بقلم - نهاد عرفة
في السياسة كل شيء مباح، الاختلاف والاتفاق، الخصام والتصالح، ليس في السياسة وحدها، أفراد الأسرة الواحدة يختلفون ثم يتفقون، وقد تتأجج الخلافات وتزداد مع تدخلات الغير، بعد ثورة يونيو عادت مصر لأحضان أفريقيا، وعادت أفريقيا للحضن المصري الذي فرد ذراعيه واحتوي كل الخلافات بعد سنوات طويلة من الخصام آلمت الجانب الأفريقي وسعت معه الدول الاستعمارية إلي الصيد في الماء العكر لعلها تستطيع أن تنهل من الخيرات التي حبا بها الله القارة السمراء، ناهيك عن التدخلات الإسرائيلية الصهيونية في العمق الأفريقي، للضغط علي مصر بمياه النيل، وتأتي القمة الأفريقية التي بدأت فعاليتها أمس الأول في أديس أبابا وترأس مصر لمجلس السلم والأمن خير شاهد علي التوافق المصري مع الدول الأفريقية، ولتعود مصر مرة أخري إلي مكانها الطبيعي الريادي لدول القارة، لقد استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي بحنكة سياسية ومجهودات كبيرة واضحة أن يعيد مصر للقلب الأفريقي مؤكداً علي الدور المصري الريادي والذي تم تتويجه باختيار مصر بالانتخاب لرئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019. وهو مغزي سياسي واضح يؤكد أن الدول الأفريقية بأكملها لا تستطيع الاستغناء عن مصر، مصر في قلب كل مواطن أفريقي، وكما قال، وأول من نبه، الفيلسوف والمفكر جمال حمدان، أشهر أعلام الجغرافيا المصريين خلال القرن الماضي، ، إلي التنافس الذي يتهدد المصالح المصرية في العمق الأفريقي وقال إنه لا مفر بل لابد أن يكون لأفريقيا مكان مهمّ في السياسة المصرية محدداً ثلاثة أسباب جوهرية تحتّم علي مصر الاهتمام بالبعد الأفريقي، الاقتصاد، الأمن، والتوغل الإسرائيلي
نقلا عن الاخبار القاهريه