توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنان.. «ألغام» على الطريق

  مصر اليوم -

عنان «ألغام» على الطريق

بقلم - محمد عصمت

الانطباع السائد عن سامي عنان أنه قائد عسكرى كلاسيكى لا تنقصه الصرامة، عقليته السياسية لا تتعدى أفق دولة مبارك، وباعتباره ابنا بارا لها فإنه يعادى بطبيعة الحال ثورة يناير بكل ما نادت به من شعارات بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، وبكل مطالبها بالتعددية السياسية وتداول السلطة وإنهاء هيمنة أجهزة الأمن على كامل تفاصيل حياتنا العامة بكل مؤسساتها الحزبية والنقابية والتعليمية والصحفية والإعلامية والثقافية بل والفنية والرياضية أيضا.

لكن الرجل، فى خلال أيام قليلة فقط، نجح فى إجراء تغييرات كبيرة على الصورة الذهنية المشهورة عنه، فبجانب إشارته فى خطابه القصير الذى أعلن فيه نيته الترشح لرئاسة الجمهورية إلى ضرورة استعادة قيم ديمقراطية وحقوقية يتضمنها الدستور تم تغييبها عن المشهد السياسى الراهن، فقد جاء اختياره لكل من د. هشام جنينة ود. حازم حسنى كنائبين أو مساعدين له إشارة واضحة بأنه ينوى تقديم مشروع سياسى مناهض لكل التوجهات الاقتصادية والسياسية الحالية فى مصر، وهو ما يمكن رصده فى ثلاث نقاط أساسية:

ــ إعادة الدماء لشرايين السياسة المسدودة بتأكيد عنان فى خطابه على أن سبب كل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية واهدار مواردنا، هو تهميش القطاع المدنى فى الدولة، وتحميل الجيش وحده عبء حلها.
ــ انحيازه الواضح إلى ضرورة تفعيل نظام سياسى ديمقراطى تعددى يحترم الدستور والقانون، ويستند إلى إحياء قيم النظام الجمهورى وعلى رأسها تقاسم السلطة بين مؤسسات الدولة.
ــ إعلانه تكوين بنية مدنية فى تركيبة مؤسسة الرئاسة باختياره الذكى لجنينة وحسنى كـ«نائبين» له بأفكارهما وتوجهاتهما المؤيدة لقيم ثورة يناير، يعطى دلالات واضحة على طبيعة توجهاته السياسية التى تريد أن تبنى جسورا للتلاقى مع ملايين الغاضبين فى مصر وبخاصة فئات الشباب، وتفتح أمامهم أبوابا موصدة فى وجوههم لكى يشاركوا فى الشأن العام.

على الرغم من كل ذلك، فإن العقبات التى تواجه عنان لا تقتصر فقط على تجاوزه الألغام التى يضعها البعض أمامه لمنعه من الترشح أصلا، فنحن لا نعرف سوى عناوين عريضة يمكن أن نستشف من خلالها ما يستهدف الرجل تحقيقه إذا فاز بالرئاسة، ولكننا لا ندرى شيئا عن الطريقة أو الآلية التى سيحل بها أزماتنا المتفاقمة، بداية من مفاهيم العدالة الانتقالية التى يمكن أن تفتح مجالا واسعا للمصالحة الوطنية وتخفيف الاحتقان السياسى فى البلاد والقضاء على أكبر مسببات الإرهاب، مرورا بكيفية التعامل مع روشتة صندوق النقد الدولى فيما يسمى بالإصلاح الاقتصادى والتى تسببت فى رفع الأسعار وزيادة معدلات الفقر، ومواجهة أزمات المياه بعد سد النهضة، نهاية باستحقاقات ما يسمى بصفقة القرن والعلاقات مع إسرائيل وأمريكا، والعلاقات الإقليمية بمحاورها المتصارعة على الهيمنة على المنطقة.

الشىء الوحيد المؤكد حدوثه إذا تم قبول ترشح عنان هو أننا سنشهد انتخابات حقيقية، ستشارك فيها نسب كبيرة من الناخبين تبعد عنها شبح المقاطعة الذى يهددها، وستفتح الكثير من الملفات المسكوت عنها فى حياتنا السياسية، بل ربما تحمل فى طياتها إمكانيات واسعة لوقف مساع دءوبة يبذلها البعض لإهدار مواد الدستور التى تتعلق بالحقوق السياسية والاقتصادية.

دخول عنان السباق الرئاسى فى نظر الكثيرين من المعارضين اختبار حقيقى لشرعية لنظامنا السياسى ومدى ديمقراطيته، وفوزه فى الانتخابات يحيى آمالهم فى إمكانية توسيع المجال العام أمام مشاركات شعبية حقيقية فى صنع القرار، وتحريك المياه الراكدة فى حياتنا السياسية برمتها، قبل أن تنفجر براكين من الفوضى غير المسئولة وغير المحسوب عواقبها!

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنان «ألغام» على الطريق عنان «ألغام» على الطريق



GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 03:57 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

GMT 02:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon