توقيت القاهرة المحلي 02:49:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بجملة أفراح الأنجال..!

  مصر اليوم -

بجملة أفراح الأنجال

بقلم - ماجدة الجندى

على موقع إلكترونى متخصص فى «البيع»، و«الشراء»، عرضت للبيع فيلا على الطراز الإسلامى، كائنة بأحد شوارع منطقة العجوزة أو الدقى، فى شارع يحمل اسم نفس مالك الفيلا.. الفيلا فى شارع هنداوى، ومالك الفيلا كان طبيباً شهيراً زمن الملك فؤاد، هو الدكتور سالم هنداوى، الذى عالج الملك سعود. الإعلان رافقه نشر صور ومعلومات كشفت عن «عمل فنى»، أو «قطعة فريدة من العمارة الإسلامية» فى أبهى صورها.. وأدق تفاصيلها، من الأرضيات إلى الأسقف والجدران، وثنايا الشغل العربى الأصيل.. تم بناؤها عام ١٩٣٢.

المبلغ المطلوب للبيع ٨٠ مليون جنيه، لنحو ألفى متر مساحة، وألف متر مبانٍ على ثلاثة أدوار، وما لا يقدر قيمته من الإبداع والفن والجمال، وزد على ذلك ما تشاء من أوصاف تشير «لعظمة البناء» وتفرّده. المهم والملفت والذى كان دافعاً وراء توقف الناس أمام الإعلان، هو الجملة المروجة، التى سوف يكون لها فعل السحر غالباً، وهو أن الفيلا «لها ترخيص هدم».. جماليات الفيلا وحالتها المدهشة، وعظمة العمارة، أخذت بلب الناس على وسائط التواصل، فراحوا يقومون بالمشاركة أو «الشير»، مستنجدين بوزارة الآثار وجهاز التنسيق الحضارى.

وكيل وزارة الآثار، المعنى بالآثار الإسلامية قال للأسف الفيلا الفريدة لا تعد من الآثار الواجب عدم هدمها، لأن القانون ١١٧ لعام ١٩٨٣، يشترط ألا يقل عمر المبنى عن مائة عام، والفيلا غير مسجلة كأثر، لأن عمرها ٨٦ سنة فقط، ولا يمكن اعتبارها «تراثاً حضارياً». ليس بالإمكان أن تلوم ورثة يتصرفون فيما يملكون، ويمكن قبول انتقال «عمل فنى» من مالك لآخر، لكن ما لا يمكن قبوله هو ضياع مثل هذه القطعة الفريدة وزوالها، لأن معنى أن للمبنى رخصة هدم، وبما أنه العصر الذهبى لفكر المقاولات، فالمتوقع أن الذى سوف يدفع الملايين الثمانين، سوف يستعيد أضعافها، ببرجين ثلاثة، خاصة أن إحدى الواجهات تطل على النيل. قيل إن محافظة الجيزة قامت بحصر ما ينطبق عليه قانون الحفاظ على الآثار، ومن بين نحو ٨٥٠ فيلا، أخرجوا ٣٠٠ فيلا فقط ينطبق عليها قانون الحفاظ على الآثار، و٥٥٠ فيلا، مهما بلغت أهميتها المعمارية والجمالية قيل إنها لا بد «من هدمها»، ولا أعرف إن كان تعبير «لا بد» هذا، من عنديات صاحب الخبر أو هو نص.

مذابح التراث المعمارى من المعادى إلى مصر الجديدة والجيزة والمحافظات، وهيمنة «عقلية المقاولين»، التى لا تتردد فى نسف التاريخ والجغرافيا، ما دام فيها فلوس.. الحقيقة أننى على يقين من أن «الحكومة» لن تهتم، وأن جهاز التنسيق الحضارى لا يملك من الملايين الثمانين جنيهاً، وأننى يمكن أن أكتب مقالة على طريقة «فش الغل»، أو كما يقول أهالينا «طق حنك»، يعنى لوم وملام وندب، وهذا لن ينقذ ثروة فنية وجمالاً لا يقدر، (وييجى ده إيه جنب اللى راح)، وعزمت وتوكلت على الله أن أسعى لإغراء أو إغواء أصحاب المليارات بشراء هذه الفيلا والتباهى بها! نعم.. عندنا كتير عندهم فلوس كتير، ما المانع فى أن يشعر أحدهم بأنه يمتاز أو يتميز بامتلاكه ما لن يتكرر.. الرغبة فى التميز رغبة إنسانية، والذى يقتنى هذه القطعة الفنية الفريدة، ولا يستخدم رخصة الهدم، لن أقول إنه سوف يسدى خدمة للإرث المصرى الحضارى، ولا أنه سوف ينقذ عملاً فنياً فريداً، لأن كل هذا «لا يؤكل من ورائه عيش»!لكن الأكيد أن صاحب هذه الفيلا، سوف يكون «مختلفاً»، وأعتقد أن هذا شعور يسعى إليه كثيرون من الأغنياء.. هم يتنافسون فى الحفلات و«الطيارات» والسفر والأفراح، وأمور أخرى، وقد قيل إن أحدهم كلف ليلة فرح «ابنه» خمسين مليون جنيه، وإنه عمل «أوبن بوفيه للسيجار»، طيب ليكن هذا الإبداع والجمال، هدية زواج عيد ميلاد أو «سبوع»، وبجملة أفراح الأنجال!

 

نقلا عن الوطن القاهرية

 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بجملة أفراح الأنجال بجملة أفراح الأنجال



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon