توقيت القاهرة المحلي 05:32:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنصرية أوروبية

  مصر اليوم -

عنصرية أوروبية

بقلم - حازم منير

الفارق فى تعامل بريطانيا مع قضية اتهام روسيا بتسميم «الجاسوس المزدوج» وتعاملها مع حادثة مقتل الطفلة المصرية مريم هو التعبير الملائم عن روح عنصرية مقيتة بدأت تتفشى فى بعض التجمعات الأوروبية ويبدو أنها بدأت تتسلل داخل مؤسسات رسمية، ما حدث فى واقعة مقتل الفتاة المصرية لا يدخل فى سياق الجرائم الجنائية إنما هو اعتداء عنصرى بكل معانى الكلمة، وتكشف تفاصيل الواقعة حول الاعتداء وطبيعته ونوعية المعتدين وتعامل المارة فى الطريق مع الحادث عن مخاوف من تفشى روح الكراهية والتمييز والنزوع للعنف ضد غير الأوروبيين الأصليين.

مقتل مريم ليس الأول من نوعه وتعامل السلطات فى البلاد التى شهدت حوادث مماثلة لم يتجاوز كثيراً ما يجرى الآن فى بريطانيا من تحقيقات قضائية وخلافه تنتهى غالباً إلى لا شىء، المسألة ليست فى الهتاف ولا التحريض المتبادل ولا الدعوة لإجراءات مضادة أو التهديد بالعلاقات والمصالح وخلافه إنما هناك ملاحظات يجب وضعها فى الاعتبار، من أهم هذه الملاحظات تكرار حوادث الاعتداء على عرب أو مسلمين فى بريطانيا وإصرار السلطات هناك على أنها جرائم جنائية ورفضها التعامل معها باعتبارها اعتداءات عنصرية ورفضها كذلك الإقرار بتفشى روح عنف وكراهية وتمييز فى المجتمع، الحاصل أن السلطات البريطانية لم تتخذ أى إجراءات محدودة أو مؤثرة للتعامل مع نزعات العنف والكراهية التى يقوم بها متطرفون وهو ما ساهم بلا شك فى خروج الأمر عن نطاق المتطرفين اليمينيين إلى قطاعات أخرى فى المجتمع.

المسألة ليست فقط فى المجتمع البريطانى العتيد «أم الديمقراطية» الغارق فى الروح الليبرالية إنما الشاهد أن حوادث وعمليات أخرى فى مجتمعات أوروبية عدة تشير إلى أن هذه النزعة للعنصرية والعنف تمتد وتتسع دوائرها بصورة مزعجة، المثير أن يحرص الاتحاد الأوروبى على إصدار بيان حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر وقضايا تتعلق بتحقيقات جنائية جارية أو تم البت فيها وعقاب مرتكبيها، بينما تتجاهل حكومات هذه الدول ما يدور على أراضيها من جرائم عنصرية ونزوع للعنف وتمتنع عن اتخاذ أى إجراءات وقائية ضدها، الأمر تجاوز أعمال عنف واعتداءات وقتل إلى عمليات تحريض شعبى خارج سياق القانون ضد منظمات ورموز وطنية عربية تقوم بها منظمات وجماعات قطرية وإرهابية ومصرية تعيش فى كنف وحماية السلطات الأوروبية بل ويعمل بعضها داخل مقار الأمم المتحدة فى أوروبا، العالم فى مواجهة خطر العنف والعنصرية ولا نجاة لطرف على حساب الآخر، وإذا لم تتجاوب أوروبا مع دعوات التعاون والتوقف عن ترويج مزاعم تتلقاها من منتفعين أو عن رعاية الإرهابيين فستعانى هى الأخرى الأمرين.

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنصرية أوروبية عنصرية أوروبية



GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

GMT 05:15 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مِحنُ الهلال الخصيب وفِتَنه

GMT 05:12 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لا حل في السودان إلا بالعودة إلى «منبر جدة»

GMT 05:07 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مؤتمر باريس السوداني... رسائل متناقضة

هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - مصر اليوم
  مصر اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 04:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران
  مصر اليوم - الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران

GMT 16:28 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين
  مصر اليوم - أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon