توقيت القاهرة المحلي 19:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل الدولة

  مصر اليوم -

رجل الدولة

عمرو الشوبكي

داخل لجنة الخمسين اكتشف بعض الشباب معنى كلمة «رجل الدولة» حين تعاملوا عن قرب مع عمرو موسى، فاللجنة ضمت أطيافاً سياسية وفكرية متعددة، وشهدت نقاشات حامية كانت فيها حكمة ومهارة رجل الدولة مدخلاً مهماً للوصول بسفينة «الخمسين» لبر الأمان. ولذا لم يكن غريباً أن تعطى الوثيقة الدستورية لرئيس الجمهورية الحق فى أن يعين وزراء السيادة من بين رجال الدولة المصرية، نظرا لاعتماد النظام السياسى المصرى منذ أكثر من 60 عاما على رجال الدولة وليس الأحزاب التى تم تجريفها وإضعاف كوادرها، وظلت الدولة هى المصدر الرئيسى لتعلم مهارات الإدارة والتفاوض، وضمت الصالح والطالح معا. وإذا حمَّلنا الأحزاب وحدها مسؤولية تشكيل الحكومة القادمة فإننا نُحَمِّلها ما هو أكبر من طاقتها، ونقضى على شعبيتها الوليدة، ونجهض فرص تطورها، وفى نفس الوقت فإن الاعتماد فقط على رجال الدولة، دون وجود شراكة من الأحزاب كما كان يحدث فى العهد السابق، يعنى بقاءنا فى ظل نظام غير ديمقراطى يعيد إنتاج نظام مبارك مرة أخرى، ولو بصورة معدلة. والحقيقة أن اكتشاف عمرو موسى «رجل الدولة» داخل لجنة الخمسين أعاد الاعتبار لمهارات كثيرة غابت عن رجال الأحزاب، وأيضا معظم رجال دولة مبارك الفاشلة. ولم أكن مخطئاً حين قلت، فى مقال سابق حمل عنوان «تحية لعمرو موسى»، عقب انتخابات الرئاسة الماضية: «على الرغم من أن صوتى فى المرحلة الأولى ذهب لأحد المرشحين المنتمين للثورة والمعارضين لنظام مبارك، فإن تقديرى لعمرو موسى ظل موجوداً، فأداؤه بعد إعلان النتائج دل على أننا أمام رجل دولة حقيقى مؤمن بالديمقراطية ويعرف الدلالة الأخلاقية والسياسية لاحترام نتائج انتخابات شارك فيها، ولم يعتبرها باطلة أو مزورة بسبب خسارته، إنما احترم القواعد التى كان جزءاً منها والمنافسة التى شارك فيها، وقَبِل بنتيجة التصويت، دون هتاف أو ضجيج، رغم المآخذ المعروفة على العملية الانتخابية». والحقيقة أن كثيرين من أبناء جيلى من الذين عارضوا مبارك وجاهروا برفض مشروع التوريث تمنوا فى التسعينيات أن يكون «موسى» بديلاً لمبارك، وأعجبوا بمواقفه الوطنية وحضوره العربى والدولى، رغم انتقاد البعض له ووصف الجامعة العربية التى رأسها بأنها مجرد «ملتقى للكلام». ولم يمنع هذا النقد الناس من أن تحب عمرو موسى وتكره إسرائيل، واعتبره المواطن البسيط مشروع رئيس جمهورية، وتكلم البعض الآخر بشكل تلقائى على أنه أفضل من مبارك، ويمكن أن يكون بديلا لجمال مبارك ولمشروع التوريث، وتفاعل الناس بصورة إيجابية مع تصريحاته التى كثيرا ما انتقدت إسرائيل، وحتى لو لم تمتلك القدرة على ردعها إلا أنها نزلت برداً وسلاماً على ملايين المصريين الذين وجدوا رئيسهم المخلوع مستسلماً أمام السطوة الإسرائيلية. أعتقد أن مستقبل مصر السياسى سيكون فى صناعة شراكة حقيقية بين مؤسسات الدولة، على ترهل كثير منها، وبين الأحزاب التى لم تقو، وتلك الشراكة قد تكون هى بداية التحول الديمقراطى، فطالما أن هناك رجال دولة بمهارات عمرو موسى ورجال أحزاب بإخلاص محمد أبوالغار والسيد البدوى ويونس مخيون ومحمد سامى وآخرين، فيمكن لمصر أن تتقدم خطوة للأمام، لأن هؤلاء صنعوا شراكة حقيقية مع رجال الدولة داخل لجنة الخمسين اتفقت واختلفت وقدمت فى النهاية وثيقة دستورية قابلة للحياة ولو لفترة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل الدولة رجل الدولة



GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

GMT 05:15 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مِحنُ الهلال الخصيب وفِتَنه

GMT 05:12 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لا حل في السودان إلا بالعودة إلى «منبر جدة»

GMT 05:07 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مؤتمر باريس السوداني... رسائل متناقضة

GMT 05:05 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الهجرات في أوروبا... حول سياسات الاندماج

GMT 05:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

GMT 04:59 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«دقوا الشماسي م الضحى لحد التماسي»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 19:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما
  مصر اليوم - دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 11:04 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

"فورد" تستدعى 5234 سيارة فى الصين لمخاطر تتعلق بالسلامة

GMT 03:05 2024 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

5 ملايين زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

GMT 05:32 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دول غرب أفريقيا تتخذ إجراءات جديدة لإنقاذ الغابات

GMT 18:11 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

عودة ميسي ووصول لاعبو البارسا لمواجهة رايو فاليكانو الليلة

GMT 04:18 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"بي بي" تؤكد بدء إنتاج 50 مليون قدم من الغاز في مصر

GMT 16:41 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

كشف ملابسات مقتل سيدة بمنزلها ذبحًا في دمياط

GMT 08:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة مهمة تساعدك في علاج الأرق المزعج

GMT 09:17 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التناقض عنوان المجموعة الشتوية الجديدة لزياد نكد

GMT 11:42 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر guess seducriv I am yours لإطلالة غامضة ومغرية

GMT 23:10 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

مطار سوهاج يُجري تجربة طواريء لطائرة منكوبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon