توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الاستضعاف والتمكين

  مصر اليوم -

بين الاستضعاف والتمكين

عمرو الشوبكي

مظاهرات الإخوان، أمس الأول، فى القاهرة كانت محدودة وضعيفة من حيث أعداد المشاركين، ولذا كانت سلمية، وحاولت أن تكون ودية مع الأهالى وعموم الناس، فمن مظاهرة العباسية حتى شارع محيى الدين أبوالعز فى المهندسين، وانتهاء بمسجد الاستقامة فى الجيزة اندهش كل من مر بجوار هذه التظاهرات من وداعة الإخوان، وغياب المظاهر المسلحة، وحديثهم «الودى» مع الأهالى، وحرصهم على إتاحة الفرصة للسيارات بالمرور بجوارهم، وعدم الاعتداء عليها كما هى العادة، أو حتى محاولة تعطيل السير لم يكن المشهد كذلك، يوم الجمعة قبل الماضى، حين كانت أعداد الإخوان كبيرة نسبيا، وكانت القيادات المحرضة حرة طليقة، فشاهدنا عنفاً وقتلاً على جسر الزمالك وأمام مسجد الفتح وفى الإسكندرية وقبلها فى كرداسة، حيث الجريمة الإرهابية البشعة ضد قسم الشرطة، وبعدها تكررت مع جنودنا فى سيناء علينا أن نقارن بين طريقة تعامل الإخوان مع الأهالى، حين كانوا فى وضع «قوة»، أمام مسجد الفتح وفى ميدان رمسيس، وبين طريقتهم فى التعامل مع نفس الناس فى العباسية وأمام مسجد أسد بن الفرات فى الدقى، حين كانوا فى وضع ضعف وانكسار، ففى الأولى كانوا فى قمة العدوانية، وفى الثانية كانوا فى منتهى السلمية، وهو نفس الفارق الذى تكرر فى مدينة طنطا، أمس الأول، حين شعر الإخوان بأنهم فى قوة نسبية، فاعتدوا على الأهالى ورجال الشرطة لقد حول الإخوان صوت الاحتجاج فى مرحلة القوة إلى إرهاب حقيقى وترويع للمواطنين وميليشيات تجوب الشوارع، وتقوم باحتلال المساجد وحرق الكنائس والمنشآت العامة والخاصة، والتآمر على مصر دولة وشعباً، وعادوا وذكرونا بوداعة ما قبل ثورة 25 يناير، حين كانوا يبتسمون فى وجوه كل القوى السياسية المعارضة وكل الرموز الفكرية والثقافية فى مصر، تودداً وإظهاراً لمحبة اتضح أنها زائفة، لأنهم كانوا فى مرحلة الاستضعاف، وتغير الحال جذرياً بعد وصولهم للسلطة، وبدأوا فى مشروع التمكين والاستقواء، فمارسوا فى الحكم كل صور الإقصاء والتهميش للمخالفين لقد نسى الإخوان أن قوى احتجاجية كثيرة غيرت نظماً بالاحتجاج السياسى والسلمى، دون أن تحكم من الأساس، (إذا أرادوا أن يكونوا جماعة دعوية أو إصلاحية)، فالصوت الاحتجاجى يمكن أن يكون صوت ضمير وقوة ضغط، فيغير فى قيم المجتمع وشكل نظامه السياسى، دون أن يكون فى السلطة، ويمكن أيضا أن يكون صوتاً للتنفيس والصراخ، ولا يغير شيئاً، ويمكن أن يكون عنصر تخريب وإرهاب، كما يفعل قادة الإخوان الآن معضلة الإخوان هذه الازدواجية فى كل شىء، فهناك ما هو باطنى وما هو معلن، وهناك استراتيجية فى مرحلة الاستضعاف وأخرى فى مرحلة القوة والتمكين، وهناك جماعة دينية وهناك حزب سياسى، وهناك تنظيم عام وآخر خاص، وهناك عضو عامل داخل الجماعة وآخر مساعد أو محب، وهناك خطاب للداخل المصرى دينى متشدد، لحشد بسطاء الريف، وآخر للعالم الخارجى إصلاحى وليبرالى، لمخاطبة الأمريكان والإسرائيليين ما شاهدناه، يوم الجمعة الماضى، فى بعض شوارع القاهرة، من تحول يعكس طبيعة فكر جماعة الإخوان المسلمين وممارساتها، منذ أن تأسست، عام 1928 حتى الآن، فهناك عالم خاص للجماعة وذاكرة خاصة فصلتها عن المجتمع المصرى، فقد شيدوا تنظيماً متماسكاً كان هو مصدر قوتها وسبب انهيارها، لأنهم نظروا للشعب المصرى والدولة المصرية كأنهم شعب آخر خارج «شعب الجماعة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الاستضعاف والتمكين بين الاستضعاف والتمكين



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon