توقيت القاهرة المحلي 20:45:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات وحتمية القرارات

  مصر اليوم -

الانتخابات وحتمية القرارات

بقلم - عـــلاء ثابت

 «فكر ألف مرة في كل كلمة تنطق بها، وفي كل قرار تتخذه، وفي كل تحرك تقوم به قُبيل الانتخابات، واحسب جيدا التأثير المحتمل لكل ما تقوم به علي شعبيتك وصورتك لدي الرأي العام». تلك هي النصيحة الأهم التي يسديها مستشارو أي مرشح مقبل علي خوض الانتخابات، وتزداد تلك النصيحة أهمية في حال كان المقبل علي الترشح في موقع المسئولية بالفعل. أي أن الشغل الشاغل لمسئولي الحملات الانتخابية في الفترة السابقة مباشرة علي الانتخابات هو الشعبية وكل ما يمكن أن يؤثر عليها سلبيا بشكل أو بآخر.

والثابت أن كل المسئولين المقبلين علي طلب ثقة الناخبين دائما ما يجعلون من الفترة السابقة للانتخابات فترة «استرضاء» لهؤلاء الناخبين، فيحجمون عن اتخاذ قرارات قد تؤثر بالسلب علي الوضع الاقتصادي لبعض فئات المجتمع. وهم يفعلون ذلك من أجل حرمان المنافسين من استخدام تلك القرارات في تشويههم لدي المواطنين، ودائما ما يلجأون لخيار إبقاء الأوضاع علي ما هي عليه حتي تمر فترة الانتخابات. شيء من ذلك لم يفعله يوما الرئيس عبد الفتاح السيسي رغم كل ما قيل وكتب من تقديرات في شأن تأثير بعض القرارات علي مستوي شعبيته منذ يومه الأول في الرئاسة أو حتي في الفترة الحالية التي ننتظر منه أن يعلن ترشحه للانتخابات مرة أخري؛ ليستكمل المسيرة الناجحة التي بدأها قبل أربعة أعوام تقريبا.

لم يلتفت الرئيس السيسي لما يمكن أن يحدث لشعبيته نتيجة قراره المتعلق بدعم الطاقة، أو قراره المتعلق بالتعويم أو قراره المتعلق بضرورة المضي في طريق الإصلاح الاقتصادي، لم يلتفت لتأثير ذلك علي شعبيته الذي يصوره البعض. وكان رهانه الأساسي أنه يفعل ما تمليه عليه مصلحة الوطن وأنه ما دام المواطنون يعلمون ذلك ويثقون فيه فإنهم سيتفهمون تلك الإجراءات ويتقبلونها. كان رهانه أن ما تمليه المصلحة العامة لابد أن تكون له الأولوية المطلقة، وأن غير ذلك يعتبر خداعا للناس لا يقبل أن يشارك فيه، بل إنه اعتبره خيانة لأمانة الوطن وترحيل المشكلة لمن يخلفه. كما أكد الرئيس في مؤتمر «حكاية وطن» الذي عقد يوم الأربعاء الماضي أنه لم ولن يقايض علي مصلحة الوطن من أجل مصلحة شخصية.

هذا فيما يتعلق بالتأثير المباشر علي الشعبية، أما ما يتصل بالتأثير غير المباشر علي الشعبية فهو كل ما يمكن أن ينال من انطباع المواطنين عن الرئيس والدولة. ومن تلك القرارات التي اتخذت وقيل إنها قد تؤثر علي صورة الرئيس السيسي والدولة لدي المواطنين، كان قرار الموافقة علي القبض علي بعض من كبار المسئولين في السلطة التنفيذية أو أعضاء بالحكومة الذين ثبت تورطهم في قضايا فساد كشفها جهاز الرقابة الإدارية، فمثلا لم يتردد الرئيس السيسي في الموافقة علي اتخاذ إجراءات القبض علي وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال في سابقة هي الأولي من نوعها التي يتم فيها القبض علي وزير وهو في موقعه، ولم يتردد أخيرا في الموافقة علي اتخاذ الإجراءات نفسها ضد محافظ المنوفية وقبله ضد نائبة محافظ الإسكندرية.

ولو أن الرئيس خضع للحسابات الانتخابية لما فعل ذلك خاصة قبيل الانتخابات، إذ إن الخصوم يحاولون الآن التشكيك في الطريقة التي تم بها اختيار هؤلاء ويحاولون تحميل الرئيس والأجهزة الرقابية المسئولية عن ذلك، وكأن من فسد وهو في السلطة لابد أنه كان فاسدا قبلها. ولو أن الرئيس خضع لنفس الحسابات الانتخابية لما اتخذ قرار التعديل الوزاري الأخير الآن، إذ لم يتبق من عمر الحكومة سوي خمسة أشهر، بينما هذا التعديل يعطي ذخيرة للمعارضة للطعن مرة أخري في اختيارات الرئيس وتشويه صورة الحكومة لدي الشارع. إذ تحاول المعارضة تسويق الأمر علي أنه كان سوء اختيار منذ البداية، وليس سوء أداء ممن تم اختياره فرض ضرورة تغييره. بينما الرئيس ما زال يتعامل وكأنه في اليوم الأول لتوليه المسئولية لا يعنيه إلا المصلحة العامة واختيار من يستطيعون تحقيقها والاستغناء عمن لم يحقق إنجازا بصرف النظر عن المدة المتبقية للحكومة وبصرف النظر عن حسابات الشعبية.

إنه نموذج فريد للتعامل مع أمانة المسئولية ينطلق في الحقيقة من الرهان علي وعي المصريين، وعلي أن الصدق والإنجاز هما بوابة العبور الملكية لتأمين الشعبية الحقيقية، وليس الشعبية الزائفة التي سعي ويسعي إليها الكثيرون ولو علي حساب حاضر ومستقبل الوطن.

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات وحتمية القرارات الانتخابات وحتمية القرارات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية

GMT 01:29 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon