توقيت القاهرة المحلي 22:34:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تسريبات».. سد النهضة!

  مصر اليوم -

«تسريبات» سد النهضة

بقلم - حمدي الحسيني

سواء قبل البرلمان الإثيوبي أم رفض الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء، هايلي ماريام ديسالين، فالواقع أنه حتى الآن، لم تتلق مصر ردوداً مقنعة وشافية من جانب إثيوبيا بشأن الدعوة لمشاركة البنك الدولي في المفاوضات المعطلة، وقلقها من مدة ملء بحيرة سد النهضة، وآلية تشغيله وضمانات عدم تأثر حصة مصر المائية في المستقبل!

أمام هذا التعنت الإثيوبي الواضح تجاه تلك المطالب الحيوية، هنا يقفز سؤال مشروع، ماذا بوسع مصر أن تفعل، في حال اكتمال بناء السد من دون الحصول على رد إثيوبي موثق على مخاوفها المشروعة؟ وما الذي يمكن أن تفعله، في حال حدوث «تسريبات» من جسم السد، أو ظهور شروخ أو تصدعات أو عيوب إنشائية في سد النهضة مستقبلاً؟

هناك من يردد أن الإدارة المصرية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام السلبية الإثيوبية وحالة اللامبالاة في تقديم تطمينات مكتوبة حول كل القضايا التي أثيرت خلال المفاوضات والتي أدت إلى تجميدها نهاية العام الماضي، خاصة بعد أن ثبت بالدليل، أنهم يسعون إلى كسب الوقت لحين إتمام عملية بناء السد!

بالطبع، فإن القاهرة قطعت خطوة إيجابية كبيرة مؤخرًا بتخفيف التوتر مع السودان عبر اجتماع القاهرة الأخير الذي جمع بين وزيري الخارجية والمخابرات في البلدين، والاتفاق على طي صفحة التراشق الإعلامي والخلاف السياسي، ثم الاتفاق على عودة السفير السوداني للقاهرة، حيث من المتوقع أن تنعكس إيجابيات تلك الخطوة سريعاً على مفاوضات ملف سد النهضة المتعثرة.

لكن اللافت، أن الرئيس عمر البشير، قرر فجأة عزل محمد عطا المولى، رئيس المخابرات، بعد عودته من لقاء القاهرة مباشرة، وأعاد تعيين صلاح قوش، الرئيس السابق للجهاز، الذي أقيل في 2009 عقب تداول شائعات حول مشاركته في مؤامرة لعزل البشير من منصبه.

نخشى أن تكون الإطاحة برئيس المخابرات السوداني له علاقة بمضمون لقاءاته واتصالاته في مصر، لأن ذلك ربما يؤدي إلى مزيد من تعقيد العلاقة بين البلدين بعد الجهود المضنية التي بذلها الجانبان لتهدئتها وتجنيب الشعبين مخاطر التوتر والتصعيد الذي وصل إلى حد تجييش الجيوش على الجانبين.

بطبيعة الحال، العلاقة مع إثيوبيا تتأثر سلباً وإيجاباً مع ترمومتر العلاقات المصرية- السودانية، خاصة أن الاستراتيجية الإثيوبية قامت طوال الوقت على أمرين أساسيين الأول التنسيق الكامل مع السودان، والاستفادة من تأرجح علاقته بمصر، بعد إغرائه الدائم بتزويده بالطاقة الكهربائية الناتجة عن سد النهضة بأسعار مميزة.

النقطة الثانية تقوم على أساس كسب الوقت لحين اكتمال بناء السد- وهنا يأتي تفسير البعض للاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء الإثيوبي- والتهدئة مع مصر ومحاولة تطمينها، «نظرياً» بالحرص على أمنها المائي، واستمرار وصول حصتها المائية المقررة بأكثر من 55 مليار متر مكعب سنويًا دون أن تقدم مستندًا «قانونيًا» واحدًا يثبت حسن نواياها والتزامها بذلك.

أتصور أن ملف سد النهضة سوف يكون في مقدمة أولويات الإدارة المصرية بمجرد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد نجاح الحملة العسكرية التي قام بها الجيش لتطهير سيناء من بؤر الإرهاب.

وأتوقع أن تلقى جهود الدولة المصرية لحسم الخلاف حول تأثيرات سد النهضة على أمنها المائي، تجاوباً شعبياً واسعاً، لا يقل في مستواه عن التفاعل الإيجابي الكبير مع حملة الجيش الأخيرة في سيناء، باعتبار أن تأمين المياه لا يقل أهمية عن تأمين سيناء الحبيبة ضد الإرهاب.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تسريبات» سد النهضة «تسريبات» سد النهضة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon