توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرادة ألا تكون على الهامش

  مصر اليوم -

إرادة ألا تكون على الهامش

بقلم : أحمد الصاوي

لو سألتنى ما الذى ينقص العرب ليكونوا قوة ذات تأثير فى العالم؟ سأجيبك بسؤال أيضاً يقول: ما الذى ينقص الفرق الأفريقية للفوز بكأس العالم فى كرة القدم؟!.

من جانب تمتلك هذه الفرق لاعبين على مستوى عال جداً فى الكفاءة والمهارة، تعتمد عليهم أنديتهم الكبرى فى الدوريات الأوروبية، وتدفع فيهم ثمناً باهظاً للفوز بمجهوداتهم، وتشاهدهم بنفسك يقودون هذه الأندية من فوز إلى فوز ومن بطولة إلى أخرى بأداء رائع ومبهر، كما تمتلك مدربين على مستوى عال أيضاً، خبرات أوروبية كبيرة فى التدريب، إلى جانب بيئة احتراف رياضى يتربى فيها اللاعبون من الصغر، بمعنى أن ما يقوله المدرب الأوروبى لا يبدو غريباً على أذهان لاعبين يقضون معظم أوقاتهم فى الملاعب الأوروبية بنفس «السيستم».

هل هى مسألة انتماء إذن؟. لا يمكن أن تصدر حكماً كهذا على إطلاقه، يكفى أن تنظر لبكاء اللاعبين عقب الخسارة، لتعرف أن فريقاً يضم 11 لاعباً فى الملعب ومثلهم فى الخارج، لا يمكن أن تشكك فى ولائهم لبلادهم على الأقل الغالبية منهم، وبالتالى هى ليست مسألة أموال، فمن جانب هم أغلى وأغنى اللاعبين فى تاريخ كرة القدم بالقارة، ومن جانب آخر قد تبخل حكوماتهم على أى شىء سواء فى خطط التنمية أو فى التعليم والصحة ولا تبخل على نجوم الكرة الذين يسعدون الشعب، ولك أن تتخيل ما الذى يمكن أن تفعله أى حكومة مهما كانت فقيرة لو فاز فريقها بكأس العالم.

المسألة وسط كل هذه التفاصيل لا تحتاج إلى تفكير كثير، ببساطة تذهب فرق البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين إلى كأس العالم  فى كل مرة لتفوز بها، مهما كان أداؤها سيئاً أو صفوفها غير مكتملة، وتذهب فرق مثل فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، وهى يحدوها الأمل، خصوصاً إذا كانت فى حالة فنية عالية، لكن الفرق الأفريقية والعربية ينتهى طموحها بمجرد النجاح فى التأهل لكأس العالم، تناضل من أجل هذا التأهل، وتزهو فرحاً به عندما يتحقق، وكأنه نهاية الإنجاز، أو قبلة المحبين فى نهاية أفلام الرومانسية السينمائية المصرية.

ليس شرطاً أن تكون الأفضل لتكون الكبير فى موازين القوى الكروية، المهم أن تمتلك إرادة البطولة، تلك الرغبة فى ألا تكون فى الهامش، أن يستقر فى قرارة نفسك أنك «كبير» وأن تعمل لخدمة ذلك، بعيداً عن الشعارات الجوفاء، لن تكون بطلاً إلا إذا أردت، وإرادتك لابد أن تلحق بها أفعالاً وليس أقوالا، بهذا المنطق تتعامل إسرائيل فى المنطقة، رغم أزماتها الداخلية وصراعاتها الخارجية، وتتحرك إيران غير مكترثة بالأزمات أمام الهدف  القومى الذى تحركه إرادة فى الظهور كبطل، وتسير تركيا على ذات المنهج، تناطح الآخرين علانية مؤمنة أنها دولة كبرى وليست «قبيلة»، وتعانى الهند والبرازيل من أزمات فقر وتخلف وأمية وترد فى الخدمات الصحية والتعليمية، لكنهما تتحركان بمعيار الدولة الكبيرة، تعملان على مواجهة الأزمات، ومضاعفة الإنتاج وتحسين الكفاءة وفرض النفوذ الدولى، وفى داخلهما يقين لا يتزعزع أنهما قوتان دوليتان كبيرتان.

البطولة قرار واختيار، وإرادة التأثير والبطولة ورفض التواجد على الهامش هى الفارق بين العرب والأفارقة وبين كثير من دول العالم الناهضة فى كرة القدم وفى السياسة الدولية أيضا!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرادة ألا تكون على الهامش إرادة ألا تكون على الهامش



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon