توقيت القاهرة المحلي 23:58:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعنة مراكب الشمس

  مصر اليوم -

لعنة مراكب الشمس

زاهي حواس

كان الراحل العظيم أنيس منصور من المغرمين بالحديث عن لعنة الفراعنة وبفاعلية سحر الفراعنة الذي وصفه المولى عز وجل في كتابه الكريم بأنه سحر عظيم. وكان أنيس منصور رحمه الله يؤمن أن هناك لعنة تصيب كل من يتعامل مع الآثار الفرعونية، وقد كتب عن هذا الموضوع في عموده الشهير «مواقف» بـ«جريدة الأهرام»، كما كتب كتابا عن لعنة الفراعنة؛ عدد فيه كل القصص والحكايات التي تؤيد وجود اللعنة، كما ترجم كتاب الصحافي الألماني عن اللعنة والحوادث المتصلة بها.. وقد قص أنيس منصور حكاية الكشف عن مراكب الشمس سنة 1954؛ حيث كان يجلس مع كمال الملاخ - مكتشف مراكب الشمس - يتناولان الغداء في مطعم الإكسلسيور بوسط البلد، وتلقى الملاخ مكالمة تليفونية من الريس «جرس يني» الذي كان يشرف على العمال الذين يزيلون الأحجار والرديم من الجانب الجنوبي لهرم الملك «خوفو»..


وكان كمال الملاخ يعمل مهندسا بمنطقة الهرم، ودرس الآثار إلى جانب دراسته للعمارة وحصل على وظيفة مدير أعمال منطقة الهرم، وكان الريس جرس يني يعمل معه؛ ولذلك وحيث إن العمل هندسي فقد كلفته مصلحة الآثار بهذا العمل، وقال أنيس منصور إن الريس جرس أخبر الملاخ أنهم اكتشفوا حفرة بها أخشاب مركب. وعلى الفور جرى أنيس ومعه الملاخ إلى منطقة الهرم في عربة أنيس، وفجأة احترق موتور العربة، وأرجع أنيس هذا الموضوع إلى لعنة الفراعنة، وعندما وصلوا إلى منطقة الهرم قام الملاخ بعمل فتحة صغير للحفرة التي كانت مغطاة بأحجار ضخمة وأسفلها بقايا الأخشاب الخاصة بالمركب، وزحف على بطنه لينظر إلى ما هو موجود داخل الحفرة، وبعد ذلك حدث للملاخ مرض جلدي في يديه ورقبته وكل جسمه من شم رائحة التاريخ، التي يرجع عمرها إلى نحو 4500 سنة.. وبعد ذلك قام الملاخ بنشر هذا الكشف من خلال صحيفة الـ«نيويورك تايمز» دون الرجوع إلى مصلحة الآثار، وأعلن أنها مراكب شمس، وفي المقابل كتب عبد المنعم أبو بكر أحد علماء الآثار، والحاج أحمد يوسف الذي رمم المركب، أنها ليست مراكب شمسية، وقام محمد حسنين هيكل، الذي كانت تربطه صداقة بالملاخ، بإقناع الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة الكشف الجديد، وسافر الملاخ إلى أميركا ليحاضر عن المركب، وعاد من رحلته ليفاجأ بأن مصلحة الآثار خصمت من مرتبه 15 يوما ونقلته من منطقة الهرم، وعرض عليه هيكل الاستقالة والعمل في جريدة «الأخبار»، وبعد ذلك انتقل إلى «الأهرام»، وظل يشرف على الصفحة الأخيرة.. ورغم أن كشف المراكب كان سبب شهرته فإنها كانت سببا في وفاته.


فقد تعاقد الراحل الدكتور أحمد قدري، وكان رئيس هيئة الآثار في ذلك الوقت، مع الجمعية الجغرافية لعمل ثقب تدخل من خلاله كاميرا لتصوير ما في باطن الأرض، ولم يكن أحمد قدري على وفاق مع كمال الملاخ ولذلك لم يكن الأخير ضمن فريق العمل.. وظل الملاخ يشكو قدري لكل المسؤولين في مصر، وأذكر أنه اتصل بي قبل سفري إلى أميركا لحضور افتتاح معرض «رمسيس الثاني» بمدينة دنفر، وطال الحديث لمدة ساعة ونصف الساعة وهو يشكو تجاهله، وكنت أحس بالحسرة والدموع في صوته، وسافرت إلى أميركا في المدينة التي يعيش فيها أخوه رجائي الملاخ وزوجته دورثيا، وفي صباح أحد الأيام اتصلت بي بالفندق وقالت: «د. زاهي: مات كمال الملاخ!».

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة مراكب الشمس لعنة مراكب الشمس



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon