توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليسوا ضحايا

  مصر اليوم -

ليسوا ضحايا

عمرو الشوبكي

لماذا يصر الإخوان، دون غيرهم من القوى السياسية، على اعتبار أنفسهم ضحايا الظلم والاضطهاد، وهم فى ذلك على استعداد للكذب والتحريض ضد الجميع، وإبداء كراهية غير مسبوقة ضد الدولة والجيش، تذكرك بكراهية الإسرائيليين له عشية انتصار أكتوبر 1973. فتظاهرات الإخوان الفاشلة، الجمعة، جاءت بعد أسبوع من التحريض والبكاء والعويل ضد كل ما فى هذا البلد، وارتداء ثوب الضحية الذى لا يتغير منذ عقود. فقد دعت جماعة الإخوان المسلمين، فى رسالتها الأسبوعية يوم الخميس الماضى، جموع «الأمة» للنزول إلى الشوارع «لتحرير البلاد من استبداد الانقلاب العسكرى الدموى»، وطالبت من سمتهم «الشرفاء من ضباط وجنود الجيش والشرطة» بعصيان أوامر قادتهم، لأنه «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق». واستهلت الجماعة رسالتها بالقول إن «ما يفعله الانقلابيون الآن فى مصر هو مثل ما ذكره القرآن عن أكابر المجرمين، الذين يخدعون الجماهير للسيطرة عليهم، ويستخدمون أقصى وأقسى درجاتِ القَسْوة والطَّيْش لفرض استبدادهم»، وأشارت إلى أن «ما يشجع الانقلابيين على الفساد هو اغترارُهم بقوتِهم وأجهزتِهم الأمنيَّةِ، التى هى ملك الشعب أصلا، لكنهم استغلوا طبيعتها المنضبطة عسكرياً فى إرهاب الشعب وتخويف الأحرار، وقد أضافوا إليها جهازاً آخر غير رسمى هو جهاز البلطجية، الذين صنعوهم على أعينهم ورعوهم بأنفسهم ليروّعوا الآمنين، وبذلك تحول الشعب، فى نظر الانقلابيين الطغاة، إلى عدو». وأضافت أن «ما يشجع الانقلابيين على الاستبداد أيضا هو استصحابُ بطانة من المنافقين من بعض الإعلاميين وعلماء الدين الذين يستخفونهم، فيلوون الحقائق، وينشرون الافتراءات والأباطيل، ويلوثون سمعة الشرفاء من الخصوم الأحرار، ويقدمون الفتاوى الدينية الباطلة التى تُزَيِّن للمستبد الطغيانَ والإفساد، وتبرر له سفك الدماء وانتهاك الحرمات، وحين يقوم الحاكم المستبدُّ بإذلال الشعب، واغتصاب إرادة الأمة، وقتل آلاف المعتصمين السلميين بدم بارد وبشاعة غير مسبوقة، وعذَّب المعتقلين وقتلهم، ومثَّل بجثث الشهداء، وقتل الجنود الأبرياء ليغطى على جرائمه، واعتبر محاربة الأشراف الأحرار من بنى وطنه قضية أمن قومى فى الوقت الذى أطلق فيه يد أعداء الأمة الصهاينة تعبث فى سيناء وتقتل دون رد ولا استنكار». هكذا يكتب الإخوان بياناتهم ورسائلهم بصورة ليست فقط مليئة بالأكاذيب والافتراءات، إنما أيضا تكرر ما تفعله منذ تأسيسها عام 1928 فى ارتداء ثوب الضحية التى يتآمر عليها الجميع حتى يمكنها الاستمرار والبقاء، فالمتظاهرون السلميون لم يكن بينهم عشرات الإرهابيين المسلحين، وأن ما جرى فى 3 يوليو كان مجرد انقلاب دموى، ولم تكن هناك انتفاضة شعبية واسعة شارك فيها ملايين الناس، إنما كانت هناك مجموعة من البلطجية والفلول. خطاب الضحية يجعل الإخوان غير قادرين على مراجعة خطاياهم، ويجعلهم يشيطنون خصومهم، فالجيش الوطنى يتحول لعدو يقتل جنوده ولا يشعر الإخوان بأى غضاضة حين يطالبون الجنود وصغار الضباط بالتمرد وعدم طاعة الأوامر، ليحولوا جيش الدولة الوطنى إلى ميليشيات كما يتمنون. نعم لقد همش مبارك الإخوان وكل القوى السياسية، ولكن مشاكل الإخوان لم تكن فقط مع مبارك، إنما كانت أيضا مع السادات وعبدالناصر وحزب الوفد والملك، ومارسوا العنف فى العهدين الملكى والناصرى، ولم يعتذروا أو يعترفوا بخطايا التنظيم الخاص، إنما اعتبروها جهاداً وتقرباً فى سبيل الله. لا أمل فى أن يعود شباب الإخوان إلى الجماعة الوطنية، إلا إذا اعترفوا بهذه الأخطاء والجرائم التى حدثت فى أكثر من مرحلة، ونسوا قليلاً خطاب الضحية والمحنة والبلاء الذى يرددونه كل يوم. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا ضحايا ليسوا ضحايا



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon