توقيت القاهرة المحلي 10:36:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الحدث.. وماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالسودان

  مصر اليوم -

في الحدث وماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالسودان

بقلم - طارق أشقر

جاء قرار الحكومة السودانية الأول بإطلاق عدد يفوق الثمانين شخصاً من المعتقلين السياسيين والناشطين والطلاب الذين كانوا محتجزين على خلفية الاحتجاجات التي شهدها الشارع السوداني خلال الفترة الماضية، مبشراً بحدوث انفراجة سياسية كان يتطلع إليها الشارع السوداني منذ اتخاذ الحكومة لحزمة من القرارات ذات الصبغة الاقتصادية التي أدت نتائجها إلى تضييق ظروف المعيشة لقطاع عريض من المواطنين خصوصا من ذوي الدخل المحدود.

وفيما كان انطلاق الاحتجاجات تعبيراً عفويا من المنكوين بنار تداعيات الإجراءات الاقتصادية التقشفية التي طبقتها الحكومة برفع الدعم عن السلع الأساسية بما فيها الدقيق وغيره من السلع الضرورية، فمن الطبيعي أن تصبح تلك الظروف الاقتصادية الخانقة فرصة سانحة للمعارضة الداخلية والخارجية لتوسيع دائرة الاستقطاب السياسي، وكلاهما أي الاحتجاجات الشعبية العفوية، والمعارضة السياسية المنظمة، يصنفان بالسودان بأنهما من الممارسات السياسية الأصيلة في الشارع السوداني الذي يتمتع بثقافة سياسية متأصلة لم تنكرها أو تستنكرها كافة الأنظمة التي حكمت السودان سواء كانت ديمقراطية أو عسكرية أو انتقالية أو غيرها.
وعليه، وبينما يعتبر التعاطي السياسي للمواطن السوداني البسيط بمختلف فئاته العمرية، وبمختلف درجات وعيه ومشاربه السياسية والثقافية أمراً أقرب إلى منهاج الحياة اليومية للمواطن السوداني، فإن استمرار حالات الاستقطاب السياسي على الدوام لدرجة يصبح فيها ذلك التعاطي السياسي اليومي مع قضايا الحياة التي يتعلق غالبيتها بمتطلبات المعيشة اليومية، فينبري سؤال عن وماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في السودان اليوم؟
وبما أن السؤال موجه إلى الحكومة السودانية التي هي المحرك الأساسي سواء لآليات إطلاق الحريات السياسية وتوسيع نطاقاتها، أو لغضبة الشارع العفوية بحكم مساسها بلقمة عيشه والتأثير عليها بقوة القرار السياسي النافذ المفعول، فإن الإجابة عليه وطالما أنها ستكون من جانبها ، فالبضرورة أن تكون محددة الاتجاه، ألا هو في العشم في اتخاذ بعض الإجراءات الإصلاحية التي يرجى منها ردم الهوة السحيقة التي أحدثتها الإجراءات الاقتصادية التقشفية بين الدخل المحدود للمواطن البسيط والمنصرفات الفالتة على المتطلبات الحياتية اليومية.
ولذلك يتمنى المراقبون على الحكومة السودانية التي أطلقت سراح المعتقلين السياسيين والمحتجين والطلاب والمتفاعلين مع قضاياهم اليومية، بأن توسع تلك المساحة الانفراجية، وذلك عبر اتخاذ المزيد من الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية في كل مايمس حياة الناس، سواء بالتراجع عن رفع الدعم عن بعض السلع الضرورية .. وليس عيبا التراجع عن قرارمحدد إذا تبين أن أضراره تطول الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي أيضا.
وعلى الجانب الآخر، فإن المرحلة المقبلة، تطلب أيضا استيعابا عقلانيا من الاقتصاديين وشركات الاستيراد والتصدير لمتطلبات مرحلة مابعد رفع الحظر الاقتصادي الأميركي عن السودان، حيث يبدو أن إعادة فتح قنوات التجارة الخارجية للسودان قبل إعادة تأهيل مؤسساته الإنتاجية ربما أتي بنتائج عكسية أدت إلى زيادة الطلب على العملات الصعبة كالدولار للإيفاء بالتزامات تجارية ومالية خارجية دون أن تبدأ المؤسسات الإنتاجية في إنتاج وتصدير مايكفي بأن يضمن للدولة عائدات مقدرة من نفس العملات لتغطي أو تقارب الطلب على تلك العملات للاستيراد الخارجي.

وبهذا يظل السؤال قائما ثم ماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وأحسب أن الإجابة بيد الحكومة وماهي إلا قرار سياسي شجاع يمس حياة الناس إيجابا وأسهله هو إعادة الدعم لبعض السلع الأساسية فضلا عن زيادة مخصصات الصحة والتعليم في الموازنة العامة للدولة، وحينها سيخلو الشارع السوداني من المحتجين فيماعدا المحتجين على أداء فريقي الهلال والمريخ لكرة القدم الذين هم أكثر حرصاً على أن يتأبط كل فرد منهم جريدته الصباحية حتى لو لم يكن يملك ما يشتري به صحن الفول بالجبنة و”الطعمية ” في ” فتة ” ضحوية تجمع الأحباب والأصحاب والقاصي والداني ومن يمر بجانبهم الذي يدعونه بإصرار ليشاركهم لقيمات الفتة أو كما تعرف سودانيا وشعبياً بــ ” اللهمات أي لهمة لهمتين “من الأكلات الجماعية التي يحرص عليها السودانيون في مختلف ظروفهم الاقتصادية .

نقلا عن الوطن العمانيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الحدث وماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالسودان في الحدث وماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالسودان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon