توقيت القاهرة المحلي 09:29:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا والتربص بروسيا

  مصر اليوم -

أمريكا والتربص بروسيا

بقلم - سناء السعيد

وكأنى بسوريا وقد تحولت إلى ساحة صراع للنفوذ بين أمريكا وروسيا، فالتطورات الأخيرة تشى بذلك وكان أبرزها واقعة الطائرة الروسية «سوخوى 25» التى تم إسقاطها فى ريف إدلب فى الثالث من الشهر الجارى بصاروخ حرارى متطور محمول على الكتف من نوع «مان باد» أمريكى الصنع، حيث قامت جبهة النصرة بإطلاقه على الطائرة. كل المعلومات تكاد تجزم بأن أمريكا هى التى زودت مسلحى جبهة النصرة بالصواريخ المضادة للطائرات فى سوريا. وأنها تحديدا هى التى أمدت الجبهة بهذه النوعية من الصواريخ حيث إن الطائرات الروسية تتمتع بتقنيات عالية المستوى، ولا يستطيع أى تنظيم محدود فى الإمكانيات أن يسقط تلك الطائرة. الأمر الذى يفتح ملف أمريكا الحريصة على تقليص الوجود الروسى فى سوريا مقابل الإبقاء على القوات الأمريكية كى تظفر بالنفوذ الذى تتطلع إلى تثبيته.

جاءت واقعة إسقاط الطائرة الروسية فى إطار محاولة أمريكا تصعيد المواقف وتوجيه ضربة إلى روسيا التى باتت تهيمن على ساحة الأحداث. ولقد سبق لأمريكا أن قامت بتزويد جبهة النصرة وفصائل ما يسمى بالجيش السورى الحر بصواريخ «تاو» المضادة للدبابات. وهكذا تؤكد كل الشواهد حرص أمريكا على التربص بروسيا بهدف تقليص نفوذها ووجودها على الساحة السورية بعد أن باتت الداعم الأكبر للجيش العربى السورى الذى حقق إنجازات نوعية يمكن معها إنهاء الوجود الإرهابى فى ريف ادلب وريف حماة وحلب. ومن ثم تعمل أمريكا جاهدة على وقف تقدمه بعد أن استعاد قرى كثيرة ووضع يده على مواقع استراتيجية هامة. لا سيما وأن استعادته لإدلب سيعنى نهاية للمعارضة الارهابية المسلحة وتتصدرها جبهة النصرة التى تدعمها أمريكا رغم إدراجها كجماعة إرهابية.

يأتى هذا بعد محاولات أمريكا الحثيثة لمنع تقدم الجيش السورى فى إدلب وفشلها فى ذلك. ولهذا لن يكون مستبعداً قيامها بمجازفات على غرار استهدافها للطائرة الروسية، ومهاجمتها للقوات الموالية للنظام على نحو ما جرى يوم الأربعاء الماضى عندما قامت بقصف مناطق فى سوريا ليسقط نحو مائة قتيل. ولا يعرف ما المقصود بالقوات الموالية للنظام والتى يمكن أن تشير إلى القوات الموالية للحكومة السورية أو وحدات الجيش الروسى التى تدعمها والتى تصاعدت الاحتكاكات معها فى الأشهر الأخيرة فى محاولة من أمريكا لتحويل الأنظار عن هزائمها فى كل الميادين سياسية وعسكرية بعد أن خسرت الكثير من الأوراق فى البورصة السورية وبعد أن فشلت فى وضع يدها على أكثر من ربع سوريا فى محاولة منها لسد الطريق على الدب الروسى وزرع الألغام ونصب الفخاخ له.

ما يخشاه الكثيرون أن تتصاعد حدة التوتر ويحتدم الصراع بين القوتين لتصبح سوريا ضمن دائرة مشروع حرب جديدة بين موسكو وواشنطن.

نقلا عن الوفد القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا والتربص بروسيا أمريكا والتربص بروسيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon