توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله؟

  مصر اليوم -

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله

بقلم - منى أبو النصر

 

"نكتب للتخلُّص من ثقل يُطبقُ علينا" يتحدث الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله في لحظة تتويج رائعة، بلسان حال طير تخلص لتوّه من ثقل ما، واستعاد خفته لمواصلة التحليق، لكنه سرعان ما يتدارك سياقه الواقعي الثقيل فيستطرد " لكن ما يحدثُ أنك ككاتب تكتشفُ حين تخرج من عمل كهذا أنكَ أضفتَ ثقلا جديدًا على جسدك وروحك، لأنك أدركتَ المعضلةَ، أو الكارثةَ أكثر".

• إبراهيم نصر الله الاسم الناصع في سماء الرواية العربية، والفلسطينية تحديدا، بحكائيتها ولغتها وثرائها، كان هو الفائز هذا العام بجائزة البوكر العربية عن استحقاق، هذا الرجل الذي اقترن اسمه بقوائم البوكر العربية مرّات عبر قوائمها الطويلة والقصيرة، بعد أن رُشّحت روايتيه "قناديل ملك الجليل"، و"شرفة الهاوية" من قبل للقائمة الطويلة للأعوام 2014،2013 على التوالي، ومن قبلهما وصلت "زمن الخيول البيضاء" للقائمة القصيرة لعام 2009، وهي روايات ضمن مشروعيه الأدبيين "الملهاة الفلسطينية" و"الشرفات".

سخّر نصر الله مشروع "الملهاة الفلسطينية" لرواية التاريخ الفلسطيني من نهايات القرن الـ 17 إلى ما بعد اتفاقية أوسلو والانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما يعادل مساحة زمنية وإنسانية لـ 250 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، ويضم هذا المشروع ثماني روايات، و ضمت سلسلة "الشرفات" رؤى مختلفة عن الواقع الفلسطيني والعربي وتضم خمس روايات.

• شعوب تدار من خلال قلاع، ومستقبل بعيد ينفي الماضي، شعوب مُبرمجة، ومذبحة تُراق بسبب كلب، غرائبية تحتشد في عمل نصر الله الفائز هذا العام بجائزة البوكر العربية "حرب الكلب الثانية"، يقف فيه على تبة مغايرة للخيال، ومع ذلك لا يبرح سياقات الحاضر وآلامه، أو سياق الخراب على حد تعبيره في كلمته التي ألقاها على منصة الفوز بالبوكر:"هذه الرواية وُلدت فكرة قبل هذا الخراب الرهيب الذى ملأ حياتَنا بالموت فى السنوات الأخيرة، ولدت من مظاهر العنف اليومية التي تحوّل فيها البشر إلى قنابل موقوتة، لا تعرف متى ينفجرُ الواحد منهم في وجهكَ لأوهى الأسباب".

• غرائبية نصر الله في عمله الأخير لا يمكن اقتلاعها عن أرضه التي سخرها لسنوات طويلة للمقاومة وتخليد القضية الفلسطينية، فحسب كلمته التي قالها عقب فوزه بالجائزة لم تأت "حرب الكلب الثانية" من فراغ، بل من معاناة كبرى عشناها في هذه المنطقة الممتدة، وزمن احتلالات لا حصر له، احتلال العدو المباشر، والعدو المستتر، والعدو الساكن فينا، ومن وقع هذا تبرز إصابة كثير من دول العالم كبيرها وصغيرها بانتصارات الغطرسة والعدوان والتمييز والجشع الذي يلتهم هذا الكوكب الجميل، ومن وما عليه من كائنات.

• "حرب الكلب الثانية" رواية تحاكي وحش التطرف، التطرف غير المقتصر على التنظيمات الظلامية، بل يمتد إلى الكثير من الأفراد والتنظيمات التي تدعي التسامح والقبول بحرية الرأي والمعتقد، وكثير من الأنظمة العربية التي مارسته بأبوية وعنف شديدين ضد مواطنيها، وواصلته في حياتنا الاجتماعية بل والسياسية، قبل أن تمارسه التنظيمات المتشددة، يتابع الروائي الفلسطيني الأصل.

• يتأمل صاحب الجائزة السؤال من جديد.. سؤال لا يغادر مدارك أصحاب المشروعات الضخمة في الكلمة، بل ويطاردهم كشبح جاثم مهما حالفهم التوفيق، يتساءلون: لماذا نكتب؟ يجيب نصر الله بعد الفوز الأخير: "نكتبُ لنهُز العالمَ لا لنُرَبّت عليه، فعالمنا اليوم ليس قطا أنيسا، بل حقلا واسعا للقتل، وجراحُه أكبر من أن يواريها أحد بطبقة من مكياجٍ خفيف أو ثقيل"..هكذا قال..كلمات تسمع صداها الموازي من قلب جعبته الشعرية الذهبية وهو يقول:

بينما كنا نتشرّبُ حكاياتِ الأمهاتِ والجدّاتِ
التى كنَّ يقُدْننا فيها، وبها، نحوَ النوم
نستعيدُ هذه الحكاياتِ في الكتابة،
في محاولةٍ منا لإيقاظِ العالم!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله لماذا يكتب إبراهيم نصر الله



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon