توقيت القاهرة المحلي 22:47:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر وشراء الذمم

  مصر اليوم -

قطر وشراء الذمم

بقلم - أحمد محمد الشحي

يلجأ أصحاب الباطل وضعاف الحجة إلى سوق الأساليب الماكرة السوداء، ليستوردوا منها كل وسيلة ساقطة للترويج لبضاعتهم الكاسدة، لأنهم غير قادرين على استعمال الحجة والمنطق والبراهين الصادقة والوسائل المشروعة، وهذه هي حال قطر، ليس فقط في هذه الأيام.

وإنما منذ سنوات طوال مضت، عندما بدأت بتوجيه سهامها المسمومة نحو أشقائها، بالتآمر عليهم، واللعب من تحت الطاولة للإضرار بهم والكيد لهم، والانحياز للتنظيمات المتطرفة وتبني أجنداتها المعادية للدول والشعوب، والهادفة إلى نزع الاستقرار في المنطقة، وإشعال الفتن والصراعات فيها.

لم تتورع قطر عن استخدام وسائل رخيصة كثيرة في مسلسلها التآمري المشين ضد أشقائها، ومن أشهر هذه الوسائل التي بدأت معالمها تنكشف أكثر وتصبح أكثر التصاقاً بقطر أسلوب شراء الذمم، وإعطاء الرشاوى للمأجورين، وإنفاق ملايين الأموال لحساب شخصيات ومؤسسات بهدف خدمة أجنداتها وتلميع صورتها وكف اللسان عن سلبياتها واستمالة أصحاب القرار لصالحها.

ملايين الأموال ضختها قطر لشراء ذمم كتاب ومثقفين وصحافيين ومؤسسات حقوقية وإعلامية وصحف وإذاعات ومراكز أبحاث لكسبها في صفها، وعقد الصفقات المشبوهة للضغط على الآخرين واستمالتهم لتحقيق أهدافها الدنيئة.

فكم من الأقلام المأجورة سخرتها قطر لتشويه صورة أشقائها وخاصة الإمارات والسعودية، وتأليب الرأي العام ضدها بالكذب والبهتان والمعلومات المغلوطة؟! وكم من الأفواه كممتها قطر للسكوت عن سجلاتها السوداء المتخمة بما في ذلك دعمها للإرهاب والتطرف وانتهاكاتها لحقوق الإنسان؟!

ما يمثل أسوأ استخدام للقوة الناعمة بالمال الفاسد للإضرار بالجيران والأشقاء، نعم! تستطيع أي دولة أن تستخدم القوة الناعمة لخدمة مصالحها، ولكن العيب كل العيب أن تكون هذه القوة مسخرة لخدمة أجندات مشبوهة وللإضرار بالآخرين.

تفننت قطر في شراء الذمم، واختراق مؤسسات إعلامية وفكرية بالمال الفاسد واستئجار العقول، وأمثلة ذلك كثيرة منشورة في تقارير ودراسات وكتب لا تنحصر، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن قطر دفعت أكثر من 14 مليون دولار لتمويل مركز بروكينجز، وإنشاء فرع له في الدوحة، وهو مركز بحثي مقره واشنطن.

أشارت بعض الدراسات إلى أنه ذو تأثير فكري كبير في العالم، وخاصة على الإعلاميين والسياسيين الأميركيين، ولكننا عندما نطالع بعض البحوث الصادرة عن هذا المركز نجد للأسف الأجندات القطرية واضحة فيها، ومن ذلك تلميع صورة الإخوان المسلمين، ووصفهم بالجماعة الوسطية، والتهجم على الأنظمة العربية، وتمجيد الثورات، وغير ذلك من التوجهات القطرية المعروفة.

ومن أهداف قطر وراء شراء الذمم تقديم معلومات مغلوطة حول أزمتها، لتضليل المجتمع الدولي، والتشويش على الأهداف الحقيقية الواضحة وراء الأزمة والمتمثلة في دعم قطر للإرهاب والتطرف وإيواء وتمويل الأشخاص والكيانات الإرهابية وتأجيج الفتن والصراعات تحت شعارات زائفة.

وكذلك على المستوى الداخلي نجد أمثلة كثيرة على شراء قطر للذمم، فالإعلام القطري على سبيل المثال بما فيه قناة الجزيرة إعلام مأجور، فاقد للمهنية والمصداقية، مرهون بالأجندات القطرية وألاعيبها التآمرية ضد الآخرين، فليس حراً ولا نزيهاً كما يدعي، وقد زادت سقطات الإعلام القطري فيما بعد المقاطعة.

فأصبحت بوقاً للحوثيين، ومنبراً لتلميع صورة ملالي إيران، ومنصة تحريض متواصل ضد الإمارات والسعودية والأشقاء العرب، وسيزداد هذا الإعلام المأجور انكشافاً وسقوطاً كلما ابتعد الموقف القطري عن الخط العربي وانحاز إلى الخنادق الأخرى.

ولم يقتصر أسلوب شراء الذمم لدى قطر على ساحة واحدة فقط، بل تعدى إلى ساحات كثيرة، سياسية واقتصادية وإعلامية وفكرية بل وحتى الرياضية، فقطر اليوم تلاحقها اتهامات كثيرة حول رشاوى دفعتها لاستضافة مونديالات، مثل بطولة العالم لألعاب القوى 2019، وكأس العالم 2022، وكذلك شراء مناصب إدارية دولية وقارية دون وجه استحقاق.

إن سلاح الرشوة وشراء الذمم الذي تستخدمه قطر لن يخدمها في شيء، بل سيزيد من حملها، ويثقل كاهلها، وستذهب أموالها هدراً بدون نتيجة، وسترجع في كل مرة إلى نقطة الصفر، لأن المشكلة معها مشكلة جوهرية لا يمكن حلحلتها بهذه الصور الملتوية.

فهي مشكلة دعم وتمويل الإرهاب والتطرف والعنف والتخريب، والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ماضية بكل عزم وإصرار للتصدي لهذا الخطر الماثل، ولن تتساهل فيه قيد شعرة، لأنها تتعلق بصميم أمن واستقرار المنطقة، فلتهدر قطر أموالها كما تشاء، فهي الخاسرة والجانية على نفسها.

إن القضاء على الإرهاب قضية عالمية وضرورة واقعية، تستدعي بذل كل الجهود الجادة والمكثفة لعلاجه والوقاية منه، لحماية الدول والمجتمعات من شره، وهو يقتضي من الأفراد والمؤسسات والدول التمسك بالمبادئ، وعدم الاغترار بأي إغراءات تقدمها الدول المتورطة في دعم الإرهاب وتمويله، ونقل الحقائق بأمانة، والنظر إلى الوقائع بإنصاف، وعلى كل جهة تريد أن تضع لنفسها بصمة إيجابية في هذا العالم أن تكون نزيهة، محصنة من أي إغراء مادي أو محاولة اختراق لتمرير أجندات مشبوهة.

ومن واجبات المجتمعات أن تأخذ حذرها من ألاعيب الفئات المأجورة، والأساليب الرخيصة التي يتبعونها، فإن الأقلام والأصوات المأجورة لن تتورع عن امتهان الكذب والخيانة ونشر الإشاعات والأخبار المفبركة والتحريض وتلفيق التهم، لأنها باعت ضمائرها بثمن بخس.

نعم! كفى بقطر عاراً أن تصبح مثالاً سيئاً يشار إليه في شراء الذمم ودعم الإرهاب، وكفى بدولة الإمارات شرفاً وفخراً صفحاتها البيضاء النقية، وسمعتها الطيبة العطرة في كافة المحافل، والتي اكتسبتها بمواقفها النبيلة، وأخلاقياتها المثلى، ومواقفها المشرفة بجانب أشقائها، ودعمها للخير والسلام وأعمالها الإنسانية المنتشرة في ربوع الأرض.

نقلا عن البيان الاماراتيه

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر وشراء الذمم قطر وشراء الذمم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon