توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية ورأي

  مصر اليوم -

قضية ورأي

بقلم - سالم الكتبي

يشير تحليل سلوك القيادة القطرية خلال الأشهر الأخيرة إلي ارتباك وتخبط شديد في إدارة الأزمة التي تعانيها الدولة والشعب القطري؛ فبعد دخول الأزمة القطرية نفق النسيان عقب تجاهل الدول الكبري دعوات قطر بشأن التدخل للضغط علي الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من أجل التنازل عن شروط تسوية الأزمة مع قطر، حاولت قطر افتعال العديد من الأزمات مع دولة الامارات تحديداً من أجل لفت الانتباه لأزمتها التي طواها النسيان ولم يعد هناك أثر لها سوي معاناة الشعب والاقتصاد القطري جراء استمرار الأزمة.

ويبدو أن »نظام الحمدين»‬قد تيقن من فشل خطط جذب الانتباه، فقد لجأ إلي حيلة جديدة تتمثل في محالة شق صفوف الدول الأربع من خلال إرسال »‬بالون اختبار»لجس نبض القيادة المصرية، من أجل معالجة الأزمة مع مصر فقط!

كانت مدينة »‬دافوس»السويسرية ومنتداها العالمي الشهير الذي عقد منذ أيام، مسرحاً لرسالة غير مباشرة بعث بها وزير الخارجية القطري إلي القاهرة، وفي أثناء حديثه، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان، أن الدوحة تأمل في تحسين العلاقات مع القاهرة، ناكراً الاتهامات الموجهة إلي قطر بزعزعة استقرار مصر. وقال آل ثان أثناء جلسة »‬رؤية مشتركة للعالم العربي»في منتدي دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا بحسب مانقلت التقارير الإعلامية: »‬نحن نأمل دائما في سد الفجوة بين قطر ومصر، ونعتقد أن الاختلافات التي لدينا معها ليست أساسية، نحن نهتم باستقرار مصر، وأولئك الذين يدعون أن قطر تحاول أن تلعب دورا مزعزعا للاستقرار في مصر، يوجهون اتهامات كاذبة». وأضاف: إذا نظرنا إلي الأمر من زاوية عربية، فإن استقرار مصر مهم جدا للمنطقة. وإذا نظرنا إليه من منظور اقتصادي، فلدينا استثمارات قائمة في مصر، والحرص علي أن تكون استثماراتنا في بيئة مناسبة هو من أولوياتنا. وليس هناك ما يدعو إلي أن تصبح قطر عاملا مزعزعا للاستقرار في مصر. وأكد أن »‬كل من يحاول البناء علي هذه الاختلافات يحاول خلق نظرة معينة عن قطر.
أنهي الوزير القطري حديثه في هذا الموضوع قائلاً: »‬لم تكن هناك أي استجابة من الجانب المصري للجلوس وتقريب وجهات النظر»، أي أن الدوحة عرضت سواء عبر رسائل غير مباشرة أو وساطات غير معلنة الجلوس وتقريب وجهات النظر ولكنها لم تلق استجابة من الجانب المصري.
هذه السياسة تعكس استمراراً في الهروب والتملص من الاستحقاقات، والالتزامات التي تسببت فيها الأزمة مع قطر، وتصريحات الوزير القطري تستهدف في أحد جوانبها الغمز واللمز من قناة مصر لدي الدول الثلاث الباقية، والايحاء لهذه الدول بأن هناك حديثا جانبيا من وراء الكواليس بين مصر وقطر، وأن القاهرة لم تستجب حتي الآن لعروض قطر للمصالحة، وهذه التصريحات تطلق بهدف اثارة الشكوك وإحداث الوقيعة، بغض النظر عن تأكيد الوزير القطري بأن مصر لم تستجب لعروض المصالحة!
يدرك الجميع أن مصر هي المتضرر الأكبر جراء سياسات قطر وتدخلاتها في دول المنطقة ورعايتها لتنظيم »‬الإخوان»الإرهابي، وتوفير منصات إعلامية له للتحريض ضد الدولة المصرية وجيشها، فضلاً عما توفره قطر من تمويل للعناصر والكوادر الإرهابية.. من سوء حظ الوزير القطري أن تصريحاته تزامنت مع اجتماع رباعي ضم وزراء خارجية الدول الأربع، أكدوا فيه تمسكهم بتنفيذ قطر للشروط التي وضعتها هذه الدول لتسوية الأزمة وطي صفحتها تماماً.
يقول الوزير القطري إن استقرار مصر مسألة مهمة بالنسبة لقطر (!) وهذا كلام لا يصدقه عاقل أو مراقب موضوعي يتابع سياسات قطر الإقليمية طيلة السنوات الماضية، بل إن العكس هو الصحيح تماماً، فقطر كانت ـ ولا تزال ـ داعما أساسيا لمخطط بث الفتن والاضطرابات في مصر، ويكفي المحتوي الذي تبثه قناة »‬الجزيرة»عن مصر حتي الآن للبرهنة علي ما تكنه القيادة القطرية وتتمناه لمصر وشعبها، ناهيك عن بقية الأبواق الإعلامية الناطقة بالحقد ضد مصر والممولة بأموال الشعب القطري المغلوب علي أمره.

ربما يعتقد البعض أن تصريحات الوزير القطري لا تستهدف »‬مغازلة»القيادة المصرية، أو محاولة »‬ترطيب»الأجواء مع القاهرة، وأنه يخاطب الرأي العام العالمي محاولاً غسيل سمعة قطر وإرسال رسائل حسن نوايا تجاه الدول المقاطعة لقطر، ولكن هذا الأمر غير صحيح بدليل أن الوزير القطري يزعم أن الخلافات مع مصر »‬ليست أساسية»، وهذا أمر كاذب تماماً، فتاريخ العلاقات المصرية القطرية مليء بالخلافات وهي خلافات أساسية، ويصعب القفز عليها، أو تجاهلها بل إن القفز علي هذه الخلافات كان السبب الرئيسي في تفاقم وتضخمها وتمادي قطر في سياسات التدخل في الشأن المصري!!

لن تنطلي هذه الألاعيب علي الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ولن يدخل الشك بين قادة يدركون حساسية اللحظة التاريخية الراهنة وما تنطوي عليه ألاعيب قطر من خطر داهم علي أمن واستقرار الشعوب العربية جميعها.

نقلا عن الاخبار القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية ورأي قضية ورأي



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon