توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشائعات وقانون المعلومات الغائب!

  مصر اليوم -

الشائعات وقانون المعلومات الغائب

بقلم - عبد المعطى أحمد

من ضمن إفرازات 25 يناير انتشار الشائعات بطريقة مرضية ومرعبة، وساعد على ذلك الانتشار وسائل التواصل الاجتماعى وماشابهها، ولم تقتصر الشائعات على مجرد ترديد أخبار كاذبة فقط، وإنما أصبحت تستخدم فى ضرب الاقتصاد الوطني، وتشويه صورة المجتمع داخليا وخارجيا,واغتيال شخصيات ورموز فكرية وسياسية معنويا بشكل غير مسبوق. وفى مجتمع مثل المجتمع المصرى من أسهل ما يمكن انتشار الشائعة خاصة بين الأميين وغير المثقفين الذين يعتمدون على القيل والقال,وليس البحث والدراسة والاطلاع، ولكن هذا لايمنع أن نجد شخصا مثقفا ولديه إمكانات تقصى الحقائق ورغم ذلك يتعامل مع الشائعة على أنها حقيقة لأنها تحقق له مصلحة ما أو رغبة فيتنازل عن الموضوعية من أجل تحقيق تلك المصلحة.

لجنة برلمانية كشفت فى دراسة لها عن أن المجتمع المصرى تعرض خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر عام 2017 إلى 53ألف شائعة، وأن 70%من هذه الشائعات ظهرت عبر مايسمى وسائل التواصل الاجتماعي, وأن 30%من هذه الشائعات تعاملت معها بعض الصحف والمواقع الإخبارية على أنها حقائق وقامت بنقلها.وهذا يعنى ببساطة أننا نعيش حالة من السيولة المعلوماتية ومحاولة تشويه الوعى والذاكرة، وأن هناك خطرا حقيقيا تتعرض له وسائل الإعلام ومن يتابعها أيضا.

ولاشك أن غياب المعلومات فى بعض المواقف وعدم تقديم المصادر للمعلومة فى الوقت المناسب وراء انتشار الشائعات، وهذه مشكلة يجب معالجتها بتشريع واضح ينظم الحصول على المعلومة وتقديمها,ويحدد كذلك ضوابط النشر والإذاعة,فأين قانون المعلومات الذى سمعنا وقرأنا عنه كثيرا ومازال غائبا وحبيس الأدراج بمجلس النواب؟

إن الوقاية من الشائعة كذلك تكون فى توفير المعلومة الصحيحة، ومن أهل الخبرة والاختصاص, وإن ترك الناس للشائعات دون الرجوع إلى أهل العلم والدراسة والخبرة والمسئولية فيه الكثير من اللامبالاة، وفيه الكثير من إتاحة الفرص للشائعة كى تنتشر وتعم!.

إن الصحفى أو الإعلامى المعد إعدادا جيدا والمتدرب تدريبا سليما والذى يمتلك اللباقة والثقافة والكفاءة المهنية والمصداقية عند الناس هو الذى يجب أن يتصدى لأى شائعة فور حدوثها, فيسأل أهل العلم, ويقرأ الكتب, ويقابل الناس,ويدرس اهتماماتهم، ومستوياتهم,وبالتالى يقدم عملا مدروسا مقنعا معززا بالصوت والصورة وحديث أهل الخبرة من السياسيين أو الاختصاصيين، ويطرح كل الأسئلة التى فى الأذهان، أو يغطى كل جوانب الحدث، أو الشخصية مصدر الشائعة، ولا يكتفى بالأمور التقليدية، بل يحاول أن يخلص المجتمع من الشائعات وشرورها,ومثل هذا الشخص يجب ألا يعمل وحده,بل يجب أن يكون ضمن فريق عمل متخصص من ذوى الاحتراف المهنى حتى يخرج العمل الذى يناقش شائعة ما ويتناولها بالتحليل والعرض متكاملا من كل النواحى الفنية والإبداعية.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشائعات وقانون المعلومات الغائب الشائعات وقانون المعلومات الغائب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon