توقيت القاهرة المحلي 10:36:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصحيح المسار

  مصر اليوم -

تصحيح المسار

عمرو الشوبكي

هل المسار الحالى خطأ من الأساس أم أنه مسار صحيح يحتاج إلى تصحيح؟ هذا التساؤل قد يكون تكرارا بصيغة مختلفة «للتساؤل الأزلى»: هل ما نحتاجه هو إصلاح أم ثورة، وهل نحن تعثرنا فى مسارنا لأننا لم نتبنَّ نظرية الثورة مستمرة، أم لأننا فشلنا فى الإصلاح وبقينا نهتف للثورة ولا نقوم بأى إصلاح؟ صحيح هناك جزء من الشعب المصرى (ليس الأكبر) يرى المسار الحالى انقلابا، وهناك جزء أكبر يراه انتفاضة شعبية أو ثورة انحاز لها الجيش، وجزء ثالث يرى أن تدخل الجيش المبكر قضى على فرصة الاستفتاء الشعبى وتغيير مرسى بالأسلوب الديمقراطى. والحقيقة أن معضلة المسار الحالى ليست فى الخلاف الدائر بين القوى السياسية حول طبيعته، إنما فى قدرة هذا المسار على استيعاب كل القوى المختلفة فى قراءة ما جرى داخل العملية السياسية باستثناء من حملوا السلاح أو حرضوا على العنف أو كانت مواقفهم السياسية امتدادا لمن دفع لهم من خارج حدود الوطن. فمن يدعو لانقسام الجيش أو خلخلته، ومن يحرض الغرب والولايات المتحدة على التدخل المباشر فى مصر، ومن يرى هدم الدولة طريقه للعودة للسلطة، ومن يتآمر ولو بالتحريض على قتل الجنود ورجال الأمن ويروع الأهالى والآمنين.. كل هؤلاء يخونون شعبهم ووطنهم. أما من يرى أن المسار السياسى الحالى مرتبك ومحفوف بالمخاطر ويصدمه الحكم على فتيات الإسكندرية بالسجن 11 عاماً قبل أن يصححه الاستئناف ويفرج عنهم، ومن يرى أن هناك رئيس حكومة فشل فشلاً ذريعاً فى التواصل مع الناس أو فى إقناعهم بجدوى الجهود التى تقوم بها حكومته، ومن رأى نفس الفوضى ونفس المواءمات ونفس الفشل فى كل المجالات رغم إقراره بصعوبة الوضع اقتصاديا وسياسيا.. فهذا حقه. والحقيقة أن السماح بوجود تنوع فكرى وسياسى فى التعامل مع المسار الحالى، وضرورة اعتبار المؤيدين والمعارضين جزءاً منه، هو أحد شروط تهميش «بالوعة» التخوين والتكفير التى طفحت فى وجه الشعب المصرى مؤخرا. إن بعض المعارضين للمسار الحالى يضمون شبابا من أنقى شباب مصر، ولم يقعوا فريسة المراهقة الثورية أو الصلف الإخوانى، وهم فى النهاية أكثر احتراما من هؤلاء الذين كانوا يهتفون صباحا ومساء بـ«سقوط حكم العسكر» وغيّروا خطابهم فأصبح «يعيش حكم العسكر» بعد أن تصوروا واهمين أن فى مصر حكما عسكريا. علينا أن نصحح المسار الحالى بالحوار مع تيارات إسلامية ومدنية تتحفظ على جوانب كثيرة أو قليلة من خريطة الطريق ومن الإدارة السياسية الحالية، وهذا من حقها، فالبعض يرى ضرورة أن يجرى حوار سياسى مع كل القوى الإسلامية التى لم تحمل السلاح ولم تحرض على العنف، والبعض الآخر ينظر للأمور من منظور حقوقى وديمقراطى كما يقول الكتاب وليس من خلال الوضع الاستثنائى الذى تعيشه مصر، وكأن جارتنا هى السويد أو ألمانيا وليست ليبيا، حيث لا دولة ولا جيش ولا شرطة ولا قضاء، والسودان المقسم لدولتين. المؤكد أن هناك كثيرا من المخالفين للمسار الحالى أكثر أمانة مع أنفسهم من بعض المؤيدين له، فطالما لم يعملوا على إشعال حرب أهلية وفتح فرع للجيش الحر فى مصر، ولم يدعوا جنود وضباط الجيش للتمرد على قادتهم خدمة لإسرائيل ومندوبيها، فإن من حقهم أن يقولوا ما يشاءون، وأن نجرى حواراً سياسياً عن كيفية تصحيح المسار الحالى جذريا وتدريجيا لا هدمه على رؤوس الجميع. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصحيح المسار تصحيح المسار



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon