توقيت القاهرة المحلي 19:50:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكافحة الفساد

  مصر اليوم -

مكافحة الفساد

بقلم-حازم منير

هل يمكن القضاء على الفساد؟ وهل يمكن تصور مجتمع خال من الفساد؟ وهل من الممكن تحقيق محاصرته بالجهود الرسمية فقط؟ أم أن الجهود الشعبية عامل مؤثر ومطلوب لكنه فى احتياج لمن يستثيره فى مواجهة أصعب وأعقد ملف نواجهه فى مصر.
فى مصر مؤسسات تلعب دورا عظيما فى مكافحة الفساد، لدينا الرقابة الإدارية ولدينا مؤسسات وإدارات أخرى عديدة  فى وزارات مختلفة مثل العدل والداخلية وغيرهما من الوزارات تشكل جميعها معا اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد وتضم وزراء وممثلين لوزارات وهيئات.
ورغم ضخامة أعداد القضايا التى تضبطها هيئة الرقابة الإدارية وباقى الهيئات والإدارات المعنية، مازال حديث الفساد فى مصر عميق ولا يتوقف ولن يتوقف، لأن الفساد فى مصر تفشى إلى درجة يُخشى معها القول: إنه – الفساد – مشكلة شعب .
الفساد ليس فقط الرشاوى المالية أوشراء الذمم أوالترويج لسلع فاسدة، إنما الفساد أصبح منهاج حياة، البحث عن واسطة لإدراج تلميذ فى مدرسة فساد، الإكرامية للموظف أوُثمن كوب شاى لتيسير عمل ما فساد، إخفاء صيدلى لبعض الأدوية يحتاجها أصدقاء أوزملاء فساد، التمييز فى تولى وظيفة حتى ومن دون مقابل فساد، نحن نمارس الفساد ليل نهار.
ربما يقول البعض: إن هذه الظواهر ليست بدرجة التأثير التى يتسبّب فيها فساد الكبار، وربما يكون ذلك صحيحاً، لكن الأصح أن منظومة الفساد متنوعة الأدوات والأشكال ومختلفة المستويات، بصورة تجعل من الحديث عن الفساد فى مصر ومواجهته لا يجوز أن تقتصر على اتهامات لجانب محدّد أولفئة بعينها، دون النظر إلى جميع جوانب المنظومة.
اعتقادى أن الحرب على الفساد فى مصر لا تقل فى صعوبتها ولا مخاطرها عن حرب الإرهاب، ولست مبالغاً فى اعتقادى هذا، كون الفساد نجح فى تكوين شبكة عنكبوتية عظيمة التعقيد والتأثير وممتدة إلى ما هوأبعد من قدرات التحليل والتوصيف.
فى ظنى أن الخطوة الأولى فى مكافحة الفساد تتطلب إصدار قانون تكافؤ الفرص ومنع التمييز فى تولى الوظائف العامة، وهوتشريع يحارب الفساد بكل صوره فى الوساطة والمحسوبية والرشوة، ويمنع التمييز الدينى أوالنوعى بالتفرقة بين الرجل والمرأة، ويؤسس لدولة الاختيار على أساس الكفاءة، ويبنى المؤسسات وفقاً لمبدأ المساواة، ويمنح فرصاً متساوية للجميع، ويرسخ مبدأ المساواة أمام القانون وفى الحقوق والواجبات وتحمل المسئولية، ولا يقتصر على تولى الوظيفة وإنما يمتد لكل مراحل العمل من بدء التعيين وحتى نهاية العلاقة الوظيفية وهوبذلك يحاصر واحدة من أكثر مظاهر الفساد انتشاراً فى مصر، ويسهم فى بناء الثقة لدى الناس ويعيد الاطمئنان لنفوسهم تجاه دولتهم، ويمنع استغلال النفوذ فى واحدة من أهم مراكز مكافحة الفساد فى مصر التى اعتاد المصريون على التعامل بها باعتبارها جزءاً من مهام الأسرة فى البحث لأبنائهم عن كيفية تلبية متطلباتهم .
ويرتبط بتشريع تكافؤ الفرص إنشاء مفوضية تقوم على التنفيذ ومراقبة الالتزام بنصوص التشريع فى مختلف المؤسسات والهيئات العامة والخاصة وهى وثيقة الصلة بالمواطنين فى تلقى الشكاوى والتحقيق فيها والتعامل مع المخالفات التى تثبت، وهى مفوضية تحارب التمييز بكل أشكاله وصوره.
حين يشعر المواطن بالثقة فى حصوله على الخدمات وبتوافر فرص عادلة متكافئة، سنخلق مناخاً للعمل والإنتاج بل المشاركة الشعبية فى مكافحة الفساد.

 

نقلا عن مجلة روزاليوسف 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكافحة الفساد مكافحة الفساد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon