توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس «ساندرا نشأت»

  مصر اليوم -

درس «ساندرا نشأت»

بقلم : صفية مصطفى أمين

 لا أعرف المخرجة «ساندرا نشأت» شخصيا. سمعت عنها قبل حوالى عشر سنوات عندما أشار إلى موهبتها وقدرتها على الإبداع أستاذى الراحل أحمد رجب فى «نص كلمة» بجريدة الأخبار. عبر عن تميزها وإجادتها لعملها باختصار، كما تعودنا منه. سألته عنها، فقال إنه يرى فيها فكرا وعمقا ودقة وتمكُنا نادرا فى بنات جيلها. فهمت أنه يتابع أعمالها باستمرار، ويهتم جدا بمشاهدة الأفلام التى تُخرجها سواء كانت سينمائية أو قصيرة أو تسجيلية.

مرت السنون وبدأ اسم ساندرا يتردد ومع الوقت بدأ يلمع. تقدمت الصفوف ونجحت أعمالها، خاصة الفيلم الوثائقى «بحلم» الذى عُرض بعد الانتخابات الرئاسية عام 2014. سرد الفيلم آمال المصريين وأحلامهم فى مصر المستقبل من خلال حوارات أجرتها مع مواطنين من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية.

التقيت بالمخرجة ساندرا نشأت مرتين.. وفى المرتين، كانت تبكى. المرة الأولى خلال جنازة أستاذى أحمد رجب فى سبتمبر عام 2014، والتى شُيعت حسب وصيته من دار أخبار اليوم. كانت تبكى بحُرقة حتى بدت لى كأنها تبكى أباها أو أخاها من دمها. وبعد عدة أيام التقيت بها فى سرادق عزاء أحمد رجب بمسجد الحامدية الشاذلية، وبدت لى أكثر تماسكا، ولكن بنفس قدر الألم والحزن. تبادلنا بعض كلمات المجاملة النى تُقال فى مثل هذه المناسبات، ولم أرها بعد ذلك.

خرجت من هذين اللقاءين بأن ساندرا هى نوع من البشر يُخلص لكل شىء فى حياته. تخلص لعملها وتتقنه وتبذل قصارى جهدها ليخرج فى أحسن صورة. ونفس الإخلاص تجده فى علاقاتها مع أصدقائها. فهى كانت وفية ومخلصة لذكرى أحمد رجب.. حتى وهو تحت التراب. وأخيرا رأيت إخلاصها وحبها لوطنها فى حوارها مع الرئيس.

اختفت ساندرا سنوات بعد لقائنا، وسمعت أنها قد تزوجت وأنجبت. فجأة ظهرت فى حوار «شعب ورئيس». كانت مفاجأة.. لأنها اقتحمت مجال غير مجالها، ورغم ذلك أجادت إدارة الحوار، وقدمت نموذجا راقيا للإعلامى الواعى المُحب لوطنه. لم تتفلسف ولم تستعرض ولم تنافق. سألت أسئلتها الساخنة بسهولة وسلاسة دون تكلُف. فأثارت غيرة وحسد المختلفين، ولكنى أتصور أن اختيار ساندرا لهذا الحوار، ثم الإشادة التى حظيت بها، سوف يدفع المتشنجين، والذين يصرخون فى برامج التوك شو، لأن يعيدوا حساباتهم ويفهموا أن أسلوب ساندرا الراقى المهذب الواضح، البعيد عن الرأى الواحد والصوت الواحد، هو الذى يتفق مع الذوق العام وليس الصراخ والعويل والسباب والخلاف بلا عقل.

مبروك النجاح يا ساندرا.. ويا ليت الإعلاميين يستوعبون الدرس!

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس «ساندرا نشأت» درس «ساندرا نشأت»



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon