توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

لنبارك لكل المصريين فوز الرئيس بالانتخابات. فوز يريح قلوب مؤيديه وناخبيه. كتبت هنا فى الجزء الأول عن مانشيت الصحيفة فى عدد الخميس الماضى، وبالتحديد فى طبعتنا الأولى. أسىء فهم «الدولة تحشد». شرحنا فى افتتاحية «المصرى اليوم» عدد أمس ما قصدناه. شاركت أنا والزميل عبداللطيف المناوى فى أكثر من مداخلة تليفزيونية لشرح وجهة نظرنا. هنا أتحدث عن مفهوم الدولة نفسها حول «الحشد الايجابى». ستنتهى هذه الأزمة قريبًا- أتمنى ذلك- ولكن سيبقى فى أنفسنا جرح من طريقة تعامل الوسط الصحفى والإعلامى مع الاختلاف، بلا ضوابط قانونية.

كتبت بسرعة عن الراحل العظيم اللواء فؤاد نصار. لم أشارك فى جنازته أو عزائه، حيث كنت خارج البلاد.

من لوس أنجلوس أكتب عن عدد من المشاهدات السريعة فى نقاط محددة حول السياحة والآثار.. والمصريين هناك.

المتحدث و«الحشد»

أمامى الآن، وأنا أكتب هذا المقال، تصريح سابق للمتحدث الرسمى لحملة الرئيس السيسى، محمد بهاء أبوشقة، أمدنى به زميلى المثقف محمد الهلباوى، سألته وأنا أجهز افتتاحية «المصرى اليوم»، التى نشرناها فى عدد الجمعة، وكانت بعنوان «الحشد الإيجابى»، عن استخدام كلمة «الحشد» فى التصريحات السياسية التى سبقت الانتخابات. وهل كررها أحد قبل مانشيت الخميس المثير للجدل. أمدنى «الهلباوى» بتفسيرات عديدة لمعنى «الحشد» وأقنعنى بذلك. الرئيس نفسه حذر المصريين من عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وذلك فى تصريح له خلال حضوره مؤتمر «حكاية وطن». وفى 14 مارس قال بشكل مباشر: «المشاركة فى الانتخابات تصب فى مكانة مصر وليس الرئيس». كلمة «الحشد» تكررت كثيراً فى الخطاب السياسى للمسؤولين ونواب البرلمان. فى الفضائيات والمواقع. صحف زميلة استخدمت نفس التعبير قبلنا، خلال هذه الانتخابات. أصل إلى ما قاله أبوشقة بنفسه فى تصريح منشور فى 24 فبراير: «حشد المصريين أمام لجان الاقتراع سيكون أكبر رد على الدول التى تبث سمومها تجاه مصر». القانونى الشاب، نجل القيادى الوفدى، محق فى ذلك. الحشد ضرورى ومطلوب. البعض فسر الأمر خطأ كما هو فى حالة محافظى كفرالشيخ والقليوبية، وحسنًا كان التراجع والاعتذار عما قالاه. «الحشد الإيجابى» بمعنى أن تثقف الناس بحقوقهم، وأن المشاركة عمل إيجابى. تعلمهم وتدربهم بالثقافة التصويتية. أنا أرى أن الأمم المتقدمة تتزايد فيها نسبة التصويت، وأن الدول غير الديمقراطية تنتشر فيها اللامبالاة السياسية. نحن فى طور النمو الديمقراطى. ولذلك أشهد أن «الحشد» كان مطلوبًا. البعض تحيز للرئيس بالطبع. السيسى له إنجازاته وبصماته فى كل مكان. لكن السياق العام لمجريات «الحشد الانتخابى» كان هدفها الأسمى هو زيادة نسبة المشاركة. لم يكن هناك تزوير أو تسويد للبطاقات الانتخابية، كما كان يحدث فى الانتخابات السابقة لثورة يناير. الإشراف القضائى كان مثاليًا. عرفت مؤخراً أن كبار المستشارين فى محكمة «النقض» شاركوا فى الانتخابات هذه المرة. هذه معالم موقفنا فى «المصرى اليوم». وهذا ما نقصده بمصطلح «الحشد». المشكلة فقط أن بعض الزملاء أرادوا مجاملة الرئيس وفريقه بما لم يطلبه أحد منهم. خاضوا فى نوايانا وأعراضنا بدون أى سند قانونى أو إنسانى. حسبونا على أعدائنا. وهم يعلمون كم عانينا منهم.. وارجعوا إلى ما كتبناه أيام حكمهم. لن نكون مثل المتربصين بنا ونخوض فى ماضيهم وما كتبوه أو ما قالوه من قبل فى نفس الفترة. هذا ليس منهجنا. فقط نؤكد أن صحيفتنا ستظل على خطها السياسى والصحفى. سنظل مستقلين، داعمين لخطط الرئيس والحكومة بآرائنا ومواقفنا، طالما توافقت مع الدستور والقانون. ستظل المقالات وأعمدة الرأى عندنا مدرسة فى التنوع. ثراء الأفكار هو الذى يدعم خطط الدولة والرئيس فى كل المجالات. ثوابتنا كما هى، نحن ضد الإرهاب ومن يموله. مع جيش مصر القوى. ندعم الدستور والقانون ونرفض المساس بأعراض الناس وحياتهم الخاصة أيًا كانت مواقفهم السياسية. نحترم منزلة الرئيس ونحرص على الوقوف إلى جواره طول مدته ولايته الثانية، وذلك بالرأى والمشورة.. والنقد البنّاء.

«نصار» والانتخابات

قدر عدد من العظماء أن يأتى رحيلهم فى ذروة الانشغال بأحداث جماهيرية ضخمة تجعل وداعهم يأتى فى المرتبة الثانية.. أو ربما لا يأتى هذا الوداع. الفريق سعد الذين الشاذلى، رئيس أركان الجيش المصرى خلال حرب أكتوبر، توفى يوم 10 فبراير 2011، جنازته جاءت فى يوم إعلان اللواء عمر سليمان تنحى مبارك.

الإمبراطورة فوزية توفيت يوم 2 يوليو 2013، والناس تملأ الميادين والشوارع طالبة رحيل مرسى. وتم دفنها فى صمت إلى جوار زوجها الثانى إسماعيل شيرين فى السيدة نفيسة.

هذا الأسبوع تكرر الأمر مع «عظيم» آخر. وهو اللواء فؤاد نصار، آخر القادة الكبار لحرب أكتوبر- إضافة إلى الرئيس الأسبق مبارك بالطبع- لكنه آخر أعضاء الصورة الشهيرة فى مركز القيادة خلال الحرب عن يمين ويسار الرئيس الأسبق أنور السادات. توفى «نصار» والصحف والفضائيات مشغولة بالانتخابات والدعاية لها. كان قائداً للمخابرات الحربية خلال حرب أكتوبر، ثم رئيسًا للمخابرات العامة نهاية عصر السادات.

كما كان أول محافظ لسيناء بعد فض الاشتباكين الأول والثانى. استخدمه السادات ليناور به القذافى عسكريًا، ولذلك عينه محافظًا لمطروح ومنحه صلاحيات عسكرية وسياسية. تعرفت عليه فى صيف 2007، وكانت المناسبة هى مصرع أشرف مروان، وأردت معلومات موثقة عن انتماء مروان، وهل كان جاسوسًا أم وطنيًا، فنصحنى اللواء عادل سيلمان بالجلوس إلى «نصار». ذهبت إليه فى شقة بسيطة فى «سيدى كرير»، وسجلت معه لخمس ساعات كاملة. ركز حوارى معه حول عمل الاستطلاع وقت الحرب، ودورهم فى تجنيد أبناء سيناء الشرفاء للعمل خلف خطوط العدو الإسرائيلى. قال كلامًا قويًا حول السادات والمخابرات، وصولاً لأشرف مروان. وأتذكر أننى حصلت على عدة جوائز عن هذا الحوار، الذى نشرناه فى «المصرى اليوم» على أربع حلقات. وفى الذكرى الثالثة والأربعين لحرب أكتوبر، أى فى 2016، أردنا أن نقدم لقارئنا شيئًا مختلفًا. قمنا بتكريم اللواء نصار فى بيته. أخذنا تورتة كبيرة إلى شقته البسيطة جداً فى العجوزة واحتفلنا به، وكان معنا نجله عمرو فؤاد نصار، الذى أعتز بالتواصل معه حتى الآن. كثيرون وثقوا فى أحاديث صحفية وفى كتب مهمة، مسيرة فؤاد نصار فى الحرب والمخابرات.

اذكر منهم المحرر العسكرى المخضرم محمد على السيد، مدير تحرير آخر ساعة، والصديق شريف عارف فى كتابه «مقاتلون وجواسيس». رحم الله فؤاد نصار وعزاؤنا لعائلته، ومحبيه وتلامذته. وأتمنى تكريم مسيرته بإطلاق اسمه على أحد الشوارع أو الميادين الكبرى فى العريش أو مرسى مطروح.

«توت» ومعرضه

زرت مدينتى سانت لويس ولوس أنجلوس الأمريكيتين، لخمسة أيام الأسبوع الماضى. المدة كانت كافية ليتغير فى داخلى عدد من المفاهيم حول السياحة هناك، ومعارض الآثار المصرية بالخارج، وما أثير حولها من معلومات متضاربة. فى المدينة الأولى حضرنا بصحبة وزير الآثار، الدكتور خالد العنانى، وعضوى مجلس النواب الكاتب الصحفى أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والآثار والإعلام بمجلس النواب، وسحر طلعت مصطفى، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، افتتاح معرض الآثار الغارقة. وسأكتب هنا عدداً من الملاحظات حول رحلتى هذه:

- عرض مُبهر للغاية لقطع أثرية تم انتشال معظمها من مياه الإسكندرية. العرض المتحفى رائع للغاية. والأهم ما لمسته فى مدينة صغيرة من إقبال على التبرع لمتاحف الفنون والعلوم. العمل الخيرى هناك عنوانه هذه المتاحف فى كافة تخصصاتها.

- فى لوس أنجلوس، كانت صورة معرض توت عنخ آمون مختلفة. رصدت اهتمامًا بالفرعون المصرى الشاب يفوق ما عاينته فى مصر بعشرات المرات. العرض المتحفى للقطع الـ166 داخل مركز كاليفورنيا للعلوم شىء مُبهر.

- وزارة الآثار بها كنوز- ليست أثرية فقط- لكنها «بشرية». مجموعة من الشباب المصرى المثقف يعملون بهمة ونشاط فى الداخل والخارج. عرفت وصادقت منهم فى مصر الدكتور حسين عبدالبصير والدكتور ولاء بدوى، فى هذه الرحلة تعرفت على مجموعة أخرى من الشباب، لديهم لغة إنجليزية سليمة. معلوماتهم الأثرية والتاريخية رائعة. معظمهم حاصل على الدكتوراه أو فى طريقه لنيلها. ضمن هؤلاء عبدالغفار وجدى، المفتش المرافق لمعرض توت عنخ آمون فى لوس أنجلوس. الأثرى المثقف التزم بأنه سوف يمدنا بأخبار وصور ممتدة عن المعرض.. وقد بدأ بالوفاء بعهده فعليًا.

- لمست نحو ألف «بانر» إعلان للمعرض فى شارعين فقط.

- اقتربت من وزير الآثار وأعجبنى عقله وثقافته ومنطقه. يرى أن معارض الآثار فى الخارج وسيلة حديثة للدعاية للسياحة فى الداخل. وأن قطع الآثار الموجودة فى المخازن أو القطع المكررة من الأفضل أن تطوف الخارج.

- الدكتور زاهى حواس له شعبية غير عادية فى الولايات المتحدة. اقتربت منه طوال هذه الرحلة. هو أيقونة الآثار المصرية فى الخارج ورسول الفراعنة للعالم. كلماته الارتجالية فى افتتاح معرض توت عنخ آمون كانت هى الأقوى والأجمل. دعا الأمريكيين إلى زيارة مصر وقال إن أموالهم التى سينفقونها فى مصر سيتم استخدامها لترميم الآثار. وأكد أن مصر آمنة تمامًا. واقتربت منه وهو يوقع نسخ كتابه القيم بالإنجليزية عن توت عنخ آمون.

- أتوقع نجاح وزيرة السياحة رانيا المشاط فى مهمتها. وأتمنى بقاءها فى منصبها ما بعد التعديل الوزارى القادم.

- السفيرة لمياء مخيمر، قنصل مصر فى لوس أنجلوس، دبلوماسية نشيطة. تعطى لمنصبها بريقًا إضافيًا. ترحيبها بالوفد الرسمى المصرى والعائلات المصرية فى مقر إقامتها الجميل، ترك انطباعًا رائعًا فى نفوسنا.

- شاطئ «سانت مونيكا» على المحيط الهادئ. نظيف للغاية لكن مياه المحيط الهادئ أقل جمالاً بكثير من الساحل الشمالى بمياهه الزرقاء. أخذ شهرته من أفلام هوليوود والمسلسلات التى تم تصويرها هنا. لا يوجد لديهم هنا وزير للسياحة. المعلومة سمعناها وإلى جوارنا الوزيرة المشاط. «المدينة» مسؤولة عن النشاط السياحى والنظافة والتجميل معًا.

- مليون طالب سيزورون المعرض خلال الشهور الثلاثة، التى سيقضيها هنا يتم حجز التذاكر عن طريق موقع المركز. المدارس هنا لديها برامج محددة مسبقًا لزيارة المتاحف والمسرح. وهنا فى لوس أنجلوس، كما هو الحال فى معظم المدن الغربية الكبرى، يُلزم الطالب بعد زيارته للمعرض بتقديم ورقة بحثية عما شاهده، أو استفاد منه.

- الصديق أسامة هيكل، كان فى نظرى أكثر المستفيدين من هذه الرحلة. فإضافة إلى مشاركته الإيجابية فى افتتاح المعرضين، التقى عدداً من كبار المنتجين فى هوليوود، وتم الاتفاق على عدد من المشاريع المشتركة. حيث أعطى عروضًا لتصوير عدد من الأعمال الأمريكية داخل مدينة الإنتاج الإعلامى. وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد توقيع عدد من بروتوكولات التعاون فى هذا الشأن.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon