توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطار الإخوان

  مصر اليوم -

قطار الإخوان

مصر اليوم

  انطلق قطار الإخوان إلى حيث يتصور أنه الاتجاه الصحيح، وقرر ألا يستمع للنصائح والانتقادات، وحسم أمره على أن هناك مسارا لابد من السير فيه حتى النهاية، مهما كانت الصعوبات والتحديات، وأن الحوار مع المعارضة أو الاستجابة لبعض مطالبها مضيعة للوقت، وأن عليه أن يقود المسيرة بمفرده، وتوقَّف حين لم يكن مطلوبا منه التوقف، وتحرك مسرعا فى عكس الاتجاه الصحيح. مخطئ من يتصور أن الإخوان على استعداد لأن يتراجعوا عن أى خطوة اتخذوها إلا تحت ضغط فشل مُدَوٍّ وانفلات كامل، لأنهم ببساطة يتصورون أنهم موجودون فى الشارع وفى القرى والنجوع والأحياء الشعبية، فى حين أن المعارضة موجودة فى الفضائيات وفى أوساط النخبة، وهو أمر ليس صحيحا كليا، فهناك معارضة الفضائيات وهناك معارضة فى الشارع بعضها ينتمى لماكينة الحزب الوطنى القديم، وبعضها من تيارات شاركت فى الثورة، وباتوا جميعا يمثلون خطرا حقيقيا على الإخوان، لذا اكتشفت الجماعة، فجأة، ثوريتها بعد وصولها للسلطة لمواجهة هؤلاء «الفلول» وحلفائهم، رغم أن الثورية تكون عادة، قبل الوصول للسلطة وليس بعدها، كما أن وجود الإخوان فى الشارع لم يمنع فقدانهم جزءا كبيرا من رصيدهم، وسط بسطاء المصريين الذين طالما افتخروا بأنهم يعيشون بينهم. حسبة الإخوان بسيطة، وتقوم على أن المعارضة ضعيفة وهشة، وتعتقد أن هناك ثمنا ستدفعه الجماعة فى سبيل تحقيقها هدفها فى السيطرة والتمكين، وعليها ألا تلتفت لانتقادات وتمرد البعض، من أجل تحقيق هذا الهدف، فالجماعة لن تستمع لأحد، لأنها تعتقد أنها على الطريق الصحيح، وأن الاستماع للآخرين تضييع وقت. قطار الإخوان انطلق، وبدأ بالسير عكس الاتجاه، فبدلا من أن يشكل حكومة كفاءات مستقلة تضمن إجراء انتخابات حرة نزيهة شكل حكومة إخوانية ضمت منفذى أوامر الجماعة وأعضائها، وتحجَّج بأن المعارضة قررت عدم المشاركة. إن هذا الاختيار عكَس مغامرة غير محسوبة للجماعة، حيث الإصرار على التمسك برئيس حكومة هو الأفشل فى تاريخ مصر، منذ عقود، قُتل فى عهده حوالى 100 متظاهر، و50 طفلا و30 مجندا ورجل شرطة داخل القطارات، نتيجة الإهمال والفشل فى حماية أرواح الناس، ولم يستقِلْ، ولم يحاسَب ولو سياسيا، إنما جُدِّدت الثقة فى حكومته. لم تهتم الجماعة بأن تعترف بأن رئيسها جاء للسلطة بنسبة 51 ونصف فى المائة، وبأصوات من هم خارجها، وأن الدستور ينص على أن الحكومة لابد أن تنال ثقة الأغلبية البرلمانية، وفى غياب البرلمان يصبح من الواجب أخلاقيا وسياسيا أن تشكَّل هذه الحكومة من خارج الأحزاب والجماعة الحاكمة. لم تقبل الجماعة الفكرة من الأساس، وتمسكت بكل شىء: النائب العالم الذى عينته السلطة التنفيذية، والحكومة التى اختارتها الجماعة، وبدا هناك إصرار على الاستماع للصوت الواحد والرؤية الواحدة. لن يصل قطار الإخوان لهدفه النهائى، ولن تعترف الجماعة بأنها لم تنجح فى حل مشكلة واحدة من مشكلات المجتمع المصرى، أو أنها تمتلك الرؤية والقدرة على حلها، ولو بشكل متدرج. إن عدم نجاح الإخوان لن يكون بالضرورة بسبب قوة معارضيهم، إنما بسبب فشلهم فى إدارة كل الملفات التى تصدوا لها: من الاقتصاد إلى السياسة إلى إدارة مؤسسات الدولة، فالإخوان أصبحوا فى أحيان كثيرة أعداء أنفسهم، وإن غدا لناظره قريب.   amr.elshobaki@gmail.com   نقلاًعن جريدة "امصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطار الإخوان قطار الإخوان



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon