توقيت القاهرة المحلي 08:18:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء

  مصر اليوم -

على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء

بقلم - منير أديب

لا بد من تصحيح عدد من المفاهيم الخاصة بالدور المصري في مكافحة الإرهاب، على خلفية العملية العسكرية الأوسع التي تشنها مصر ضد التنظيمات المتطرفة، والتي بدأت صباح يوم 9 شباط (فبراير) الجاري، ومسرحُها شمال سيناء ووسطها، والظهير الصحراوي الممتد من النيل غرباً وحتى حدود الصحراء الليبية.

أولاً: الدولة هنا لا تواجه جماعات وتنظيمات يمكن وصفها بابنة البيئة المصرية، فتنظيم «ولاية سيناء»، بايَعَ تنظيم «داعش» في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. وهنا يمكن أن نصف المواجهة بأنها أشد وأقوى، بخاصة أن التنظيم عابر للحدود، ويتلقى دعماً لوجيستياً من قيادته في الخارج، فضلاً عن تأثير سقوط «دولته» في الرقة والموصل في نشاطه داخل مصر في محاولة للبحث عن بديل للأرض التي فقدها من خلال سيناء.

ثانياً: لا توجد إرادة دولية حقيقية لمواجهة جماعات العنف والتطرف، وهناك دول في المحيط الإقليمي ودول كبرى تستخدم هذه التنظيمات من أجل تحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط، ما يُصعِّب مهمة المواجهة المصرية للإرهاب فيها، وهو ما عبّر عنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة بقوله: «إن مصر تواجه الإرهاب منفردة».

ثالثاً: الوضع السياسي الذي تمر به مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 انعكس بشكل كبير على استقرارها، خصوصاً بعد خروج قيادات هذه التنظيمات من السجون بعفو رئاسي في فترة حكم «الإخوان» التي بدأت بانتخاب محمد مرسي رئيساً في حزيران (يونيو) 2012 وانتهت في 3 تموز (يوليو) 2013. وترتب على ذلك العفو أن أعادت هذه التنظيمات تشكيل نفسها من جديد، والأخطر أنها تحالفت مع بعضها بعضاً لتنتج حالة معقدة من الإرهاب.

رابعاً: الدولة المصرية أمام تحديين كبيرين، يتمثل أحدهما في عملية التنمية وسط أوضاع اقتصادية غير مستقرة على خلفية ما حدث بين 2011 و2013، والآخر يرتبط بمواجهة الإرهاب، فضلاً عن التحدي الثالث المرتبط بتفاعلات السياسة الخارجية والتهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط سواء من جانب إيران أو قطر.

خامساً: تواجه مصر الإرهاب، بينما يشن الإعلام الخارجي حملة شعواء ضد الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية عبر منصات إعلامية تُشكك في دورها وإمكان نجاحها في استئصال شأفة الإرهاب، فضلاً عن تأليب الرأي العام العالمي والمحلي بدعاوى كاذبة مثل حقوق الإنسان وحقوق أهالي سيناء، التي تدور المعركة في رحاها، على رغم أن الهدف الأساسي من هذه الحملات هو أهالي سيناء وتطهير المنطقة من دنس الإرهاب المعولم.

سادساً: ما تخوضه الدولة المصرية وما تشهده سيناء ليس مجرد مواجهة أو حملات أمنية، وإنما حرب ضد التنظيمات المتطرفة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. هذه الحرب تُعطل الطاقات التي يُفترض أنها توظف في التنمية، وفي هذه الحرب تحدث خسائر وهو ما توقع بكل تأكيد، وهنا يمكن فهم طبيعة المعركة من السياق العام لحركة هذه التنظيمات داخل الحدود المصرية وخارجها.

سابعاً: مصر تدفع ضريبة عن موقفها العازم على القضاء على الإرهاب من استقرارها السياسي ومن اقتصادها الذي تعرض لنكبات على مدار السنوات القليلة الماضية، فضلاً عن بعض المواقف الدولية التي لا ترغب في القضاء على الإرهاب إذ يمثل بالنسبة اليها أداة سياسية. وهنا لا بد أن نؤكد أن مواجهة الدولة للإرهاب لم تقتصر على الداخل فقط وإنما يمتد نشاطها لهذه المواجهة خارج الحدود.

ثامناً: حتماً ستنتصر مصر على الإرهاب، وعلى مَن يمولونه في الداخل والخارج، فالتجربة تؤكد أن الدولة هي الأقوى، من خلال مشاركة المجتمع لها.

فمهما تأخر النصر ونشطت جماعات العنف، فالغلبة للمجتمع والدولة لا محالة، ولنا عبرة في التجربة المصرية في الحرب على إرهاب «الجماعة الإسلامية» وجماعة «الجهاد» في التسعينات، وتحديداً بعد مقتل الرئيس أنور السادات، وكذلك في دحر «داعش» بعد سيطرته لأربع سنوات على الرقة والموصل.

نقلا عن الحياه اللندنيه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon