توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حظر الغضب

  مصر اليوم -

حظر الغضب

بقلم : سمير عطا الله

عندما توفي الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا، قالت: «لقد فقدت الرجل الوحيد الذي كان يناديني يا فيكتوريا». آداب القصور غير آداب العامة. ما إن يقسم رئيس الدولة اليمين الدستورية حتى يدخل في أَسْر الخطاب: لم يعد مسموحاً له اليوم بما كان مفتوحاً أمامه أمس.

لذلك، يحرص معظم رؤساء العالم على قراءة نص مكتوب تجنباً لخطأ عفوي يتحول إلى أزمة. وذات مرة، كان هنري كيسنجر يعقد مؤتمراً صحافياً في أوتاوا. وظن لدى انتهاء المؤتمر أن مكبرات الصوت قد أُطفئت، فقال عن جاكلين كيندي كلاماً توصف به الغانيات. وقامت ضجة في صحافة العالم، لأن وزير خارجية أميركا استخدم عبارة قد يستخدمها أي إنسان عادي دون حرج.
«تويتر» فتح الضوابط عند الناس. صار المستخدم يحكي كأنه يخاطب نفسه في غرفة مغلقة، غير مدرك أنه يحكي في الملأ وبصوت مسموع. دونالد ترمب دخل لغة «تويتر» وعممها أيضاً.

التصريحات العنصرية التي أدلى بها أمام عدد من أعضاء الكونغرس حول شعبَي هايتي والسلفادور، و«الثقوب القذرة» أضافت عنواناً آخر إلى متاعبه الألسنية.
لم يعد يكفي القول إن النص «أُخرج من السياق» لأن السياق نفسه مسجَّل هذه الأيام. والذين نقلوا الكلام عن الرئيس الأميركي رجال محلّفون يمكن أن يفقدوا عملهم السياسي برمّته إذا تبين أنهم كذبوا. لقد خسر ريتشارد نيكسون رئاسة أميركا لأنه حاول إخفاء جزء من كلامه عن المحققين. وكل اجتماع في البيت الأبيض مسجّل إلا في مخدع الرئيس.

أعطى ترمب خصومه هفوة إضافية يعملون عليها. ومعظم هذه الهفوات هي حول ما قال الرئيس، وماذا قال، وماذا قال معاونوه، وماذا خرج من سياقهم. لذلك، الحل في أن يضبط أهل البيت الأبيض خطابهم، وأن يعود الرئيس إلى المتحدث باسمه، وهو، للمناسبة، منصب بمرتبة وزير. «لا جمال في الغضب»، قال غوته. الغضب يُفقد الإنسان أعصابه، وأحياناً رشده. ومن سوء حظ المسؤول أو من حسنه، أن الغضب ممنوع عليه. وممنوع عليه الخروج على أي سياق كان. كل ما يفعله واقع تحت بند سوء استخدام السلطة، فعندها تتحول السلطة إلى ضعف.

نقلا عن صحيفه الشرق الاوسط اللندني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظر الغضب حظر الغضب



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon