توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاجئو سوريا والانسانية العاجزة

  مصر اليوم -

لاجئو سوريا والانسانية العاجزة

لاجئو سوريا والانسانية العاجزة
بقلم - سعاد طنطاوى

حقا ماتت الانسانية يوم تجمدت المشاعر فى القلوب ، ودفنت يوم دفن أطفال سوريا اللائجئين على رمال الشواطىء وتحت الثلوج ، خسئت تلك الحروب التى طغت فى العالم العربى وانتجت القتلى والمهاجرين والمشردين من اوطانهم وخسء من أشعلها،أنهم لاينتمون الى الانسانية بقدر ذرة فقد انعدمت ضمائرهم حينما جعلوا الشعوب وقودا لهذه الحروب.

وها هى مأساة جديدة تخرج علينا من سوريا مجددا تنخلع لها قلوب الرحماء حينما تراها على مواقع التواصل الاجتماعى ، انها فاجعة العثور على أسرة بالكامل ماتت على الحدود السورية اللبنانية من شدة البرد والثلج اثناء هروبها من جحيم الحرب السورية غير مبالين بالمصير الذى ينتظرهم فالموت ينتظرهم فى كل مكان طالما فقدوا الوطن الذى يضمهم ويحميهم ويدفىء قلوبهم ، فيصبح بعده كل شىء هين حتى لو كان الموت بالصقيع والثلوج

هانت الانسانية ومحت من قلوب أولئك الذين نسوا كلام الله بأنهم مسئولون عن رعيتهم وسيحاسبون عليها يوم الدين ، عجزت الانسانية امام أولئك الذين هربّوا ابنائهم الى الخارج خشية عليهم ويلات الحروب ، فالشعب موجود ليدفع من حياته ضريبة الحروب من الخراب والدمار والجوع والتشرد والموت والهجرة ، هانت الانسانية على اولئك التى غلظت قلوبهم فدفعوا بالآف الى الهروب من جحيم حروبهم ليلاقوا حتفهم بالموت غرقا وليس منا ببعيد الطفل الكردى ايلان الذى عثر على جثته غريقا وهو فى عمر الثالثة على احد الشواطىء التركية بعد انقلاب القارب الذى كان يقل اسرته الى جزيرة "كوس " اليونانية " فى محاولة للعثور على حياة افضل من نار الحروب فى سوريا .

تلك المأساة التى أهتز لها ضمير العالم وشابت معها الرؤوس وأقشعرت لها الابدان وقامت الدنيا لها ، وفجأة دخل الضمير فى سبات عميق حتى خرج علينا الطفل السورى عمران وهو فى عربة الاسعاف صامدا ساكتا كبلده تماما تغطى الجروح والدماء وجهه بعد ان تم انقاذه من تحت الانقاض اثر غارة جوية روسية على شمال حلب . والجمعة الماضية موت أسرة كاملة تحت الثلوج والبرد والصقيع والسبب الهجرة عبر الحدود . لقد اكدت صورة الطفل ايلان المسجى على الرمال بعد ان لفظه البحر ليحكى للعالم كله وفاة الانسانية وانعدام الضمير التى ماتت مع موت ايلان وعمران الصامد الصامت كبلاد الشام والاسر المتوفاة تحت الجليد وسيكون غيرهم كثيرين اذا لم يستيقظ هذا الضمير !

فمنذ أن نشبت الحرب الاهلية السورية فى 15 مارس 2011 وحتى الان والشعب السورى يتجرع الامريين ، القتل والهجرة على مدار 6 سنوات و10 شهور تقريبا فقد ابنائه واهله الذين تتفاوت اعدادهم مابين قرابة ال129 الف و295 فى الوفيات وفقا لتقديرات الامم المتحدة وبحسب الجماعات المعارضة الناشطة منهم حوالى 11 ألف طفل وسيموت اكثر واكثر طالما عمت القلوب وعجزت الانسانية عن قضية اللائجين فى ظل عالم يتسكع فى انقاذ الأبرياء الذي يدفعون ثمن صراعات وحروب لا دخل لهم بها.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاجئو سوريا والانسانية العاجزة لاجئو سوريا والانسانية العاجزة



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon