توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الحدث : فك الارتباط الإسرائيلي الفلسطيني الهش لمصلحة من؟

  مصر اليوم -

في الحدث  فك الارتباط الإسرائيلي الفلسطيني الهش لمصلحة من

بقلم : طارق أشقر

“دورة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ” …. هو الاسم الذي أطلقه المجلس المركزي الفلسطيني على دورته العادية الثامنة والعشرين التي انعقدت يومي الأحد والاثنين الماضيين بمدينة رام الله بفلسطين المحتلة، حيث صدرت عن ذلك الاجتماع الكثير من القرارات المصيرية بشأن الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقد تمثل أبرز تلك القرارات في إقدام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية على تكليف اللجنة التنفيذية للمنظمة بتعليق (الاعتراف بدولة اسرئليل)، وهو ما أسماه بعض المراقبين بقرار فك الارتباط الهش بين الفلسطينيين وإسرائيل، متسائلين عمن الذي سيعود عليه هذا القرار بالنفع، اسرائيل أم الفلسطينيين؟

وعلى الرغم من صدور قرار فلسطيني سابق في عام 2015 بوقف التنسيق الأمني بين تل ابييب ورام الله، وهو ما شكك في جديته الكثير من الفلسطينيين انفسهم، الا ان النسبة الكبيرة في التصويت التي حظي بها قرار فك الارتباط اي سحب الاعتراف مما كسبه تأييد عضوية المنظمة في الشارع الفلسطيني، فإن بعض المراقبين يرون ان قرار سحب الاعتراف سيضيف على الحكومات الإسرائيلية المقبلة اعباء اضافية تتعلق بالأمن وأحكامه داخل اسرائيل.
غير ان هذا المحور نفسه سيجر على الفلسطينيين المزيد من الإجراءات التنكيلية التي تضيق بها اسرائيل الخناق على الشعب الفسطيني الأعزل، وذلك بحجة السعي لضبط الأمن وحماية الشعب الإسرائيلي وضمان سلامته.

وبوجود عدد من الفصائل الفلسطينية ظلت طوال سنوات التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي تأخذ موقفا رافضا لعمليات السلام مع تل ابيب، فإن اقبال اللجنة المركزية للمنظمة على خطوة فك الارتباط اي سحب الاعتراف، يرى فيها الكثيرون بأنها خطوة قد تسهم في توحيد الجبهة الداخلية للفلسطينيين، ولربما تسهم في ردم الهوة بين المنظمة والفصائل الفلسطينية الأخرى الرافضة لعمليات السلام مع إسرائيل.

غير ان هذا الضوء في اتجاه توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية، لن تغفل عنه اسرائيل، خصوصا وانها تدرك جديا خطورته الأمنية بالنسبة لها، مما ينذر باحتمالية اقبالها على اجراءات أكثر صرامة، قد تتمثل في غارات او هجمات وقائية على بعض الفصائل الفلسطينية بحجة تحجيمها وتكسير قدرتها على القيام بأي عمليات عسكرية ضد اسرائيل.
وفي سياق الحديث عما يمكن ان تقوم به اسرائيل من عمليات وقائية انتقائية او عشوائية، فإن بيان سحب الاعتراف بإسرائيل، والذي تم اتخاذه في ظل حالة من الوهن السياسي العربي، والضعف العسكري العربي رغم امتلاك العرب لترسانات متراكمة من الأسلحة اصاب بعضها الصدأ، سيجد لإسرائيل المبرر للانفراد بالفلسطينيين وهي على يقين بأنهم لم يعد وراءهم من يخشى منه من وحدة صف عربي ومتانة قرار عربي كانت تهتز له ارجاء تل ابيب، خصوصا عندما كانت جامعة الدول العربية تدعو لأي اجتماع عاجل، وذلك قبل ان يتحول صدى زئير قراراتها إلى توصيات خجولة واصوات خافتة من الشجب والإدانة والتنديد.

وعليه، ورغم ان بيان سحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، قد اعاد الروح في حيثياته إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين التي كادت ان تتلاشى المطالبات بها خلال مراحل المفاوضات بين الطرفين، حيث اكد البيان على ربط استمرارية الاعتراف بإسرائيل بأهمية اعتراف الأخيرة بالدولة الفلسطينية وبحق اللاجئين في العودة إلى اراضيهم، وتأكيده رفض ما يسمى “بصفقة القرن”، مما يعني البعد عن المساومة بمصائر الفلسطينيين عبر صفقات غير مضمونة وغير واضحة وليست معلنة كصفقة القرن الغامضة، الا ان الظروف الجيوسياسية للمنطقة العربية في الراهن السياسي الحالي ترجح كفة ان فك الارتباط الفلسطيني الإسرائيلي الهش قد لا تكون في صالح الفلسطينيين في الوقت الحالي، وذلك رغم خسارة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من هذه الخطوة.

نقلا عن الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الحدث  فك الارتباط الإسرائيلي الفلسطيني الهش لمصلحة من في الحدث  فك الارتباط الإسرائيلي الفلسطيني الهش لمصلحة من



GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 03:57 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

GMT 02:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon