توقيت القاهرة المحلي 04:11:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواقع غير المعيش

  مصر اليوم -

الواقع غير المعيش

بقلم - أمينة خيري

أطالع الأخبار الرصينة الموثقة المؤكدة الواردة على موقع «المصرى اليوم». أقرأ وأستوعب وينتبانى شعور بأن «كله تمام» باستثناء حادث هنا أو عطل فنى هناك أو تصريح غير موفق هنا وهناك. إنها طبيعة الأخبار الرصينة، مهما ارتفع عدد قتلى الحادث، أو تعمَّقت آثار العطل الفنى، أو توحشت تبعات التصريحات المارقة.

تحرك «الفأرة» لتطالع ما يلى قسم الأخبار الرصينة. وليتك ما فعلت! فإنك ترى حياتك بجوانبها اللعينة، وتفاصيلها المخيفة، ومكوناتها المقرفة، ونعوتها التى تسببت فى إصابتك بالضغط والسكرى وما خفى كان أعظم. «مواطن كاد يفقد حياته على مطلع الدائرى». ألا تتعرض لذلك كلما اضطررت لاجتياز هذا الطريق اللعين؟ ألا تعرف على الأقل شخصين أو ثلاثة فقدوا حياتهم على هذا الطريق؟ ألست على يقين بأن مسؤولى تأمينه ومراقبته الذين يغطون فى نوم عميق يحظون بأكبر كم من الحسبنة من المظلومين والمظلومات؟

تقرأ عن مياه الصرف الصحى التى تحاصر عقارات فى المنصورة. تتذكر فوراً آخر مرة طفحت فيها ماسورة المجارى على مقربة من بيتك. تكاد الرائحة الكرهية تزكمك. تتضامن وتتعاطف فوراً من أقرانك المحاصرين بمياه الصرف فى المنصورة.

تطالع صوراً مصحوبة بقصة خبرية عن المعاناة التى يتكبدها أهل الدقى بسبب تراكم جبال القمامة حول بيوتهم ومدارس أطفالهم. تتذكر فوراً تل القمامة القابع عند أول شارعك، وكيف أنك تنزل أحياناً فى الليل البهيم لتهش القطط بعيداً عن التل آملاً فى غد لا يأتى يحمل معه حلاً لمشكلة «كيس الزبالة» التى حلها العالم كله إلا قليلاً.

تشاهد فيديو صوَّره مواطن مصرى مقيم فى إيطاليا أثناء زيارة لمصر ركب فيها القطار الإسبانى من الإسكندرية إلى الأقصر حيث عايش رحلة قبح على مدار 12 ساعة. هباب على الجدران، حمام قذر ناقل للأمراض، ركاب يتعاملون مع القطار باعتباره عدواً يجب إلحاق أكبر قدر من الأذى به. تتذكر فوراً رحلتك الأخيرة على متن قطار الإسكندرية، وكيف أنك ظننت أن حجزك فى الدرجة الأولى يضمن لك نظافة ورحلة هادئة، فإذ بانعدام قيم النظافة يحاصرك، وتبخر قواعد اللياقة والتهذيب يكاد يقتلك.

تستوقفك صور من «أرض اللواء» تحمل أنين سكان يعانون الأمرّين من مملكة الباعة الجائلين الذين احتلوا الأرصفة وتوغلوا إلى حرم الشوارع تحت مرأى ومسمع من مسؤولى إنفاذ القانون.

فى الجزء الخاص بـ«صحافة من وإلى المواطن» تشعر أنك فى بيتك بين أهلك وناسك. إنها تفاصيل لحياتك اليومية. بينما تقرؤها لا تشعر بالحاجة إلى أن ترتدى بدلة وكرافت وحذاءً ضيقاً ببوز كما تفعل وأنت تطالع تصريح الفريق سامى عنان وهو يقول إنه مرشح مدنى وإن علاقته بالسيسى طيبة، أو إن غالبية نواب البرلمان وقَّعوا استمارات تزكية لترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية، أو إن حملة المرشح المحتمل خالد على تقدمت بشكاوى ضد عدد من مكاتب الشهر العقارى، أو استكمال محاكمات الإخوان، أو اعتماد دورة الأمن القومى للأئمة المتميزين، أو حتى متابعة تصريحات ترامب عن دول «الحثالة»، أو الآفاق المستقبلية لميركل، أو التوسعات الاستيطانية لنتنياهو.

كل ما سبق أخبار مهمة. لكن المواطن هرم منها وكلَّ وملَّ. هى مطلوبة وأساسية لإعلام المواطنين وإخبارهم وإشراكهم فى الحياة العامة. لكنها حين تزيد على الحد تنقلب إلى الضد. لن نأكل أخبار ترشحات، أو نرتدى خناقات توكيلات، أو نُعالج بمحاكمات الإخوان والوزراء السابقين، أو نرتقى من البالوعة الثقافية والفكرية بأخبار دورات الأمن القومى للأئمة. حتى عنصر الترفيه والترويح عن النفس لا يتوفر فى الأخبار الرصينة. صحافة المواطن بقلمه وكاميرته وهاتفه المحمول تنقل واقعاً معيشاً هنا ينافس الواقع المعيش هناك، والله أعلم!

 

 

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع غير المعيش الواقع غير المعيش



GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 03:57 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

GMT 02:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon