توقيت القاهرة المحلي 23:58:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملء الفراغ

  مصر اليوم -

ملء الفراغ

عمرو الشوبكي

البعض يتصور أن نجاح الثورة يتمثل فى إسقاط النظام القديم، والتخلص من كل رموزه، وينتهى الأمر عند هذا الحد، وينسى أو يتناسى أن نظام مبارك لم يكن مجرد أشخاص أو رموز، إنما شبكات متشعبة من المصالح والعلاقات الاجتماعية، كثير منها تقليدى ومرتبط بطبيعة مجتمع نام مثل مصر، وبعضها الآخر فج فى فساده وفى سوء إدارته، كما أن نظام الإخوان كان تعبيرا عن جماعة عقائدية مغلقة تكره الدولة والمجتمع، وبها عشرات الآلاف من الأعضاء العاملين (يقدرون بحوالى 100 ألف عضو عامل فى الجماعة) انتشر كثير منهم فى أجهزة الدولة ومؤسساتها بغرض السيطرة والتمكين، وحاولوا أن يملأوا الفراغ الذى تركه استبعاد بعض رموز نظام مبارك. معادلة التغيير تبدأ بقدرة أى تيار على ملء الفراغ الذى يحدثه سقوط أو تغيير أى نظام سياسى، فسقوط مبارك بفضل شيخوخة نظامه أساسا صور للبعض أنهم قادرون على إسقاط كل شىء وهدم كل شىء دون تقديم بديل واحد لأى شىء، فى حين أن جماعة الإخوان التى لم تشعل الثورة ولم تدع إليها واستبعدت بعض شبابها الذين شاركوا فيها نجحت فى الوصول إلى السلطة وفق نظرية «ملء الفراغ» الشهيرة، فليس مهماً أن تكون ثائرا ولا نبيلا إنما أن تتحين الفرصة لكى تنقض على السلطة، وتملأ الفراغ الذى ترتب على سقوط النظام القديم. ولذا لم يكن غريبا أن يكون الإخوان من أكثر المحرضين فى السر ضد الجيش، وفى العلن على فلول الحزب الوطنى، ليس عن إيمان بمدنية الدولة ولا بموقف ثورى من رجال النظام القديم إنما لتسهيل عملية ملء الفراغ الذى سيحدثه إقصاء المناوئين بدواعٍ مختلفة. ملأ الإخوان الفراغ على مدار عام واكتفت بعض القوى المدنية والائتلافات الثورية بالهتاف ضد العسكر وضد دستور 71 وضد الحزب الوطنى وضد النخبة السياسية دون أن تقدم بديلا، فكل حجر سقط وضع الإخوان آخر بديلا له. وتكرر نفس الأمر بعد 3 يوليو فقد نزلت الملايين فى الشوارع ضد حكم الإخوان، ولم تجد قوة منظمة تترجم رغبتها فى إنهاء هذا الحكم إلا الجيش، فلم يكن هناك حزب أو مؤسسة سياسية قادرة على أن تملأ الفراغ الذى ترتب على سقوط حكم الإخوان إلا الجيش. صحيح أن البعض عاد وتباكى على ضياع الدولة المدنية، والبعض الآخر اعتبر أن ما جرى فى 3 يوليو انقلاب، والبعض الثالث تصور أنه فى السويد وأن الإخوان كان يمكن أن يتركوا السلطة بالوسائل الديمقراطية وباستفتاء شعبى دون تدخل الجيش. كل هذه البكائيات لن تغير من الصورة شيئا، وأن القوى المدنية والديمقراطية لم تنجح حتى الآن فى ملء أى فراغ شهدته مصر منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، فلم تكن هى الطرف الرئيسى فى معادلة ما بعد مبارك، إنما كان المجلس العسكرى بضعفه فى مواجهة تنظيم الإخوان المسلمين، والآن يتصور البعض أن رفضه للمسار الحالى وعجزه عن ملء الفراغ الذى سيترتب على فشل هذا المسار سيصب فى خانة أحد آخر غير الإخوان. المؤكد أن المسار الحالى ليس منزها بل هو ملىء بالسلبيات، ومهدد بأخطار كثيرة ويجب إصلاحه قبل فوات الأوان، خاصة فى ظل حالة الثقة الزائدة التى يبديها بعض القائمين عليه وتذكرك بأيام مبارك، إلا أن هذا يعنى أنك لكى تعدل وتصلح هذا المسار لابد أن يكون فى يدك أوراق وبدائل تملأ بها الفراغ الذى ملأه تدخل الجيش فى 3 يوليو، ومعه قطاع زائد من بيروقراطية الدولة، فتبنى أحزابا قادرة على الحكم والمعارضة وليس واحدا منهما فقط. نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملء الفراغ ملء الفراغ



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon