توقيت القاهرة المحلي 03:18:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجمبري مشوياً

  مصر اليوم -

الجمبري مشوياً

بقلم-سمير عطا الله

أحب فيدل كاسترو ما أحب سواه: الطعام والنساء. لكن أيضاً الطعام والكلام. ثم أضاف إلى هذا وذاك تلك الثورة، إلا أنه أحب كل ما أحب بإفراط. وسوف يخطر لك فوراً أن أكثر ما أفرط فيه هو حب الثورة: ستة عقود دون ذلك الملل الذي يصيب محبي لينين. ثم تستدرك: بل لعله الكلام عند رجل كانت خطبه الحزبية تتجاوز ست ساعات، وتستمر أربعاً في المعدل العادي. لكنك تتذكر الزيجات والعلاقات غير الشرعية، والأبناء غير الشرعيين، فتقول، إنها حتماً المرأة، كما في الروايات الروسية والمسلسلات المكسيكية وأفلام «وحياة» رشدي أباظة.
أيضاً لا. لقد كان مغرماً بالطعام في ظل نظام شيوعي يعاني غالباً من النقص فيما سماه زياد الرحباني «المواد الأولية». ولم يكن كاسترو يدعى إلى منزل صديق إلا ويتجه مباشرة إلى المطبخ لإعداد الطعام بنفسه. وأحياناً، كانت صاحبة المنزل تدعوه، في مزيج من التحبب والتأنيب، إلى إخلاء المطبخ مخافة إفساد الطعام.
كان الكوبيون أيضاً يحبون كاسترو ويحبون الطعام. ولم يحبوا كثيراً فترة القلّة والطوابير الطويلة التي عرفت بـ«المرحلة الخاصة». وكثرت خلالها النكات كما في الأنظمة الاشتراكية الأخرى. وراجت واحدة تقول «ما هو الجامع بين البراد الكوبي وجوز الهند؟ الجواب: كلاهما مليء بالماء فقط». وقالت نكتة أخرى، إنه رُفعت في حديقة الحيوانات لافتة كتب عليها «ممنوع إطعام الحيوانات». ثم غيرت إلى «ممنوع أكل طعام الحيوانات». وفي النهاية إلى «ممنوع أكل الحيوانات».
وخلال «المرحلة الخاصة»، استعان التلفزيون الحكومي بطاهية شهيرة من أيام الديكتاتور باتيستا، كي تقدم وجبات قائمة على البطاطا وخالية من اللحوم. لكن على بعد 70 ميلاً في فلوريدا، كان التلفزيون الأميركي يقدم صور الطهي المليء بأنواع اللحوم والطيور. ورعى كاسترو بنفسه برامج تطوير الزراعة واستيراد البقر الكندي الحلوب، وزرع أشجار الفاكهة.
ويروي فراي بيتو في كتاب عن لقاءاته مع كاسترو، كيف كان القائد يروي له بمنتهى الدقة كيفية تحضير القريدس (الجمبري): «من المفضل عدم طهيه لأن الماء المغلي يضعف طعمه ويخفف مذاقه. لذلك؛ يشوى لخمس دقائق وكفى».
نمت هذه الهواية عند فيدل مذ كان طالباً. وعندما كان أستاذه مورينيو فراجيل يدعوه إلى منزله، كان يتجه مباشرة إلى المطبخ ليساهم في إعداد الوجبة. إياك أن تغلي الجمبري.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمبري مشوياً الجمبري مشوياً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon