توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأقصى فى انتظار الحسم!

  مصر اليوم -

الأقصى فى انتظار الحسم

فريدة الشوباشى

يخطئ من يتسرع فى تفسير كلمة الحسم ،بأن القصد منها هو حسم الصراع الإسرائيلى العربى ومن ثم تحرير القدس الشريف حيث ،المسجد الأقصى ،أولى القبلتين وثالث الحرمين..بل الحسم هنا

هو ما ستسفر عنه الحروب المذهبية والعرقية والطائفية،التى اندلعت فى المنطقة وكأننا قد عدنا قرونا عدة الى الوراء،والتى قد تستمر ،اذا لم نستيقظ من سباتنا المذهل ،وتراخينا ،سواء عمدا أو عن جهل،عن التصدى لجميع الدعاوى المشبوهة ،عددا غير معلوم من القرون ونخرج بذلك من التاريخ،وهو ما  تنتظره، بأعصاب هادئة ،بل باردة ،اسرائيل ،لتقرر بعد حروب لن تبقى ولن تذر،لمن ،ممن تبقى من المسلمين، ستسلم الأقصى .. أللسنة أم للشيعة.لقد تغيرت أمور كثيرة فى العقود الأخيرة ،خاصة بعدما انفردت الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على العالم ،على إثر انهيار الاتحاد السوفيتى السابق ،وبدت تتصرف بصورة هوجاء فى مقدرات الكرة الأرضية ،عامة،والوطن العربى على وجه الخصوص،والذى اطلقت عليه،ونحن من ورائها،وصف الشرق الأوسط،وأسفرت ببجاحة منقطعة عن وجهها القبيح ،باضافة «الكبير» الى هذا الشرق..!

ولا أتصور ان قادة الدول العربية قد غاب عنهم دلالة قرار الحاكم الامريكى للعراق الذى استهل تنفيذ التفتيت بحل الجيش العراقى، وهو يعرف تماما، انه بذلك، انما قد فكك الدولة العراقية.. ولا أظن أن القادة العرب، لم يفطنوا الى دخول مخطط الشرق الأوسط الكبير طور التنفيذ بالدستور العراقى، الذى أعده يهودى امريكى، بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات«سنية،شيعية، كردية».. وكعادتها المخادعة،غلفت هذا التقسيم المدمر ،بعنوان جذاب، بدعوى «العدالة» فى تقسيم ثروات البلد وهو ما سمته المحاصصة!... ولا أحد يسأل أين بول بريمر ولا أبريل جلاسبى، السفيرة الأمريكية فى بغداد،قبل الغزو الأمريكى، عام 1993، التى أكدت. للرئيس العراقى الراحل صدام حسين، ان واشنطن «لا تسمح بأى عدوان على السعودية ،لكنها ليست مرتبطة بأية معاهدات دفاعية مع الكويت».والبقية معروفة ..وأمريكا ،بمعاونة أطراف عربية،نشطت فى «أسلمة» جميع الصراعات ،وكان من أبرز هذا التوجه ،الحرب الأفغانية،فهى لم تكن ضد الاحتلال السوفيتي،بل ضد «الإلحاد» وكأنه من حق أى دولة احتلال ما يحلو لها من أوطان ،اذا ما كانت «مؤمنة !»..ولا شك ان تمرير تفتيت الوطن العربى تحت شعار «الفوضى الخلاقة»هو من أبشع ما تعرضنا له من عدوان يستهدف أوطاننا ،ويهدر ثرواتناالبشرية التى تستنفدها حروبنا الطائفية والمذهبية،العبثية ،والمادية،التى تستغلها واشنطن وحلفاؤها،إضافة بالطبع الى «ضمان أمن إسرائيل» الذى لم نعرف، ويبدو اننا ،لن نعرف ما حدوده ،والأغلب أنه ،أى أمن اسرائيل ،لا حدود له فى نظر الدولة التى لم تقف يوما إلى جانب الحق العربى أو حق الشعوب بشكل عام..وقد نشر باحث عربى بمركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية،هو باسم عبد عون فاضل ،ان لم تخنى الذاكرة،المخطط الأمريكى لإشاعة الفوضى الشاملة،والتى تستهدف إجراء تغيير جذرى فى المنطقة،يحقق الهدف الأمريكى ،بتخليق،شرق أوسط وفق المواصفات الأمريكية وضمانه لمصالحها فقط.

بل يتضمن المخطط حرفيا :»علينا تدمير الأنماط والنماذج والعلوم القديمة فى الأدب وغيرها وهذه مهمتنا التاريخية !!» غير أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تجيد قراءة التاريخ، ولا تتذكر انها وريثة امبراطوريات أفلت، وانها مثلهم ،امبرطورية إلى غروب  ،بسبب القوى البازغة فى العالم، وأساسا نتيجة وعى الشعوب ،واقوى مثال ،ما جرى فى مصر..ونخطئ نحن خطأ فادحا إذا ما استسلمنا لحتمية التاريخ وحدها ،بل يتوجب علينا اليقظة الايجابية فى مواجهة ،كافة التنظيمات التى تتستر بعباءة الدين، والتى توجه جميع ما تحصل عليه من اسلحة أمريكية ،ضد الهوية العربية والاسلامية،وتقتل منهم يوميا أكثر مما قتل أعداء الخارج،يشهد على ذلك النشاط الإرهابى المقيت ضد الشعب العربى والصورة المفزعة التى يصدرونها عن الاسلام ..واثق فى سقوط هذا المخطط البائس الحقير وبأن اسرائيل ستعرف قريبا أن القدس لنا ،نحن ابناء القدس «العربية» حيث المسجد الأقصى وأيضا، كنيسة القيامة.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقصى فى انتظار الحسم الأقصى فى انتظار الحسم



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon