توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقوا فى المصريين

  مصر اليوم -

ثقوا فى المصريين

عمرو الشوبكي

البعض يتخوف من عدم مشاركة المصريين فى الاستفتاء، والبعض يشكك مسبقاً فى نتيجة الاستفتاء، والبعض لايزال مصراً على اتهام الشعب المصرى بالجهل لأنه اختار الإخوان فى لحظة، وعاد وأيد السيسى فى لحظة أخرى، وكأن معيار العلم والتقدم أن يختار سيادته حتى لو كان فاشلاً ومتعالياً على الشعب. والمؤكد أن المصريين سينزلون اليوم بالملايين مصوتين لصالح الدستور، ولن يخضعوا لابتزاز الإخوان ولا اتهاماتهم، وأن تكرار الحديث عن الجهل تارة وإجبار الناس تارة أخرى أمر بعيد عن الواقع. صحيح هناك مشكلات اجتماعية فى مصر أكبر من مشكلات كثير من الدول التى بدأت تحولاً متأخراً نحو الديمقراطية، فنسبة الأمية فى مصر (حوالى الثلث) تفوق النسبة التى عرفتها إسبانيا والبرتغال لحظة تحولهما نحو الديمقراطية، فى منتصف السبعينيات (15% فى الأولى و20% فى الثانية) وأيضا كل دول أوروبا الشرقية، كما أنها شهدت انهيارات فى التعليم والخدمات الصحية وفقرا ثقافيا وتدينا شكليا، لكن هذا لم يمنع من وجود حس تاريخى وطاقة هائلة لدى هذا الشعب أثبتت أنه إذا أحسن توظيفها والتواصل معها بتواضع واحترام ودون شعارات زائفة، يمكن أن يخرج منه الكثير. من الصعب إرجاع تعاطف قطاع واسع من الشعب المصرى مع السيسى إلى غياب الوعى وانتشار الأمية والتوجيه الإعلامى، إنما نتيجة أسباب موضوعية تكمن فى قوة المؤسسة التى ينتمى إليها وضعف الآخرين، من أحزاب وقوى وتيارات سياسية، كما أن حالة الفوضى والاستباحة التى شهدتها مصر طوال السنوات الثلاث الماضية قوت من صورة البديل القوى والصارم الذى يمثله قائد الجيش. لقد تمسك السيسى بخطاب رجل الدولة ذى الوجه الإصلاحى (كان مثار نقد من بعض القوى الثورية والإخوان)، وأثبت أن له صدى فى المجتمع المصرى، وأن أغلبية الناس ترغب فى الإصلاح وتحسين ظروفها الاجتماعية، وأنها حين شاركت فى الثورة اعتبرت أنها ترغب فى القيام بعمل إصلاحى كبير، وليس فعلاً ثورياً دائماً. علينا أن نتساءل: لماذا اختار هذا الشعب نفسه، فى ظل أمية أكبر بكثير من الآن، حزب الوفد «الليبرالى» قبل ثورة يوليو وعبدالناصر بعدها على حساب الإخوان؟ الإجابة ببساطة: أن كليهما قدم مشروعاً سياسياً بدا الأول رغم ليبراليته أنه ابن التربة المحلية المصرية، وليس فقط حزب «الصالون الليبرالى» الذى يناقش فيه أحدث النظريات الغربية فى الفلسفة والسياسة، كما كان يفعل حزب الأحرار الدستوريين، الذى كان- كما يقول الكتاب- ليبرالياً بامتياز، ولكن- كما يقول الواقع- كان الخاسر فى كل انتخابات نزيهة بامتياز. وعاد عبدالناصر، وكرر السيناريو نفسه- وإن بصورة مختلفة- حين بنى مشروعاً سياسياً شعر المصريون والعرب بأنه نابع منهم (العروبة والتحرر الوطنى والقومى والعدالة الاجتماعية)، فتقدم على الإخوان فى الشعبية والقدرة على الإنجاز، وانحاز له الشعب المصرى بمحض إرادته، بعيدا عن الأخطاء التى وقع فيها نظامه. لدىّ ثقة بأن الشعب المصرى سينزل اليوم بالملايين، وسيصوت بأغلبية كبيرة لصالح هذا الدستور، فثقوا به وبالمسار الذى خطته الملايين لنفسها، ولا تخافوا من الإخوان، ولا من غيرهم، لأن الشعب سيقول كلمته، وهى أهم من الأساليب المباركية القديمة التى تضر بالمسار الحالى، ولا تفيد، لأنها من الأصل اعتادت أن تخرج الشعب من حسابتها، ونسيت، أو تناست أنه الآن فى قلب أى حساب، فثقوا به. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقوا فى المصريين ثقوا فى المصريين



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon