توقيت القاهرة المحلي 09:59:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يجب الاقتداء بالغرب؟

  مصر اليوم -

هل يجب الاقتداء بالغرب

بقلم : بشرى فيصل السباعي

 تصور الموقف التالي: طالب يقول لصاحبه إنهما يجب أن يسألا الطالب المتفوق الذي يحقق أقصى درجات التفوق بكل المواد، بينما هما باستمرار فاشلان ومتأخران بكل المواد لكي يعرفا الأنماط القيمية والسلوكية التي بتطبيقها حقق هذا التفوق، فيرد عليه صاحبه بتسفيه اقتراحه؛ معللا ذلك بأن هذا المتفوق لا يصلي، وصحيح أنهما يقومان بالسرقة، ويكذبان ويغشان في الامتحان ويمارسان البلطجة «التنمر» والتحرش وأنواع الاعتداءات بحق الآخرين، لكن لمجرد كونهما يصليان وإن كانت صلاتهما غير خاشعة ولا أثر لها في سلوكهما بينما المتفوق لا يصلي فهذا يعني أن كل أنماط المتفوق سيئة، وكل أنماطهما صالحة، هذا المثال الرمزي يلخص عقدة ثقافة معاداة العصر الحديث وثقافته الحضارية العالمية التوافقية؛ لأن الغرب كان رائدها والتي جعلت المسلمين يستكبرون على ما يعالج أدواءهم التي تبدو أعراضها المرضية واضحة من تصدرهم لقوائم الفساد المالي والتخلف التنموي وأعداد اللاجئين من الحروب والفقر وكل أنواع المؤشرات السلبية، فللأسف كنوع من الدفاع عن غرور الأنا الجماعي أوهم كثيرون أنفسهم أن مجرد كون الغرب لديه مساوئ أخلاقية وعقائدية معينة فهذا يعني أن كل ثقافتهم سيئة ويجب التكبر عليها ومحاربتها.

وأننا رغم كل الفساد والحروب والإرهاب والتخلف الحضاري والعلمي والتكنولوجي أفضل منهم ويجب ألا نقتدي بشيء من مثالياتهم التي أورثتهم التفوق، والثقافة هي المرجعية الفكرية النفسية القيمية السلوكية التي تصوغ أنماط سلوك المنتمين إليها، ومما لا شك فيه أن التفوق التنموي والحضاري والعلمي والتكنولوجي الغربي في مقابل تخلفنا يدل على أن لديهم أنماطا ثقافية قيمية سلوكية مثالية ونحتاج لأن نقتدي بها، متجاوزين خطاب عنتريات إطراء غرور الأنا المتضخم النرجسي الفارغ كالطبل، وهذه الدعوة للاقتداء بالفضائل القيمية الأخلاقية الفكرية السلوكية للغرب التي أورثتهم هذا التفوق يؤيدها الحديث النبوي؛ ففي صحيح مسلم (قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس-أي أعظم الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله، قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة؛ وأمنعهم من ظلم الملوك).

هل طالعتم خبر استقالة عضو مجلس اللوردات البريطاني مايكل باتيس بسبب حضوره للجلسة متأخرا بخمس دقائق؟ قائلا إنه «يشعر بالخزي من نفسه».

 نقلا عن عكاظ السعودي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يجب الاقتداء بالغرب هل يجب الاقتداء بالغرب



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon