توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة النظام القديم

  مصر اليوم -

عودة النظام القديم

عمرو الشوبكي

يدهشك البعض حين يملأ الدنيا صراخاً وضجيجاً خوفاً من عودة النظام القديم، ويحتج على الرئيس الانتقالى ورئيس الحكومة والمشير السيسى، لأنهم يسمحون لرموز النظام القديم بالعودة إلى الساحة الإعلامية والسياسية، وحين تسأل سيادته: ماذا تفعل فى مواجهة عودة النظام القديم؟ فسيقول لك إنه يناضل على الفيس بوك ويرفض توجهات الحكومة والرئاسة الانتقالية فى عدم عزل رموز النظام القديم، ولكنه أبداً لم يقدم بديلاً واحداً، أو يبنى مؤسسة سياسية جديدة تعتمد على شبكات مصالح اجتماعية مختلفة أكثر حداثة واتساعاً من شبكات المصالح المرتبطة بالنظام القديم. مدهش أن يتصور البعض أن الهتاف، صباحاً ومساء، بسقوط النظام (أى نظام) يعنى اختفاءه وميلاداً تلقائياً لنظام جديد دون بناء مقوم واحد يعتمد عليه هذا النظام الجديد، وأن إدانة النظام القديم ستعنى تلقائياً بناء نظام جديد. والحقيقة أن النظام القديم فى مصر كان خليطاً من مكونات عديدة، فهناك الرموز التى تورطت فى قضايا فساد وإفساد سياسى معظمها يحاكم ويقف خلف القضبان، وهناك مكون آخر يتعلق بالقوى التقليدية والمحافظة فى المجتمع التى اعتادت أن تعمل مع الدولة والنظام السياسى الذى تنشئه منذ الاتحاد الاشتراكى فى عهد عبدالناصر وحتى الحزب الوطنى فى عهدى السادات ومبارك، وهؤلاء يمثلون فى أغلبهم الجانب التقليدى من الثقافة السياسية المصرية التى اعتادت أن تعتمد على الدولة فى تخليص مصالحها، وبنت على جهازها المترهل الذى يضم رقماً فلكياً 6 ملايين ونصف المليون عامل وموظف (تركيا التى تضم البيروقراطية الأكبر فى أوروبا تقدر بحوالى مليون و800 ألف، وألمانيا وهى نفس عدد سكان مصر يعمل فى جهازها الحكومى 600 ألف)، شبكات مصالح متعددة الأشكال والألون بعضها فاسد وكثير منها يقوم على ثقافة العشم والواسطة و«شيلنى وشيلك» التى لا تخلو بدورها من نوع من الفساد. والسؤال: إذا كان فى مصر نظام سياسى وشبكات مصالح بنيت فى معظمها حول الدولة، وأنت ترغب فى تغييرها، فهل تتصور أنك بالهتاف اليومى ضدها وبالبكاء والعويل على استمرارها ستتغير؟ أم أنك فى حاجة لبناء نمط أكثر حداثة يلبى مصالح جديدة داخل المجتمع المصرى من رجال أعمال شباب يرغبون فى بناء نمط جديد من العلاقات الاجتماعية، ويدافعون عن بقاء الدولة، ولكنهم يرغبون فى إصلاحها وتحديثها ويرفضون أن تكون علاقتهم بها قائمة على النمط السابق من نفاق فج للحاكم وتقديس من فى السلطة، تماما مثلما ظهرت قوى وأحزاب مدنية جديدة تحاول أن تبنى مؤسسات بديلة وتخلق شبكة مصالح اجتماعية مرتبطة بالطبقة الوسطى وبرأس مال أكثر حداثة وديمقراطية، وتتجاوز فى نفس الوقت الصوت الاحتجاجى الذى لم يعرف إلا الهتاف بسقوط النظام القديم والجديد. النظام القديم لن يعود إلا ببناء نظام جديد يكون قادراً على ملء الفراغ الذى سبق وملأه الإخوان، وقادراً على الاستفادة من بعض العناصر التى تعاونت مع النظام القديم ولم تتورط فى أى جرائم فساد من أى نوع، لأن التحدى هو فى بناء منظومة جديدة تفكك، بشكل تدريجى، المنظومة القديمة، وتبنى شبكات مصالح جديدة أكثر حداثة ومدنية، وإذا فشلت فى ذلك وظلت تهتف كل يوم بسقوط النظام القديم فلن يسقط لأنه منظومة وليس أشخاصاً. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة النظام القديم عودة النظام القديم



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon