بقلم - نيفين عماره
على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية وبمعدل ثابت مرة كل أسبوع، هناك قصه ترويها لي إحدى صديقاتي يختلف أبطالها لكن جميعها له سيناريو واحد ... بنت الأصول التي وقفت بجوار زوجها تدعمه وتسانده حتى أصبحت مع مرور الوقت القائم بكافه المهام والمسئوليات تكتشف بعد مرور السنين أن له علاقات بأخرىات، وحينما تواجهه تكون الإجابة واحدة (أنت مابقتيش فضيالى)؟!
وهنا يفرض السؤال نفسه ..هل هذا السبب كافي ليمنح الرجل لنفسه حق الخيانة؟ لما عزيزي الرجل لا تسأل نفسك أولا لماذا لم تعد فاضيه لك؟ لماذا لم تعد تتذكر الإعلان الشهير للأستاذ أحمد ماهر (الراجل مش بس بكلمته ..الراجل برعايته لبيته واسرته).
لا أخفي عليكم سراً، فمن المؤكد أنكم تعلمون، أن كثيراً من بيوتنا المصرية تتولى فيها المرأة كافه شئون المنزل بل قد يصل الأمر إلى حد الإنفاق على كافة متطلبات الأسرة، وعادة ما تبدأ المرأة في السير على طريق المسؤولية مبكراً من المنطلق الشائع أنت بنت أصول وبنت الأصول لازم تحافظ على بيتها وأولادها، لتفاجأ مع مرور الوقت بزوجها العزيز يتخلى عن شنبه وذقنه - رمز الرجولة في المجتمع الشرقي - على أول طاولة لتجد نفسها مجبره على ارتدائهما ليظل البيت قائم من أجل الأولاد ولتستمر الحياة.
الحقيقة التي قد يتجاهلها الكثيرون إن وجود الرجل في حياة المرأة أصبح في بعض الأحيان مظهراً اجتماعياً تحتاجه كثير من النساء فقط لتتوارى من أعين الناس فلم يعد الرجل للمرأة سنداً ،كما كان يشاع في مجتمعنا.
أعرف نساء كثيرات السند بالنسبة لهم هو أنفسهم، رغم وجود رجل وأهل في حياتهم، هي من تواسي نفسها بنفسها، وتقنع نفسها لتتحمل، بل وتدفع نفسها كل صبح لتشق عنان الحياة دون أن يلاحظ احد ما تعانيه.
لقد أصبحنا في زمن وجود الرجل مهم لكن غيابه لم يعد مؤثراً، وأنا لا انكر إن هناك رجال سند لغيرهم فلكل قاعدة شواذ وقد أصبحوا هم شواذ تلك القاعدة ، والأكيد أن السند للمرأة، في كثير من الأحيان، لم يعد رجل.. ممكن أن يكون السند أما او أختا او صديقا او جدة بل من الممكن ان يكون السند للمرأة علمها وعملها وصحتها فقط لاغير.
لقد نجحت "جلوريا ماري ستاينم" فى اختصار حال المرأة فى مجتمعنا الان بمقولتها : "لقد أصبحنا الرجال الذين أردنا أن نتزوجهم".
نقلا عن الاهرام القاهريه