثوب العرس فى المأتم



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon