توقيت القاهرة المحلي 20:50:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريح عمرو موسى

  مصر اليوم -

تصريح عمرو موسى

بقلم : عمرو الشوبكي

أثارت تصريحات عمرو موسى الهادئة حول المقترحات المتناثرة على تعديل الدستور، ردود فعل كثيرة بعضها عكس مأساة الوضع السياسى فى مصر والبعض الآخر أعطى بعض الأمل لإمكانية بناء نقاش عام حول قضايا محورية دون اتهامات بالتآمر والخيانة.

عمرو موسى الذى كان رئيس لجنة الخمسين التى كتبت الدستور المصرى 2014 وهو أيضا رئيس المؤسسة المصرية لحماية الدستور أعلن اعتراضه على قيام بعض أعضاء مجلس النواب بالمطالبة بتعديل مدة الرئاسة لتصبح 6 سنوات بدلا من أربع، وذلك قبل أقل من عام على إجراء انتخابات الرئاسة، وهو ما وصفه برصانة معهودة «إنه يثير علامات استفهام حول مدى نضوج الفكر السياسى الذى يقف وراءه».

وأكد موسى أن «مصر فى حاجة إلى تعميق الاستقرار وليس إشاعة التوتر، تحتاج إلى تأكيد احترام الدستور لا التشكيك فيه». ولم ينف الرجل إمكانيه تعديل الدستور بشرط إجراء «مناقشة مجتمعية واسعة مع ممارسة سياسية ذكية».

والحقيقة أن الدستور منتج بشرى من الوارد تعديله بشرطين: الأول أن يطبق فى الواقع لا أن يعتبر مجرد «ديكور» نصدره أحيانا للعالم بالقول إن لدينا دستورا من أفضل دساتير العالم، والثانى أن نخرج من عقدة مدد الرئاسة التى خربت النظام السياسى المصرى حين عدلت فى عهد الرئيس السادات ليستفيد منها الرئيس مبارك الذى بقى فى السلطة 30 عاما ولو كان قيد مدد الرئيس بمدتين لكان قد خرج من السلطة معززا مكرما واعتبر بطلا قوميا ليس فقط لأنه من أبطال حرب أكتوبر إنما لأنه أجرى أهم إصلاح سياسى طالب به أغلب المصريين وهو رؤية رئيس يبقى فى السلطة مدتين غير قابلتين للتمديد.

اللعب بالدستور مثل اللعب بالنار والتعامل بهذه الخفة مع مواده أمر كارثى خاصة أنه لا يوجد نقاش جاد حول مواده التى طبقت حتى نطالب بتعديله.

رد الفعل على تصريحات عمرو موسى عكس جانبا آخر من أزمة واقعنا السياسى، فقد شتمها الإخوان واعتبروها فرصة للإساءة لكل من أيد 30 يونيو والرئيس السيسى، ونسوا أو تناسوا أنهم المسؤول الأول عن فشل تجربة التحول الديمقراطى فى مصر، كما شتمها نوعية من المؤيدين الممسوحة عقولهم والذين اعتادوا ألا يناقشوا أى فكرة أو رأى إنما يسيئوا لصاحبها دون أن يتطرقوا أصلا لجوهر ما قال فى مفارقة نادرة، فى حين رفضها تيار ثورى اعتبر أنها تصريحات مهادنة للسلطة، فى نفس الوقت فقد قدرها قطاع واسع من الرأى العام ومن تيار الوسط الإصلاحى (الغالب) حتى لو ظل جزء منه صامتا رغم غضبه من أوضاع كثيرة ورغبته فى مواجهه كثير من السلبيات.

يقينا إذا قلنا إن الديمقراطية ستطبق فى مصر غدا والمطلوب وضع إطار قانونى وسياسى لإدارة الصراع بين هذه القوى فهذا سيعنى فشل التجربة من أول يوم، وسيبقى الأمل معقودا فى خروج جديد يتجاوز حروب هذه القوى، ويراهن على دعم التيار الإصلاحى من خلال احترام التنوع والخلاف، واحترام مدد الرئاسة بأن يعرف الجميع أن الرئيس السيسى إذا أعيد انتخابه فى 2018 فإنه لن يبقى فى السلطة عقب انتهاء مدته الثانية، إذا أردنا فعلا أن نضمن لهذا البد استقرارا وتنمية وعدلا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريح عمرو موسى تصريح عمرو موسى



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات

GMT 16:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر صحفي للشركة صاحبة حقوق بيع تذاكر المونديال

GMT 00:34 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مهاجم ليرس البلجيكي يطلب فرصة مع منتخب مصر

GMT 18:49 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يعرض 50 مليون إسترليني لضم "بيل"

GMT 06:32 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل السيفيتشي بالسلمون

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار البنا حكمًا لمباراة فريقي "الرجاء" و"دجلة"

GMT 23:41 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

فوائد فاكهة التنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon