توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الدستور

  مصر اليوم -

عودة الدستور

عمرو الشوبكي

انتخابات حزب الدستور لها شقان: الأول هو العبور من الامتحان الصعب فى إجراء انتخابات تعددية على رئاسة حزب مصرى لم ينجح فيها (وبخسائر) إلا أقدم وأعرق الأحزاب المصرية، أى حزب الوفد حين تنافس فى 2008 كل من السيد البدوى ومحمود أباظة على رئاسته، وخسر الأخير رغم أنه كان رئيس الحزب، وتجربة حزب الدستور الجمعة الماضى، حين قدم خبرة لافتة، وشهد تنافساً حاداً بين ثلاث قوائم، اثنتان منها كانت على رأسهما سيدتان محترمتان، هما هالة شكرالله وجميلة إسماعيل، وفازت الأولى بالضربة القاضية، أى بأكثر من 50% من الأصوات الصحيحة، وحصلت على 108 أصوات فى مقابل 57 صوتاً لجميلة إسماعيل و23 صوتاً لقائمة د. حسام عبدالغفار، وهو تنافس اعتاد كثير من الأحزاب المصرية أن ينهيه فى أقسام الشرطة، وبتبادل الشتائم وإلقاء الكراسى. أما الشق الثانى من نجاح حزب الدستور فهو اكتساح قائمة «فكرة توحدنا» بقيادة شخصية هادئة ورصينة ومهنية لتضيف إلى قوائم رؤساء الأحزاب اسماً جديداً مهنته ليست ثورية، وتاريخه ليس فقط فى الهتاف والاحتجاج، إنما سيدة لديها خبرة حقيقية وعميقة فى مجال العمل الأهلى والتنموى، عمقت بها خبرتها السياسية، وقدمت نموذجاً للمناضل السياسى الذى فى تاريخه مهنة أتقنها، أو اشتغلها، ويمكنها أن تساعده على تحويل الحزب السياسى من مكان للاحتجاج والمؤامرات الصغيرة إلى مؤسسة حقيقية قادرة على الحكم وإدارة شؤون البلد، إذا وصلت للسلطة، أو المعارضة عبر تقديم سياسات بديلة. هالة شكرالله التى اعتبرها البعض «مستجدة» على الساحة السياسية (رغم تاريخها النضالى القديم) لأنها لم تظهر فى كل الفضائيات، ولم تدخل فى معارك تقطيع الهدوم الشهيرة فى مصر- لم يتوقعوا فوزها، فهى نموذج جديد على ساحة الصراخ السياسى، اشتغلت بنفس هادئ وعلمى، ونجحت فى أول اختبار سياسى لها نجاحاً من العيار الثقيل. فوزها فى انتخابات الدستور ذكرنى بجلسة نميمة جمعتنى بأحد أصدقاء الجامعة، منذ أسبوعين، وقال لى (أى بعد عامين من الواقعة) إنه جلس قبل انتخابات مجلس الشعب مع بعض مناضلى مقهى شهير فى القاهرة، وأكدوا له أن «عمرو الشوبكى» لن يحصل إلا على أصوات الجيران وبعض أعضاء نادى الصيد: «لو خد 200 صوت يبقى كويس» وفوجئوا بأنى حصلت على أكثر من 200 ألف صوت فى دائرة مترامية الأطراف. ما جرى فى الدستور كان فوز القائمة الأقل صخباً والأكثر مهنية، وهى بذلك تضع الحزب على طريق بناء مؤسسة سياسية حقيقية، وتنقله من صوت الاحتجاج الذى عانى منه منذ نشأته إلى النضج والعمل السياسى المنظم. الصوت الاحتجاجى مطلوب فى كل المجتمعات، وأحياناً ما يكون صرخة ضمير تساعد النخب السياسية على تصحيح أخطائها ومراجعة مواقفها، والضغط عليها إذا تطلب الأمر لتغييرها، ولكن لا يمكن أن يكون العمل السياسى قائماً فقط على الاحتجاج والصراخ والصوت العالى. تجربة الدستور تقول إن هناك شيئاً جديداً يتكون فى مصر، ويتصاعد، وهو أمر أكبر من تجربة انتخابات داخل حزب، ليصل إلى ميلاد نمط جديد فى ممارسة العمل السياسى، وكذلك من الوجوه السياسية، قد يغيِّر من طريقة تعاطينا مع السياسة والعمل الحزبى، ويساهم فى وضع البلاد على أعتاب مرحلة جديدة يكون فيها صوت البناء والنقد هو الصوت العالى، لا صوت الهدم والصراخ. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الدستور عودة الدستور



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon