توقيت القاهرة المحلي 09:28:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين المدن الثلاث (2- 3)

  مصر اليوم -

بين المدن الثلاث 2 3

عمرو الشوبكي

ذهبت من فرانكفورت مدينة العمل والصناعة إلى باريس مدينة الحياة والفنون، وحاضرت فى ندوة «مغلقة» عن الوثيقة الدستورية تعذر إقامتها بشكل مفتوح فى المركز الثقافى المصرى بعد اعتداءات الإخوان المتكررة على المركز وضيوفه. وحضر الندوة حوالى 50 شخصا من المصريين والفرنسيين، وشاركنى فيها أستاذ قانون دستورى مصرى فى جامعة باريس، ونائب رئيس مجلس الدولة، ورعاها السفير المصرى فى باريس محمد مصطفى كمال، الذى قام هو وطاقم السفارة والمركز الثقافى المصرى بجهود كبيرة لإنجاحها والتواصل مع النخب الفرنسية المختلفة. ورغم أن الإخوان وحلفاءهم لم يدعوا لهذا اللقاء بسبب العنف الذى يمارسونه، إلا أن النقاش حول الوثيقة الدستورية لم يخل من اعتراضات ورفض لبعض موادها، وهو ما يعنى أن نظرية «أفضل دستور فى العالم» التى تحدث بها الإخوان عن دستورهم لم تعد موجودة الآن ولن يقبلها أحد، كما أن قدرة المجتمع بأطيافه المختلفة على ممارسة نقد متحضر لكل ما يقدم له من أفكار أمر جيد وفى صالح عملية التحول الديمقراطى. حضور الشباب المصرى الدارس فى فرنسا هذا اللقاء كان لافتا وملهما، فتحدث أحمد حبيب، أحد طلاب الدكتوراة فى القانون، مع آخرين، وأبدوا تحفظات على بعض المواد، وأشادوا بالإجماع بإلغاء النسبة المخادعة (50% عمال وفلاحين) من الوثيقة الدستورية الجديدة، وأشادوا أيضا بإلغاء مجلس الشورى، وهى الأشياء التى حاول البعض أن يخضعها لمواءمات وحسابات ضيقة، ناسيا أن هناك جمهورا هائلا سيؤيد الوثيقة المقترحة بسبب جرأتها فى اتخاذ قرارات صعبة لم يجرؤ الإخوان على اتخاذها نتيجة حسابات ومواءمات سياسية ضيقة حين أقر الإخوان بليل مادة الـ50% عمال وفلاحين فى باب الأحكام الانتقالية بعد أن فرغوها تقريبا من محتواها على سبيل المراوغة، ولم يجرؤ على إلغائها بعد أن ادعوا طوال الفترة السابقة أنهم ضدها. تعليقات الصحف الكبرى فى فرنسا عن الوثيقة الدستورية المقترحة كانت غريبة، فلم تشر لباب الحقوق والحريات المتميز ولا نظام الحكم شبه الرئاسى، الشبيه بالنظام الفرنسى، إنما عنونت صحيفة الليموند موضوعها عن الدستور المصرى قائله: إنه دستور يعطى امتيازات خاصة للجيش، أما صحيفة الفيجارو فقالت بشكل مباشر وفج إنه «دستور الجيش». والحقيقة أن مواد القوات المسلحة، خاصة مادة المحاكمات العسكرية كانت أكثر تشددا وبكثير فى دستور 2012 مقارنة بالتعديلات المقترحة التى حصرت محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية فى الاعتداء المباشر على القوات المسلحة وليس فى النص الواسع والفضفاض فى دستور 2012 والذى نص على «الجرائم المضرة بالقوات المسلحة»، ومع ذلك لم تنل نفس الهجوم الحالى. صحيح هناك كثيرون يرفضون هذه المادة عن قناعة تحترم، وهناك من يرفضها عن حسبة لا علاقة لها بالوطن والمواطنين. ويبقى نقد الوثيقة الدستورية أمرا مشروعا، ولكن المعضلة فى ارتدائك نظارة تجعلك ترى أمرا واحدا فقط، وتتعمد ألا ترى باقى الأشياء، وتلك ربما مشكلة نظم غربية كثيرة ومندوبيهم فى الداخل، إنها ترى أحيانا ما تحب أن تراه، وتتجاهل ما لا تريده لحسابات سياسية لا علاقة لها بأى موقف مبدئى، أما نقد بعض مواد الدستور والتصويت بـ«نعم» على مجمل الوثيقة، أو نقد معظمها والتصويت بـ«لا»، فكلاهما حق لكل مواطن مصرى، بشرط فقط أن يقرأها ويحسم أمره ويتوكل على الله. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المدن الثلاث 2 3 بين المدن الثلاث 2 3



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon