توقيت القاهرة المحلي 13:56:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأمطار تكشف خبايا الإهمال

  مصر اليوم -

الأمطار تكشف خبايا الإهمال

بقلم - عـــلاء ثابت

 كشفت الأمطار الغزيرة، التى تعرضت لها القاهرة الجديدة، عن سوء التخطيط والإدارة فى واحد من أرقى وأكبر أحياء القاهرة وأكثرها حداثة، فقد غرق شارع التسعين فى التجمع الخامس وغيره من الشوارع، وتبين أن معظمها بلا بالوعات لصرف المياه، لتندفع مياه الأمطار من المناطق المرتفعة لتغرق المناطق المنخفضة، بما فيها من مبان وسيارات، وتصيب السكان بالهلع من الأمطار المنهمرة من السماء والسيول الجارفة من الأرض، لتتعطل حركة السير فى شوارع أحياء القاهرة الجديدة، وبدلا من تشكيل غرف عمليات طارئة لإنقاذ السكان من السيول الجارفة وانتشال السيارات الغارقة وتصريف المياه فى الشوارع الرئيسية، على الأقل لفتح حركة السير، لم يجد السكان من ينقذهم ولم ترد على استغاثاتهم هواتف المسئولين الذين اختفوا فى وقت الأزمة.

وأدى تعطل حركة السير منذ مساء الثلاثاء، حتى الأربعاء الماضيين إلى كثير من المآسى، خصوصا على الطريق الدائرى المقابل للقاهرة الجديدة والذى امتدت فيه طوابير السيارات المتوقفة على مدى البصر، وانحشر الناس فى سياراتهم لا يستطيعون النزول أو السير، فالسيارات لا تستطيع التراجع للخلف أو التقدم والخوض فى بحيرات المياه، ولم تجد السيارات أى تحذيرات بأن الطرق مغلقة لتبحث عن مسار آخر، لتتكدس تحت المطر الغزير والبرق والرعد والرعب الذى ملأ قلوب الكبار قبل الأطفال، كما جرفت المياه طبقة الأسفلت الرقيقة وغير المطابقة للمواصفات وخرجت طبقات الرمال لتحدث انهيارا فى الشوارع الجديدة.

وتطرح هذه الأزمة أسئلة كثيرة حول غياب جهاز القاهرة الجديدة، وماذا فعل رئيس الجهاز ومساعدوه، ولماذا لم تتحرك سيارات شفط المياه؟ ولماذا لا توجد مصارف لمياه الأمطار فى الأماكن المنخفضة، وفى الشوارع الرئيسية؟ ولماذا لم يتم طلب الإغاثة من الأحياء القريبة أو البعيدة لتقلل من حجم المعاناة وتنقذ ركاب السيارات وتوقف تدفق المياه للأماكن المنخفضة؟ عشرات الأسئلة التى لا تجد جوابا، لكنها تكشف سوء التخطيط فى أكبر وأحدث ضواحى القاهرة.

وكانت القاهرة الجديدة قد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة عمليات تجريف واسعة للجزر الوسطى فى الشوارع التى اختنقت وشاخت قبل الأوان، فجرى خلع أعمدة الإنارة وقطع الأشجار وتكسير الأرصفة، لتوسيع الشوارع التى لم تعد تحتمل الأعداد المتزايدة من السيارات، وهى التى لم يكتمل بناؤها، وهو ما يؤكد أن التخطيط كان غائبا، وأن سياسة الترقيع هى المتبعة، سواء فى إخفاء ندوب الأسفلت المتهالك قبل الأوان، وحل مشكلة الاختناقات المرورية أمام تجمعات المطاعم والمقاهى المنتشرة على جوانب الطرق الرئيسية بلا أماكن انتظار للسيارات، أو الانقطاع المتكرر للمياه بسبب انفجار المواسير.

إننا أمام حالة علينا التوقف عندها والبحث عن عناصر الخطأ، وكشف الفساد أو الإهمال الجسيم الذى يعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر، فالمطر ليس شيئا خارج التوقعات، وإنما حدث سنوى لا يمكن أن نقول إنه مفاجئ، حتى لو كانت الأمطار أشد غزارة من المعتاد، فتصميم الشوارع ومصارف المجارى يجب أن تكون مواصفاتها مراعية أشد الظروف سوءا، وأن تكون سالكة ولها صيانة دورية، ومواصفات الأسفلت قادرة على تحمل المطر مهما كانت شدته، مادامت ليست سيولا قادمة من الجبال فى الطرق الصحراوية أو الجبلية وإنما شوارع وسط المساكن.

إن مساءلة رئيس جهاز القاهرة الجديدة ومساعديه خطوة ضرورية لا تتوقف عند حد أسباب تقاعسهم عن التحرك السريع لإنقاذ السكان، وإنما عن غياب شبكة الصرف المناسبة وعدم تحرك شاحنات شفط المياه وأسباب ذوبان الأسفلت والانهيار الأرضى فى بعض الأجزاء، وهذه المساءلة والمحاسبة يجب أن تمتد لأى مسئول يقصر فى أداء مهامه، ليعرف أن العقاب ينتظر كل مهمل أو مقصر أو فاسد.

عيد تحرير سيناء

جاءت هذه الذكرى الغالية فى ظل ظروف صعبة تعيشها سيناء، بسبب الجماعات الإرهابية التى تحاول النيل من هذا الجزء الغالى من وطننا، الذى سالت عليه دماء جنودنا وضباطنا فى معارك سيناء. فهذا الجزء العزيز من مصرنا كان مطمعا وبوابة للغزاة، ولهذا لا نجد عائلة مصرية إلا وسقط لها شهيد أو جريح على هذه الأرض المقدسة التى تشهد بالتضحيات فى المعارك التى جرت على أرضها، وآخرها المعركة مع الإرهاب الأسود، الذى استغل حالة عدم الاستقرار وتربص بسكان سيناء، وجعل منهم دروعا بشرية يختبئ فيهم، ليعانوا من الإرهاب الذى جعل من حركتهم مخاطرة جسيمة بل قد يقتحم عليهم بيوتهم، لكن جنودنا وضباطنا البواسل عازمون على تطهير كل جزء من سيناء، والقضاء على كل خلايا الإرهاب لتتهيأ سيناء لأكبر مشروعات التنمية التى بدأت بشائرها تطرح الأمل.

لكن عودة الأمن بشكل كامل إلى المنطقة الواقعة بين العريش ورفح تحتاج إلى أن يتكامل الجهد الأمنى والتضحيات بدماء أبطالنا مع دور أبناء سيناء، فهذا النوع من الإرهاب البغيض ليس له مكان محدد، وليس عدوا تقليديا له معسكرات وخطوط قتال معروفة، وإنما خلايا متخفية وسط السكان ترتدى نفس ملابسهم، ولها نفس الملامح والأسماء، وإن كانت تعمل لمصلحة الأعداء، وتحمل لنا أحقادهم ورغبتهم فى وأد حلم التنمية والتطور والتعمير والبناء، ولهذا كان لأبناء سيناء دور مهم فى استئصال هذا الخطر الذى يهدد حياتهم ويحرمهم من استكمال أضخم مشروعات التنمية فى هذه الأرض التى حرمها الأعداء طويلا من الحياة الطبيعية، وآن أوان أن تنعم بما تستحق من اهتمام وأولوية فى الاستثمارات، بما يليق بتضحياتهم وأهمية وقدسية أرض سيناء الغالية.

إننا نحتفل بعيد سيناء وأيدى أبطالنا على الزناد، لكن العيد المقبل ستكون أيادى التعمير والبناء هى من تملأ ربوع سيناء شمالها وجنوبها ووسطها، وها هى أنفاق التعمير تمتد تحت قناة السويس لتزيد من ارتباط سيناء بباقى المحافظات، وتحمل معها الخير لسيناء وجموع الشعب المصرى، لأن سيناء ستكون قلعة إنتاج ومنبع خيرات، ونقطف منها ثمار تضحيات أبنائنا الذين لم يبخلوا عليها بدمائهم، ولن تبخل علينا سيناء بخيراتها لنحتفل بعيد تحرير سيناء من الإرهاب، مثلما تحررت من العدوان والاستعمار.

 

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمطار تكشف خبايا الإهمال الأمطار تكشف خبايا الإهمال



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon