توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن أبو العلا البشرى.. لم ينته بعد

  مصر اليوم -

زمن أبو العلا البشرى لم ينته بعد

بقلن - ماجدة موريس

كنز فتحته قنوات الدراما الجديدة للمشاهد المصري هو مسلسلات العصر الذهبي للدراما المصرية، من « ليالي الحلمية» إلى «زيزينيا» إلى « أرابيسك» إلى « عباس الأبيض فى اليوم الأسود» وغيرها من الأعمال التي لا تنسى.. ولن تنسى لأسباب متعددة نعرفها جميعاً، لكنني أتوقف هنا عند « أبو العلا 90» الذي تعرضه قناة»أون» للدراما عند منتصف الليل ويسطع فيه أداء الفنان الكبير محمود مرسي إلى درجة الاستحواذ الكامل على المشهد والمشاهد.. «أبو العلا 90» هو الجزء الثاني من مسلسل «أبو العلا البشري» الذي أنتج عام 1986 من خلال قطاع الإنتاج فى التليفزيون المصري للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج محمد فاضل، وكان من المقرر أن يتم إنتاجه فى العام التالي أي 1987 لكن هذا لم يحدث لأسباب عديدة بينها استكمال أسامة عكاشة نفسه لأجزاء «ليالي الحلمية»، ومن اللافت هنا أن قطاع الإنتاج لم يكن المنتج الوحيد لهذا الجزء الثاني وإنما شاركته شركة أخرى هي «الماسة» وكما نرى فى التيترات، ولكن الأكثر أهمية هنا هو أن هذا العمل يبدو وكأنه كتب للتعبير عن أحوالنا فى هذه الأيام التي نعيشها الآن مع الفارق الزمني الكبير بين 1996 و2018 22 عاماً فقضية الفساد فى كل مكان والتغييرات التي يتفاجأ بها بطله العم أبو العلا «محمود مرسي» بعد عودته من سنوات قضاها فى عزلة اختيارية فى مدينة «سخا» بمحافظة كفر الشيخ، واكتشافه بأن عليه دوراً اجتماعياً وإنسانياً لابد من القيام به هو العودة إلى رعاية ومتابعة أسرة شقيقة الراحل، أرملته نعمات «كريمة مختار» والصغيرة ليلى التي أصبحت طبيبة «وفاء صادق» وصفوت «محمد وفيق» الذي انتهى به الأمر لدخول السجن فى نهاية الجزء الأول بسبب رغبته فى الثراء، والشقيق الأصغر عمرو «محمود الجندي» الذي تحول إلى انتهازي وقبل الزواج من امرأة ثرية تضاعفه عمراً « ليلى فوزي» ليصبح رئيساٍ لشركة سياحية تمتلكها.. بالطبع هناك شخصيات أخرى متعددة ساهمت فى رسم صورة الفساد فى التسعينيات كما قدمها المسلسل مثل دور «محسن» المغني الناشئ الذي قام به مدحت صالح والذي بدا فى المسلسل ممثلا واعدا بقدر أهمية صوته أو بالطبع الممثل القدير وحيد سيف فى دور الفاسد « البلقاس» وغيره من الشخصيات التي وضعها الكاتب الكبير فى إطار بناء درامي محدد ومحكم مثل «صلاح عبد الله» فى دور سائق التاكسي «وميرنا المهندس» فى دور سكرتيرة عمرو التي ملأت قلبه بمحبة الخير.. باختصار نحن أمام عمل مازال حياً ينبض ويحكي عن كل ما تغير فينا وفى أخلاقياتنا وسلوكنا بعد إعلان زمن الانفتاح السداح مداح، وكيف أصبح الأغلب منا يبحث عن مصلحته الخاصة وهو ما برع المخرج فى التعبير عنه بكل الوسائل الفنية من صورة وصوت ومونتاج وحركة الشخصيات والحفاظ على إيقاع متوازن ملائم لكل حدوتة أو اكتشاف للعم أبو العلا.. الذي كان بعض المقربين يرفضونه ويرفضون آراءه حول الاستقامة والحفاظ على الإخلاق ولكنه حين أصبح ثريا حاولوا كسب وده ليشاركوه الثروة، أبو العلا مسلسل سابق لعصره وما طرحه منذ عقدين من الزمان لابد وأن يضعنا فى حالة من التفكير العميق حول ما نعانيه اليوم ومتى بدأت الأعراض؟ ولماذا؟ فإذا كان الانفتاح الاقتصادي سبباً فى أزمة الفقر عند كثيرين وقتها، فما السبب فى ظهور أمراض مثل «التحرش» الذي شار إليه المسلسل فى إحدى الحلقات من خلال ثلاثة شبان حاولوا التحرش بليلى وهي تجلس داخل سيارتها فى انتظار نزول أبو العلا ؟ وإذا كان كاتب ومخرج المسلسل قد حاولا تقديم نوع من التحليل النفسي والقيمي للإنسان وقتها وفضح التدني الكبير له فإننا ونحن نستعيد هذا العمل علينا أن نضعه فى إطار واحد مع بعض الأعمال المماثلة التي جاءت بعده وأضافت المزيد من الأضواء على ما يحدث فى مجتمعنا من متغيرات اجتماعية وإنسانية وقيمية.. وإذا كان البعض قد هاجم «سابع جار» و» الطوفان»وقبلهما» لأعلى سعر» فإن عليه أن يستعيد حلقات «أبو العلا 90» ليدرك أن الفن يفقد الكثير حين يعجز عن رصد وتقديم ما يحدث للبشر من متغيرات، وأن تحصين « الناس» فى بيوتهم لا يأتي بمنع تقديم وفضح ما يحدث، وإنما تقديمه بأسلوب فني راق حتى يصبح المشاهد هو سيد قراره، وهو القادر على رفض الفساد بنفسه.. وهي هي الرسالة التي يتركها لنا هذا العمل الفني الكبير الذي كتب صناعة رسالة فى مقدمة كل حلقة تقول إنه « كوميديا عن الإنسان.. وأخلاق هذا الزمان « بينما تقول أغنية التيتر فى نهاية كل حلقة بكلمات سيد حجاب « سيبه سيبه سيبه، خليه يأخذ نصيبه.. واحد من عصر حجري.. وشايل قلب غجري.. الخ « تعبيرا عن « أبو العلا» الذي تفاجئه كل لحظة « وكل حلقة» تغييرات أخلاق البشر، سواء أقاربه أو معارفه فيرفضها ويقرر إصلاح الأمر ويدخل فى مغامرات من «أجل هذا الهدف النبيل.. مها تكلف من مشاق.. ومن غضب ومؤامرات الأشرار ونحن هنا أمام فرجتان.. فرجة النص والإخراج وفرجة المتعة مع ممثل عملاق مثل محمود مرسي.

 

نقلا عن الاهالي القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن أبو العلا البشرى لم ينته بعد زمن أبو العلا البشرى لم ينته بعد



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon