توقيت القاهرة المحلي 10:19:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكراً زياد

  مصر اليوم -

شكراً زياد

عمرو الشوبكي

أعرف زياد بهاء الدين منذ أوائل الثمانينيات حين كنا طلابا فى جامعة القاهرة، وكان طالبا مجدا فى كلية الحقوق، وكنت طالباً فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان مهتما ومشاركا فى الشأن العام والسياسى مثلنا، وربما بهدوء وعقلانية أكثر. وبعد انتهاء فترة الجامعة، ذهب زياد للدراسة فى لندن وذهبت أنا للدراسة فى فرنسا، وبقينا متواصلين طوال التسعينيات وحتى قبل الثورة بأسابيع قليلة حين عرضت فى بيته كتابى الصادر بالفرنسية عن الإخوان المسلمين فى «نادى الكتاب»، الذى أقامه على مدار سنوات وبمشاركة العشرات من أصدقائه. وجاءت ثورة 25 يناير وأصبحنا متقاربين أكثر، ثم جاء البرلمان وأصبحنا زميلين، ليس فقط فى نفس المجلس، إنما فى ركن «المضطهدين» داخل المجلس، ونسقنا أشياء كثيرة، واتفقنا على أشياء أكثر، وحلمنا بأشياء أكثر وأكثر لم نستطع تحقيق معظمها. وجاءت ثورة 30 يونيو، وتوافقت القوى السياسية على وجود رئيس انتقالى واختيار حكومة انتقالية، وطرحت عليه رئاستها واعتذر وقَبِل بموقع نائب رئيس، وتحمس لوجودى فى هذه الحكومة واعتذرت فى اللحظات الأخيرة. وأذكر أننا التقينا معاً فى مكتب الأستاذ هيكل قبل يوم من إعلان الحكومة، وكان الرجل متحمسا لوجودنا معا فى «المطبخ السياسى» بصرف النظر عن الحقيبة التى يتولاها كل منا، وجلسنا نستمع له وكنت غير متحمس فى هذا التوقيت أن أدخل الحكومة الانتقالية، وفضلت أن أساهم فى الشأن العام من خارج الأطر الرسمية. ومنذ اليوم الأول لدخوله الحكومة، تعرض زياد بهاء الدين لسهام كثيرة، رغم أنه لم يقل شيئا اختلف معه عضو واحد فى الحكومة، فهو لم يطالب بمصالحة مع القتلة والمحرضين على العنف، إنما طالب بأن يكون هناك مخرج سياسى للأزمة الحالية ولا يكتفى فقط بالحل الأمنى، كما يقول تقريبا الجميع، وانتقد التجاوزات الأمنية، وأكد فى لقائى قبل الأخير معه، منذ شهرين تقريبا، أنه مؤمن بضرورة مساندة الأجهزة الأمنية فى حربها ضد الإرهاب، ويجب أن تشعر بهذه المساندة المعنوية، لكنه فى نفس الوقت يجب الضغط عليها من أجل وقف أى انتهاكات أو تجاوزات يقوم بها البعض، أى أن التعبير الذى استخدمه كان هو «الضغط والمساندة»، ولم يكن صحيحا أنه لم يعِ أن هناك ضريبة دم يدفعها رجال الشرطة كل يوم، وليس من الوطنية تجاهلها أو الاستخفاف بها. لقد حاول زياد أن يكون صوتا مختلفا داخل مجلس الوزراء، دعّمه فى نفس الخط بعض الوزراء، واختلف معه البعض الآخر، وربما يكون النقد الأكبر الذى تعرض له أنه دخل فى الملف السياسى دون غطاء سياسى، وفى عز المعركة ضد الإرهاب وضد ممارسات جماعة الإخوان. فكثيرٌ مما طرحه زياد بهاء الدين سيعاد طرحه مرة أخرى فى مصر آجلا أم عاجلا، لأن أهم ما ميزه احترامه لنفسه ولتياره، وأنه لم يعتبر السلطة «كعكة» أو غنيمة يجب أن تفصل على مقاس الشلة والأصحاب، بل يحب أن تكون متاحة للجميع، بشرط احترامهم للدستور والقانون. شكراً صديقى زياد.. لقد اخترت أن تدافع عما تعتقد بصرف النظر عن مساحات الاتفاق والاختلاف، وأخذت مخاطرة دخول الوزارة (فى الوضع الحالى تخصم من رصيد أى ناجح فى عمله ومهنته) والدفاع عما تعتقد، وحين وجدت نفسك غير قادر على تحقيقه فى الوقت الحالى، انسحبت بهدوء واحترام، متمنيا للحكومة والمسار الحالى النجاح دون العمل على هدمه لأنك لم تعد فيه، ولم تفعل مثل الفشلة حين يقولون «لا فيها لا أخفيها». نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكراً زياد شكراً زياد



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon