جمال الغيطاني
في محاضرة هامة للمشير محمد عبد الحليم ابو غزالة، اهدتها اسرته اليموقع يوتيوب علي جوجل، موجودة بالصوت والصورة، يحدد بدقة الاهداف الاستراتيجية للجيش المصري، أهمها الحفاظ علي قوة الجيش وتطوره، الدفاع عن مصر من أي اتجاه يأتي منه الخطر، تحقيق الاكتفاء الذاتي لاحتياجاته، هذه الاهداف فيمجملها مضادة لما هدفت اليه اتفاقيات الصلح مع اسرائيل التيكانت تريد تغيير عقيدة الجيش المصري القتالية.. وتحجيمه من حيث المعدات والتسليح، وهذا الجانب المتصل بوجود الوطن ذاته مازال مجهولاً، تولي المشير طنطاوي القيادة وحافظ علي الثوابت، وطور المشروع الاقتصادي للجيش والذي لم تفهم اغراضه علي مستوي الرأي العام. ولكن استناداً الي الحقائق التيحاولت توضيحها في مقالات عديدة يمكن اعتباره المشروع القومي الوحيد علي المستوي الاقتصادي الذي تم تنفيذه خلال العقود الأربعة الاخيرة، حافظ المشير طنطاويعلي كفاءة الجيش القتالية، وأوجد من الخطوات ما حقق بدرجة ما عدم احتكار مصدر واحد للتسليح وهذا ايضاً جانب دقيق، نري نتائجه ولا نعرف تفاصيله. وعندما وصلت مصر الي لحظة الثورة في يناير وخروج الشعب، كانت بعض المبادئ التي خرج من أجلها الشعب متحققة بالفعل، اولها رفض التوريث، لقد تحول ذلك الي عقيدة راسخة وعندي من الوقائع والتفاصيل ما يؤكد ما أكتبه، وهناك ما يتعلق منها بالقطيعة التي كانت قائمة بين المشير والمرشح للوراثة، أيضاً كان للمشير موقف معلن ضد بيع ثروة الشعب تحت المشروع الذي عرف بالخصخصة. وصل الي درجة توجيه المشير عبارات حادة في اجتماع لمجلس الوزراء وانسحابه منه مردداً »انتم بتبيعوا البلد».. وهذا مسجل ومعروف وله شهود أحياء، من أهم الامور الايجابية في العقود الاخيرة رفض مبدأ التوريث وخاصة من الجيش، المشير طنطاوي له فضل كبير في ذلك، لذلك كانت نقاط التلاقي بين الجيش والثورة عديدة، ولم يكن صدفة نزول مدرعات الجيش وعليها شعار »يسقط حكم مبارك»، جنب المشير مصر مصير سوريا والعراق وليبيا، عندما قاد عمليا عملية عزل الحاكم منذ الاعلان عن اجتماع المجلس بدون القائد الاعلي (رئيس الجمهورية) وبذل المشير جهداً هائلاً حتي لا يقع أي صدام ممكن خاصة بين الشعب والحرس الجمهوري وعندما انتقلت حشود الجماهير الي القصر الرئاسي كانت الطرق مفتوحة. ودبابات الحرس الجمهوري تدير مدافعها الي حيث لا هدف واماكن القناصة فوق أسطح العمارات، هذا لم تفعله قوي خفية ولكنه موقف الجيش الذي انحاز الي الشعب وفي المقدمة قائده العام، وعندما تكشفت حقائق القوي المريبة التي حاولت استغلال الثورة وافتعال صدام مع الجيش، كانت تعليماته المشير حازمة ومبدئية، التحمل في مواجهة عمليات الاستفزاز التي تنوعت من توجيه السباب المهين الي ضباط أمام جنودهم حتي حرق مدرعات بالمولوتوف، فيمواجهة هذا كله لم تخرج طلقة واحدة باتجاه الشعب، لنسترجع موقف الشرطة الأمريكية، أحد أفرادها شك في زنجي يحمل مسدس اطفال فأرداه قتيلاً علي الفور. مالا يتصوره أحد حتي لا يلوث تاريخه الذي لم يعرف صداماً مع شعبه قط، لذلك انزله الشعب موقعا عليا، بالتأكيد يقف في قلبه هذا القائد العظيم المشير محمد حسين طنطاوي.