توقيت القاهرة المحلي 17:49:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظم الحكم فى الدستور

  مصر اليوم -

نظم الحكم فى الدستور

عمرو الشوبكي

البعض يتعامل مع نظم الحكم فى الدستور المصرى على طريقة من كل نظام زهرة، والبعض الآخر يتصور أن النظام الأمثل هو المختلط الذى يأخذ «حتة» من كل نظام ويصنع خلطته السحرية التى كثيرا ما تكون أقرب إلى المصطلح المصرى الشهير «سمك لبن تمر هندى». وإذا نظرنا إلى باب نظام الحكم فى الدستور المعطل لوجدنا أنه لم يحسم منذ البداية لأى النظم السياسية ينحاز، وبدا الحديث عن النظام المختلط كأنه نوع من التلفيق بين النظامين الرئاسى والبرلمانى أكثر منه اختياراً جاداً للنظام الأصلح لحكم البلاد. وإن كنت أعتبر أن النظام الرئاسى الديمقراطى أو شبه الرئاسى هو النظام الأفضل لمصر، فإن هذا لا يعنى السماح بتوغل رئيس الجمهورية على السلطتين القضائية والتشريعية، سواء بتعيين النائب العام أو رئيس المحكمة الدستورية العليا وغيرهما من المناصب القيادية داخل السلطة القضائية، أو تعيين ربع أعضاء مجلس الشورى (فى حال بقائه) كغرفة ثانية داخل السلطة التشريعية، فكلا الأمرين من الصعب أن نجدهما فى ظل أى نظام رئاسى آخر. والحقيقة أن النظام الرئاسى الديمقراطى يقوم على إعطاء صلاحيات واسعة لكن غير مطلقة لرئيس الجمهورية، باعتباره رأس السلطة التنفيذية، فى ظل نظام يقوم على الفصل التام بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأيضا بالتوازن بين هذه السلطات ولا يسمح للسلطة التنفيذية- ممثلة فى الرئيس- بأن تتغول على باقى السلطات، كما جرى طوال العهود الجمهورية السابقة فى مصر، كما أن الرئيس محدد حكمه بمدتين غير قابلتين للتمديد، ويقوم باقتراح القوانين التى يشترط موافقة البرلمان عليها، كما أن هناك نظماً رئاسية تعطى بعض الصلاحيات لرئيس الوزراء مثل فرنسا، وتُعرف بالنظم شبه الرئاسية وهى الأقرب للواقع المصرى. المؤكد أن هناك مجموعة من المشكلات فى عدد لا بأس به من مواد الدستور المعطل مثل الخلط بين صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب وبين صلاحيات رئيس الوزراء المنتخب من البرلمان، فقد نازع رئيس الوزراء سلطات رئيس الجمهورية فى النظم الرئاسية بتعيينه الموظفين المدنيين وليس فقط العسكريين، كما جاء فى المادة ١٤٩، والأفضل أن يتولاها رئيس الجمهورية مع الغرفة الثانية (مجلس الوزراء) أو مع البرلمان فى حال إلغاء الأول. وهنا يجب أن يكون واضحاً أن رأس السلطة التنفيذية هو الرئيس الذى انتخبه الشعب، وليس رئيس الوزراء الذى اختاره البرلمان، وأن النظام الرئاسى توجد به سلطتان تقريباً متوازنتان ومتساويتا القوة والتأثير، هما البرلمان المنتخب ورئيس الجمهورية المنتخب مباشرة من الشعب. الأمر نفسه ينسحب على قضية مثل إعلان الطوارئ، ففى النظم الرئاسية أو شبه الرئاسية يعلن الرئيس الطوارئ بعد موافقة البرلمان والتشاور مع الحكومة وليس بعد موافقة رئيس الوزراء كما فى الدستور المعطل. فطالما اختار الدستور انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب فلابد، كما فى كل التجارب، أن يكون النظام رئاسياً أو شبه رئاسى، ولا يوجد نظام واحد ينتخب فيه الرئيس من الشعب، ويكون نظاماً مختلطاً، على عكس حالة انتخاب الرئيس من البرلمان التى يكون فيها النظام السياسى مختلطا أو أقرب للبرلمانى. مصر بحاجة أولا إلى نقاش مجتمعى وسياسى عميق حول شكل النظام السياسى المقترح، وإذا حُسم أنه رئاسى فعلينا ألا نقف فى منتصف الطريق وألا نبنى نظاماً مشوهاً يكون فيه رئيس الجمهورية إما منقوص الصلاحيات خوفاً من إنتاج «مبارك» أو «مرسى» آخر، ونقيم بأيدينا نظاماً مأزوما تعانى مؤسساته من شلل حقيقى وعدم قدرة على العمل. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظم الحكم فى الدستور نظم الحكم فى الدستور



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon